الجمعة، 9 مايو 2025 07:41 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

انتصار عطية تكتب.. الدراما السوداء

انتصار عطية
انتصار عطية

استميحكم عذرًا في اسم المقال ولكن كثره تكرار نوعيه مسلسلات العنف والمخدرات هي من دفعتني لهذا العنوان، فهذه النوعية ذات المشاهد القاسية المرعبة أحيانا بالإضافة إلى الرفض التام لما تحتويه من مشاهد قد تزعج الأبناء وخاصة الأطفال ولا يجدر لمن هم في مرحلة المراهقة رؤيتها وازعاج الأسر لمحتواها، ونتحدث بشئ من التفصيل عن هذه النوعيات.

سأبدأ حديثي أولًا عن دراما المخدرات أو لنقل التي تحتوي على مشاهد يظهر فيها بطل المسلسل وهو يتعاطى بعض أنواع المخدرات، (مدمن) لماذا يقوم البطل مشكورًا بالشرح وبالتفصيل لكيفية تعاطيه المخدر وتفنيد أنواعه المختلفة وإظهار النشوة والسعادة التي يحظى بها عقب ذلك، قد يقول البعض أن الغرض هو إظهار الآثار المدمرة بعد ذلك على المتعاطي وضياع مستقبله ونبذ المجتمع له الخ، وأقول قد يكون هذا صحيحًا من وجهه نظر من يقومون على الدراما ولكن، هلا درسوا الآثار السلبية على نفوس الأطفال والشباب عند مشاهدة سعادة ونشوة المتعاطي، وقد لا ينتظر نهاية المسلسل ليعرف آثارها المدمرة فيجرب أو يحاول تقليد البطل وخاصة من هم في سن حرجه، الدراما ليست مجرد مسلسل نشاهده للترفيه أو التسلية فقط بل هي رسالة تربوية أيضًا وأصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية هي من تأتي إلينا ولا نذهب إليها.

نأتي للجزء الثاني وسأوجز فيه حتى لا أطيل على القارئ، ألا وهو مسلسلات العنف الدموية، سؤال برئ، ماذا نستفيد أو يستفيد أبناؤنا من عرض مسلسلات العنف وما أكثرها هذه الأيام، وآخرها (سفاح الجيزة) حادثة بشعة ذات أبعاد عدة ونشرت في الجرائد وعلى مواقع التواصل بالرغم من أن هذا أيضا مرفوض، والقاتل أخذ جزاؤه وانتهى الأمر، اذا ما الداعي لعرضها في مسلسل بشع تتقزر منه النفس ويخشي على أبنائنا من مشاهدته، ماذا يعرض من قيم مفيدة يتعلمها أبناؤنا، أهو الخيانة من صديق لصديقه إن جاز ان نطلق على من يخون من ائتمنه وأخذ أمواله بالباطل ثم قتله والتخلص منه لقب صديق، أم إقامه علاقات غير سوية ثم التخلص أيضًا من الضحية، أم هي الطريقه المبتدعة لكيفية التخلص من الضحايا بدفنهم تحت البلاط، زمان كنا نسمع أن فلان يحتفظ بنقوده تحت البلاطة، والآن صرنا نسمع أن القاتل يحتفط بضحاياه تحت البلاط.

نأتي الطامة الكبرى وهي ازدواج الشخصية بمعنى أن المسلسل يعلم أبناؤنا، كيف تبدو أمام الناس بشخصية التقي الورع المحب للخير الذي لا يترك فرض أو صلاة، ويكتب ثقه الناس، وعلى الجانب الآخر قاتل ومغتصب وخائن، إلى أين تذهب بنا هذه الدراما السوداء، رفقًا بنا وبأولادنا وبشبابنا، الدراما رسالة كما قلت فإن لم يكن هناك هدف إيجابي فلا داعي أن يكون هدفها سلبي يدمر العقول والنفوس، وصدق الرسول الكريم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) فلنرعي أولادنا حق الرعاية وقاهم الله هذه الشرور وشر الدراما السوداء.

انتصار عطية الدراما السوداء

مقالات الرأي

آخر الأخبار