محمد سلطان: محمد سلطان - يكتب الفائزون و الخاسرون في حرب غزة ؟!


شاهدنا على مدى أكثر من خمسون يوماً حرباً شرسة بكل المسميات السياسية و العسكرية والا إنسانية ممكن أن تسمى بحرب تطهير عرقي أو إبادة جماعية وتنحدر تحت جرائم الحرب و جرائم ضد الإنسانية فعندما يتم قصف مدنيين عزل بوحشية بذريعة اخفائهم لعناصر المقاومة الفلسطينية حماس إلى أن تصل لقصف مستشفيات ومدارس وحتى التابعة الأونروا فأين المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين ونريد أن ننوه هنا هذا المقال لا نثمن مواقف بل نحلل عن طريق المفاهيم السياسية ولا نعبر عن اراءنا بل نوضح من خلال تحليل إحصائي وسياسي وجدنا من هم الفائزين ومن الخاسرين من حرب الخمسين يوماً.
ومن أهم الخاسرين فرنسا أو النظام الفرنسي عندما قام الشعب الفرنسي بالضغط على حكومته من خلال المظاهرات والاحتجاجات الكبيرة التي قام بها لدعم ايمانويل ماكرون وتأييده للحرب على غزة إلا أن فرنسا كما نعلم من أكثر الشعوب الأوروبية التي تؤيد وتدعم الحريات وتقر ذلك في دستورها فاجبر الشعب الفرنسي بالضغط على حكومته بالاعتدال والتراجع إلى حد كبير عن موقفه من الحرب وذلك طبقاً لهيمنة الصهيونية العالمية.
وخسرت أيضاً فرنسا إقتصاديا بدخول شركاتها في المقاطعة مثل كارفور العالمية وغيرها.
أما باقي الاتحاد الأوروبي مثل ألمانيا وانجلترا وإيطاليا والذين كانوا يؤيدون وبشدة الكيان الصهيوني قاموا بالتراجع قليلاً وامتنعوا عن التصويت في الأمم المتحدة عن الهدنة وكندا وأستراليا صوتوا مع الولايات المتحدة .
* أما عن باقي الخاسرين في العالم فهم كثر منهم الهند أوروغواي وغوتيمالا رافضين للهدنة أما إثيوبيا و الكاميرون و جنوب السودان و زامبيا والعراق امتنعوا عن التصويت ومن الخاسرين من الدول العربية التي تدعو حماس بمنظمة إرهابية الإمارات العربية المتحدة ودولة البحرين.
ومن أهم الخاسرين المملكة العربية السعودية والتي كانت تعد نفسها لقيادة المنطقة العربية والشرق الأوسط فبدت للشعوب العربية والإسلامية بأنها لا تأبه ولا تكترث بالمذابح التي تحدث في غزة من خلال انشغالها بموسم الرياض والمسرحيات والأغاني مما اضطرها لعمل مبادرة مع الحوثيين وإيران لتجنبها اي ضرب عسكري منهم .
الفائزين في حرب غزة ؟؟!!
اهم الفائزين هم إسبانيا و بلچيكا و أيرلندا فانزويلا
بوليفيا ،كولومبيا،تشيلي
كوبا،البرازيل.
والأهم والذي لعب دوراً مهماً برغم الضغوط الكبيرة انتونيو غانيررس الأمين العام للأمم المتحدة برتغالي الأصل باكستان وإيران وتركيا.
الخاسرون من المجتمع الدولي :
ونبدأ بالدوائر الأوسع سياسياً وعسكرياً و إقتصاديا خسرت الادارة الامريكية وبايدن من خلال دعمهم للكيان الصهيوني من خلال التصريحات والتغطية الإعلامية الكاذبة للحرب على غزة والتي تم كشفها و اداعائتها والتي تم الاعتذار عنها في أكثر من واقعه ففقدت الإدارة الأمريكية مصداقيتها أمام الشعب الأمريكي بل وأمام العالم مما لا شك فيه أن الإنتخابات الرئاسية القادمة للرئيس الأمريكي لن تكون موفقة .
* أما عسكرياً فقامت المقاومة الفلسطينية بفضح آلياتهم العسكرية التي تعد بملايين الدولارات ( المسافة صفر )
* أما إقتصاديا خسرت الولايات المتحدة من خلال المقاطعات للشركات والمؤسسات الأمريكية والبراندات والفرانشيز مما تكبدت خسائر كبيرة تعد بملايين الدولارات.
أما عن أهم الفائزين في حرب غزة:
قطر التي قامت بدور كبير في الإتصال بالمقاومة للقيام بالهدنة وملف المساعدات الإنسانية بالإضافة لدولة الكويت التي قامت بترد السفير ودور الاردن التي قامت الاقتراح بالهدنة في الأمم المتحدة ونحن كما ذكرنا من قبل لسنا بصدد الإذعان أو الترويج لدور أحد بل بمناسبه أو خسارته السياسية تجاه شعبه أو عالميا.
أما عن اكبر الفائزين سياسياً واقتصادياً هو النظام المصري الذي كان يهمش دوره في المنطقة تهميش متعمد في الآونة الأخيرة ومحاولات لإيجاد بديل من الدول العربية الشقيقة فقد استعاد مكانته الإقليمية في المنطقة وبعد تصريحاته ونفيه وعدم قبوله لاغتيال القضية الفلسطينية ورفضه لتهجير أهالي غزة ففرض نفسه كشريك أساسي ورئيسي ولاعب أساسي في اتفاقات الهدنة ووقف الحرب على غزة فظهر النظام المصري عالمياً وإقليمياً وبرغم وجود مشاكل اقتصادية واجتماعية داخلية وانتخابات رئاسية وشيكة وأزمة التضخم وغلو الأسعار وشح العملة إلا أن أحداث غزة سرقت المشهد كاملاً فمن اكبر الفائزين هي مصر .
* اسرائيل والفشل الزريع !!!
أما اسرائيل ونظامها الفاشي اليميني المتطرف ذاقوا فشلاً كبير فهو الخاسر الأساسي في الحرب حيث تكبد خسائر بشرية وعسكرية واقتصادية كبيرة لاسيما الخسائر السياسية فانتهى عهد بنيامين نتنياهو قضى على مستقبله السياسي وانهارت شعبيته ومصداقيته فخسر جنود كثيره في العمليات العسكرية و تدمير الأسلحة والاليات العسكرية وتكبد الاقتصاد الإسرائيلي أموال طائلة واهم ما خسره هو أهدافه في الحرب القضاء على حماس والمقاومة وتهجير أهالي غزة
أما الفائز الاول في هذه الحرب هي القضية الفلسطينية التي تم أحيائها من جديد والتي قامت المقاومة الفلسطينية حماس برسالة إلى العالم لتعريفهم بالقضية وبحق الشعب الفلسطيني في العودة لاراضيه والتي قامت المقاومة بتعريف سماحة الإسلام وتعاليمه في التعامل مع الأسرى والتي كشفت الوجه الحقيقي للعدو الصهيوني وحركت مشاعر الشعوب العالم وعرفت الأجيال الجديدة بالقضية تعريفاً حقيقا والتي على مدار السنين يقوم الفلسطينيين بدفع اثمان باهظة من شهداء وتشريد وجوع لايمانهم بحقوقهم المشروعة في دولتهم فلسطين كما فازت حماس على المستوى السياسي بالاعتراف بها كمقاومة مشروعة واملت شروطها على العدو الإسرائيلي التي تم الاستجابة لمطالبهم وافرجوا عن مئات المعتقلين الفلسطينيين.