هشام بيومي يكتب: الملك المصري


في خضم التطور السريع للعالم من حولنا، والانفتاح الثقافي المتسارع، يواجه الإنسان اليوم تحديًا خطيرًا يتمثل في التشكيك في المبادئ والقيم التي تربى عليها، والتي تشكل الأساس الذي يبني عليه شخصيته وسلوكياته. لم يعد التشكيك مقتصرًا على طرح الأسئلة الطبيعية للنمو الفكري، بل أصبح في كثير من الأحيان موجَّهًا لهدم الثوابت وزعزعة المعايير الأخلاقية والدينية والاجتماعية التي يستند إليها الأفراد والمجتمعات.
لذلك وجب علينا إحضار كل النماذج لأبطال وعلماء وعظماء هذا الوطن والشرفاء في هذا العالم ومن يحترمون الإنسانية للحفاظ علي القيم الدينية والاخلاقية والاجتماعية ودعم الثقة بالنفس.
ومن رموز هذا الوطن والعالم العربي الاسطورة النجم محمد صلاح فخر مصر وشباب هذا الجيل.
يُعد محمد صلاح أحد أبرز نجوم كرة القدم في العالم وأحد أكثر اللاعبين العرب تأثيرًا في تاريخ اللعبة. وُلد صلاح في 15 يونيو 1992 في قرية نجريج بمحافظة الغربية في مصر. ومنذ بداياته المتواضعة، استطاع أن يشق طريقه نحو المجد من خلال موهبته الفذة واجتهاده الدائم.
بدأ صلاح مسيرته الكروية في نادي المقاولون العرب، حيث لفت الأنظار بسرعته ومهاراته. انتقل بعد ذلك إلى نادي بازل السويسري في عام 2012، وهناك برز بشكل لافت، مما فتح له أبواب الانتقال إلى الدوري الإنجليزي مع نادي تشيلسي. ورغم صعوبة البدايات في إنجلترا، أثبت صلاح نفسه خلال فترته مع فيورنتينا ثم روما الإيطاليين، قبل أن يعود إلى الدوري الإنجليزي عبر بوابة ليفربول في 2017.
مع ليفربول، كتب محمد صلاح فصلًا جديدًا في تاريخه، حيث أصبح أحد الهدافين التاريخيين للنادي. فاز مع الفريق بدوري أبطال أوروبا 2019 والدوري الإنجليزي الممتاز 2020، 2025 إلى جانب عدة ألقاب أخرى. تميز بأسلوب لعبه السريع، ولمساته الحاسمة، وقدرته على تسجيل الأهداف من أنصاف الفرص.
لم يقتصر تأثير صلاح على كرة القدم فقط، بل أصبح رمزًا وطنيًا وقدوة للشباب في مصر والعالم العربي. عُرف بتواضعه وأعماله الخيرية، حيث ساهم في تطوير قريته ومساعدة المحتاجين، مما أكسبه احترام ومحبة الملايين.
محمد صلاح ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل هو قصة نجاح تلهم الملايين. استطاع أن ينقل صورة إيجابية عن العرب والمسلمين في الملاعب الأوروبية، وأن يثبت أن الأحلام تتحقق بالعمل والإصرار.