في قرارة نفسك أنت تعلم الغاية التي خلقت من أجلها، إن أردت ثمارًا يافاعه، فكر كشجرة ليس كثمرة، فكر كما لو أنك الشخص الذي تود أن تكونه. اسأل نفسك كيف سيقوم الشخص الذي أود أن أكونه بالأشياء التي أنوي القيام بها.

تتكون ثمرة شجرة البلوط من ثلاثة أجزاء لديها جزع وكأس وبذرة، يمثل الجذع ارتباطها بالماضي، كل الأشجار التي وجدت منذ بداء الخليقة تمر بهذه السلسلة من خلال الجزع تحمل هذه الثمرة بداخلها، يحمل الكأس البذرة إلي أن تنمو معتمدة علي نفسها. لذا يمثل الكأس المعلم ومدربك وقدوتك ومرشديك ووالديك وأصدقائك ومدرسيك وحينما تصبح قادرا علي النمو بمفردك، فإن بذرة هذه الثمرة لا تحمل قدرتك أنت فحسب وإنما قدرات كل أجيال ثمار هذا النوع من الشجر المقبلة التي ستأتي من هذه الثمرة.

لذا دعونا نطرح سؤالا، ما نوع البذرة التي بداخلك؟ أنا أؤمن بأن جزءًا من مسؤوليتنا في الحياة هو أن نعرف من نكون أن نكتشف أنفسنا ولكن أولا يجب علينا أن نحترم طبيعتنا البشرية، علينا أن ندرك أننا أجزاء من سلسلة ممتدة تحمل إرثا ومسؤولية، في هذه الحالة علينا أن ندرك بعد ذلك أننا لم نخلق صدفة، أؤمن أن هناك خالقا للكون وأؤمن أنكم خلقتم ليس عن عبث بل لتحقق غايات عظمى، هناك عديد من الأمور، يمكننا فعلها في حياتنا، وأعتقد أن مهمتنا هي معرفة هذه الأمور ومن ثم بذل قصارى جهدنا في إنجازها وبذلك نحن نقتفي الأثر الصحيح للأجيال القادمة. تلك هي فلسفتي في الحياة والطريقة التي أراها بها ببساطة، لذا أولا علينا أن نحترم طبيعتنا البشرية.

ثانيا علينا أن نعرف طبيعتنا البشرية، خذ بنصيحة ابسطوا اعرف نفسك، لكن اعرف أمورا عن نفسك لم يكتشفها أغلب الناس بك، علي السبيل المثال معرفة مقدار ذكائك، ليس فقط مقارنة بالآخرين بل أيضا أين يكمن ذكاؤك؟ أن تعرف بماذا تهتم، ما هي القيم التي تبنى عليها قراراتك؟ أن تعرف إمكانياتك الشخصية، قدراتك وحوافزك التي تتعامل بها تلقائيا... إن تعلم انطباعك عن الأشياء هل هي إيجابية أو سلبية أم متعادلة التي تحملها في داخلك وما تأثيرها عليك، أن تعلم طبيعة سلوكك، كيف تتعامل مع الآخرين، أن تعلم أنماط قراراتك فبذلك تتعلم الكثير والكثير باستمرار عن القرارات المناسبة لك وستقوم بذلك على أحسن وجه، نحتاج أن نكون علي طبيعتنا، نحتاج إلى تغذية طبيعتنا بالتعبير عن أنفسنا للعالم.

لم أتوقع أن أكون سوى شخص عادى، نشأت على أن أكون شخصا تقليديا، توقعت أنني حينما أكبر ستعمل في شركة كبيرة، ويكون لدى عدد من الأطفال واعمل حتى أخرج معاش، هذا كل ما توقعته، ولم يختلف كثير عن الواقع حتى اطلعت على طريقة إيرك نايتنجيل التي غيرت كل شيء، اقترب لسن التقاعد وثقيل في الحركة، أدخن كل يوم، لم يكن يوجد هدف واضح، ولم أتوقع المزيد من حياتي، ولما اطلعت على طريقة إيرك التي قال فيها لو أمضيت ساعة إضافية كل يوم تدرس مجالا من اختيارك ستصبح خبيرا وطنيا في هذا المجال في غضون خمس سنوات أو أقل. ما قاله إيرك نايتنجبل ضربني كالإعصار لقد وضعت على بداية الطريق الصحيح، ولكن ما الذي أريد أن أصبح خبيرًا به؟.

شعرت أنني مرتاح للعمل في مجال التنمية البشرية خاصة أن في وقت سابق دراسة البرمجة اللغوية العصبية وحاصل فيها على دبلومة وشهادة تدريب تحت أيدي الدكتور إبراهيم الفقي رحمة الله عليه وبعد سنوات من الدراسة والتعلم أصبحت كاتبا ومدرب تنمية بشرية. فكر بذلك لو أردت أنت، لو ركزت ساعة في اليوم على مجال واحد تسعون له لخمس سنوات متتالية، لن تتغيروا واحسب بل ستغيرون العالم من حولكم. ونحن مجتمعون ستغير العالم الذي نعرفه اليوم.

لقد ولدنا أنت وأنا بالموهبة الفطرية لجعل هذا العالم مكانا أفضل، حتى وإن لم نستطع ذلك، بإمكاننا أن نجعل العالم أفضل في الوقت الحالي، نستطيع تشجيع الناس والثناء عليهم، نستطيع حل المشاكل ومساعدة الآخرين في مشاكلهم، وتجنب التفاهات وابتكار أفكار جديدة.

وبينما أنت تنمو فأنت تصبح مصدر إلهام عظيمة لبقية حياتك لتعبر عن نفسها من خلالك. لقد أتيت للعالم لسبب، هذا السبب موجود في ثمرة الشجرة لذلك غذ طبيعتك ثم اعرف التالي أولا أنك إنسان ذو قيمة، تقبل هذا، اعرف من تكون وكيف تتصرف وكيف يمكن فهم نفسك بشكل أفضل، تريد أن تثبت نفسك في هذا العالم، أجبر نفسك على العمل بطريقة تجعلك فخورا بقية حياتك.