انتصار عطية تكتب.. القرار


ما من أحد منا إلا وقد تعرض لموقف أو مشكلة ما، توجب عليه أن يتخذ بشأنها قرار أيا كان الموقف يخصه شخصيًا أم يخص قريب أو صديق مقرب أشركه معه في اتخاذ القرار لحل المشكلة، أو الموقف الذي تعرض له، واتخاذ القرار ليس سهل أو هين أو بالشيء البسيط، فقد يترتب على قرار ما تحديد مصير من نجاح أو فشل أو كسب أو خسارة، اتخاذ القرار يحتاج الي تمهل ورؤية وتفكير عميق واتخاذ أكثر من قرار والمفاضلة بينهم ثم الاختيار، فهناك قرار صائب، وهناك قرار خائب، أو جانبه الصواب، فمن يوفقه الله عز وجل الي الصواب فهذا من فضل الله وكرمه، وهو الانسان الذي استخار الله وطلب الاستشارة ممن هم أعلم منه أو ممن يملكون الخبرة والحنكة، ومن يكن قراره خائبًا فهو انسان يتصف بالأنانية والتمسك برأيه حتى لو أخطأ فهو متعنت ويرفض الاستشارة أو إشراك ذوي الخبرة معه في الرأي، ولا يهتم أن يصلي استخارة أو يلجأ الي الله في هذا وقراره دائمًا ما ينبع من عقله فقط وغروره يهيئ له انه يملك جميع أدوات النجاح ليصل للقرار الصائب، لو كان الأمر كذلك ما أمر الله عز وجل نبيه وحبيبه المصطفى، استشاره أصحابه (وشاورهم في الأمر) وهو الرسول الهادي الأمين ذو الرأي الرشيد، ولكن ليوضح لنا عز وجل الايستاثر الانسان برأيه دون الأخرين، أي ما خاب من استشار.
أما الاستخارة فهي من الأمور الواجب والمحبب أداءها للجوء الي الله ليستخيره في أمر قراره، يوفقه الله الي الرأي السديد والقرار الصواب، فإذا توكل الانسان على الله وأخذ بالأسباب فإن الله يكن معه ويهديه سواء السبيل وييسر له أموره ويفتح أمامه أبواب الخير في اتخاذ قراره المصائب، ومن يتبع هوي نفسه ويحيد عن طريق الله والتمسك برأيه فقط فقد ضل الطريق، وبئس الرأي والقرار، ادعو الله لي ولكم الهداية والالتجاء الي الله في جميع أمورنا، وأن يوفقنا في جميع قرارتنا ويجعلها صائبة وخيرًا لنا.