السبت، 27 يوليو 2024 04:37 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د. اميرة محمد تكتب: العلاج بالتجاهل

د. اميرة محمد
د. اميرة محمد

إن الانسان بطبعه محب للاهتمام، سواء كان هو من يهتم بالآخرين، أو الاخرين هم من يهتمون به، فمن منا لا يحب أن يقابله الناس بنوع من الفرحة والترحاب، تلك المقابلة التي يكون لها الأثر البناء في نفسية كل شخص، ولكن قد يتعرض الانسان لنوع اخر من المقابلة، يكون فيها الاهتمام قليل جدا أو ربما ينعدم فيها الاهتمام، ويعرف ذلك بالتجاهل، حين إذن قد يشعر المرء بنوع من الضيق من جراء تلك المعاملة التي يقابل بها ، لكن هذا لا يعني أن التجاهل هو أمر مذموم دوما، وليس له سوى التأثير السلبي على نفسية الانسان،فالتجاهل له جانب أخر إيجابي ،لكنه ليس واضح بصورة كبيرة للكثيرين.
إن التجاهل قد يكون وسيلة فعالة بشكل كبير في حياتنا اليومية، فبالتجاهل يبتعد المرء عن اشخاص خطيرين أو غير مناسبين للتعامل معه، وبالتجاهل قد يتم إصلاح شخص ما، بل وربما يكون التجاهل واجب للتعايش مع أمر طرأ على حياة الانسان فجأة.
فيمكننا اعتبار التجاهل بمثابة وسيلة إصلاحية، أو هو أشبه ما يكون بالمضاد حيوي الذي يعطى للمرضى بغرض التعافي من مرض ما.
وبالنظر لما يجري حولنا من تغييرات جذريه في كثير من الثوابت بل والمعتقدات، أصبحت حاجتنا ماسه لتجاهل الكثير من الأمور، لكن هذا التجاهل يكون بغرض الإصلاح وإيجاد الحلول لتلك المشكلات، لكن أن يكون تجاهلنا لمشكلاتنا بغرض الهروب منها دون حلها، فهذا بالطبع أمر غير مقبول؛ لأنه يزيد الأمور تعقيدا
فبالتجاهل قد تحل كثير من الأمور، لاسيما تلك التي باتت ثوابت في عقولنا، رغم ادراكنا أنها ليست مجديه.
فتجاهل الأم لولدها العاق هو تجاهل واجب لإصلاح هذا الولد، وسيرك نحو التقدم رغم النقد الذي قد يوجه لك من اقرب الناس إليك، هو تجاهل واجب لبناء حياتك، وتحقيق اهدافك المستقبلية، كما أن تحررنا من التبعية الغير مبررة، والتي باتت بمثابة سجن لنا، هي تجاهل واجب، بل وضروري لإنقاذ أمتنا العربية من مخططات السقوط في الهاوية، تلك التي احيكت لها منذ مئات بل وآلاف السنين، والتي وللأسف الشديد عملت أمتنا العربية بنفسها على نجاح وتنفيذ تلك المخططات، إما بالدخول العلني في الصراعات والخلافات بينها وبين اشقائها، أو بالدخول الخفي في دعم وتعميق مشكلات اشقائها، فكتب التاريخ مكتظة بمثل تلك الاحداث، والتي وللأسف الشديد منها ما هو لازال جاريا لليوم، والذي ستخلده كتب التاريخ مستقبلا، ليعمق صفحات الخزي والعار في سجل أمتنا العربية، التي باتت مستسلمة كشيخ كاهل، ليس له سوى الفرجه على ما يجري حوله من احداث....
فنحن من جديد في انتظار ميلاد شباب أمة حكمت ارجاء العالم، وانارته عدلاً ونصراً.

د. اميرة محمد العلاج بالتجاهل 

مقالات الرأي