الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024 09:51 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د.رشا محمد تكتب: الونس في الحياة الزوجية: هل هو حاجة أساسية أم رفاهية؟

د.رشا محمد
د.رشا محمد

هل شعرت يومًا بأنك وحيد رغم وجود شريك حياتك بجانبك؟ هل أصبحت الحياة اليومية مليئة بالروتين والتحديات، مما جعلكما تفقدان التواصل العاطفي الذي كان يربطكما؟ هل يمكن أن يكون الونس هو الحل لإعادة إحياء الحب والدفء في علاقتكما الزوجية؟

الحياة الزوجية اليوم تختلف كثيرًا عن الماضي. في ظل الضغوطات المهنية والانشغالات اليومية، والتحديات المالية، قد يجد الزوجان نفسهما منشغلين عن بعضهما البعض، مما يؤدي إلى شعور عميق بالوحدة.
الروتين اليومي، والأعباء الملقاة على عاتق كل فرد من الزوجين، قد تجعلهما يغفلان عن أهمية الونس كجزء لا يتجزأ من العلاقة الزوجية.

الونس ليس مجرد رفاهية، بل هو حاجة نفسية أساسية لكل من الزوج والزوجة. فالإنسان بطبيعته يحتاج إلى التواصل العاطفي والانسجام مع من حوله. في الزواج، يتعزز هذا الونس من خلال الحوار الصادق، والتواصل المستمر، والمشاركة في التفاصيل اليومية. كذلك، الأسرة ككل تحتاج إلى هذا الشعور بالونس لتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي.


الونس يشير إلى شعور الإنسان بالانتماء والارتباط العاطفي مع الآخر. عندما يشعر الزوج أو الزوجة بالونس، يكون ذلك مؤشرًا على وجود رابطة عاطفية قوية توفر لهما الأمان والدعم. هذا الشعور يساهم في تعزيز الصحة النفسية ويقلل من مشاعر القلق والاكتئاب.


ويعد الونس من الأسس التي يجب أن تبنى عليها العلاقة الزوجية السليمة.
يُنصح الزوجان في جلسات الإرشاد بالبحث عن طرق لتعزيز هذا الونس، سواء من خلال تخصيص وقت للحديث معًا، أو الانخراط في أنشطة مشتركة تعزز التواصل العاطفي.

في الحديث الشريف، نجد إشارات قوية على أهمية الونس بين الزوجين. يقول النبي ﷺ: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"، وهذا الحديث يؤكد على أن العلاقة الزوجية المثلى تقوم على التفاهم، والمودة، والونس المتبادل.

كلمة 'وَنَس' نفسها قادمة من الأُنس ومشتقة من الإنسانية بما تشمله من طمأنينه وراحة بال وبهجة دون ضجيج وصخب، وكلمة 'الوَنَس' أيضاً تعني الألفة والمودة، القبول والتقبل من الطرفين .

غياب الونس في الحياة الزوجية يمكن أن يؤدي إلى ضعف الروابط الأسرية وزيادة التوتر. الأسرة التي تشعر بالونس بين أفرادها تكون أكثر استقرارًا وسعادة، ويكون الأطفال فيها أكثر توازنًا نفسيًا واجتماعيًا.

الونس يمكن أن يتجلى في عدة أشكال، مثل التحدث معًا بصدق عن المشاعر، التواجد بجانب بعض في الأوقات الصعبة، تقديم الدعم النفسي والعاطفي، والمشاركة في الأنشطة اليومية. هذه الأشكال تعزز الروابط العاطفية وتزيد من الشعور بالأمان والانسجام.

ذات يوم، كانت هناك زوجة تشعر بالوحدة رغم وجود زوجها معها في المنزل. كان يعمل لساعات طويلة، وعندما يعود إلى المنزل، يكون منهكًا لدرجة أنه لا يستطيع التفاعل معها. قررت الزوجة أن تتحدث معه بصراحة، وأن تشاركه مشاعرها. بعد حديث طويل وجلسات مع متخصص اسري، أدرك الزوجان أن غياب الونس كان السبب الرئيسي للشعور بالفراغ في حياتهما. قررا أن يخصصا وقتًا يوميًا للتحدث معًا، وأن يقوما بأنشطة مشتركة، مثل التنزه أو مشاهدة الأفلام. بمرور الوقت، بدأ الشعور بالونس يتسلل إلى حياتهما مجددًا، وعادت العلاقة بينهما أقوى مما كانت عليه.

في النهاية، الونس ليس مجرد شعور عابر، بل هو جزء أساسي من الحياة الزوجية السعيدة والمستقرة. فلا تدع الروتين اليومي والانشغالات تسرق منك هذا الشعور، بل اسعَ دائمًا لتعزيزه في حياتك الزوجية.
فلا تبحث عن الحب ابحث عن الونس إن عثرت على الونس ستكون قد عثرت على كل شيء ، وإن وجدت الحب ولم تجد الونس فأنت لم تربح أي شيء.

د.رشا محمد الونس الحياة الزوجية رفاهية

مقالات الرأي

آخر الأخبار