الجمعة، 9 مايو 2025 03:25 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د.اميرة محمد تكتب : دعوة للسكوت

د.اميرة محمد
د.اميرة محمد

خلق الله الانسان وميزه بمزايا عظام لعل ابرزها هي ميزة الكلام، فالإنسان كائن اجتماعي بالفطرة، لا يجيد المعيشة بمفرده ولا يتحمل السكوت، وإن وجد من يعيش بمفرده أو يفضل السكوت التام فربما هذا يعني وجود مشكلة كبيرة لدى هذا الشخص، فمهما اختلفت لهجات ولغات الناس إلا أن الغالبية العظمى تجيد الكلام، سواء كان برغبة أو بدون اهتمام، سواء كان هذا الكلام مفهوم أم مجرد عبارات متناثرة لا تفي بمعنى كالحطام، ولسنا بكاذبين لو اعتبرنا الكلمات هي شفرات الأشخاص؛ فبها تحدد هوية الانسان حتى ميوله وأفكاره قد يمكن استنباطها من تتبع حوار شخص ما، إلا أن الكلمات أحيانا تكون مسببات للكثير من الأزمات، بل أحيانا يكون تأثيرها أقوى وأشد من المفرقعات، أحيانا تكون مهلكات، وعلى الجانب الأخر، فإن الكلمات في كثير من الأوقات تحل كبرى الأزمات.
ولو تمعنا في قراءة كتب التاريخ فسنجد الكثير من الأدلة على مدى التأثير القوي للكلام، فالإسلام انتشر في جنوب شرق اسيا بقوة الكلام، وتشارل ديجول استطاع أن يحرر فرنسا من يد المانيا بقوة عباراته...
لكنني رغم قوة الكلام، إلا أنني ادعو لتبني فكرة السكوت، ولا اقصد هنا السكوت التام أو الرضوخ والاستسلام، لكني أدعوكم للسكوت عن كل ما يهدم ويدمر.
ومن أمثلة السكوت الذي أدعوكم له:
1- 1 – المقارنات: - فهي بمثابة قذائف فتاكة خاصة وإن كانت موجهة لشخص لديه مشكلة حقيقية، فكثير من الأسر تقارن ابنائها بنظائرهم من الأسر الأخرى أو حتى تقارن أخ بأخيه، فمن المؤسف فعل هذا لأنه لا يؤدي للتطوير بل ينمي العداوة والضغينة بين الأبناء في سن صغير، فهذا من الواجب السكوت عنه.
2- 2 – النقد الهدام: - فهو لا يقل خطورة عن المقارنات وإن كنت اعتبره ملازماً ولصيقاً له، فالنقد لابد أن يكون بحياد، لضمان بناء شخص سوي ولتطوير الأفكار والآراء، لكن النقد الهدام ليس بحاجه لتفسير وتعريف، فلا نتيجة له سوى الهدم وفي الغالب من يتبناه يكون غرضه التدمير، وذلك أيضا من الواجب السكوت عنه.
3- 3 – المدح الزائد: - وهذا عكس النقد الهدام، فكلاهما يدمر، فإن كان النقد الهدام يدعو للإحباط ومن ثم بداية التدمير، فالمدح الزائد ينتج عنه إنسان ضعيف الفكر والعقل مغرور يؤمن إيمان تام بأفكاره التي كثيرا ما تكون خاطئة، ولا يتوقع الحيادية من ذلك الشخص، فهو أرض خصبة لتبني قيام شخص منافق، فالمدح مطلوب لكن بنسب محدودة.
وبالنسبة للوسائل التي من الممكن اتباعها لنشر فكرة السكوت فهي كثيرة ومنها: -
1 – وسائل التواصل الاجتماعي: - فهي تأتي في المرتبة الأولى وذلك لما أصبحت تمثله من روتين شبه دائم للملايين، فلابد من استغلالها الاستغلال الأمثل لتطوير المجتمعات.
2 – الأسرة: - فهي وإن قل دورها حاليا في التنشئة السوية للأبناء، إلا أنه يمكن اتخاذها وسيلة خاصة مع الأطفال الصغار، بحيث يربى الطفل بطريقة سوية دون مقارنات ولا نقد هدام ولا حتى مدح زائد، وبذلك سيكون لدينا في النهاية شاب سوي يعتمد عليه في دروب الحياة.
3 – المؤسسات التعليمية: - فدورها مكمل لدور الأسرة، فالأسرة تربي، والمدرسة أو الجامعة تعلم وتتمم البناء التربوي، ونشر فكرة السكوت يكون عن طريق وضع المناهج التي تناسب كل مرحلة وتحث على أن يكون الكلام في مواطنه ولدواعيه.

د.اميرة محمد كائن اجتماعي الانسان

مقالات الرأي

آخر الأخبار