يصيب اليد والقدم والفم.. أطباء يحذرون من فيروس شديد العدوى في أمريكا


تشهد الولايات المتحدة ارتفاعًا غير مسبوق في حالات الإصابة بمرض اليد والقدم والفم HFMD، وسط تحذيرات من أطباء بأن انتشار الفيروس بات خارج السيطرة مقارنة بالسنوات الماضية، ورغم أن المرض يُعد عادةً خفيفًا ويصيب الأطفال خلال الصيف وبدايات الخريف، إلا أن موجة هذا العام جاءت على نحو أسرع وأوسع من المتوقع.
أطباء يحذرون من فيروس شديد العدوى في أمريكا
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، سجلت ولايات أمريكية عديدة بينها ماريلاند وبنسلفانيا ونيوجيرسي وفيرجينيا وأوهايو وكانساس وغرب فرجينيا قفزات كبيرة في معدلات الإصابة، في وقت يقدّر فيه خبراء الصحة إمكانية وصول عدد الحالات إلى نحو مليون إصابة خلال عام 2025، مقارنة بمتوسط سنوي لا يتجاوز 200 ألف حالة، كما رصدت نيويورك زيادات مقلقة خصوصًا في جزيرة ستاتن، بينما أفادت التقارير بأن ماريلاند وحدها سجلت ارتفاعًا بأربعة إلى خمسة أضعاف مقارنة بالعام الماضي.
وأشار أطباء الأطفال في عدة ولايات إلى أن الزيادة الحالية قد تكون من بين الأسوأ خلال العقد الأخير، إذ لم يقتصر المرض على الأطفال دون سن الخامسة فحسب، بل بدأت تظهر إصابات بين الأطفال الأكبر سنًا والبالغين، خاصةً من يعانون من ضعف المناعة، ويُذكر أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC لا تتابع المرض بشكل مباشر، ما يجعل أعداد الإصابات الحقيقية غير معروفة بدقة.
أعراض مرض مرض اليد والقدم والفم HFMD
وأكد الأطباء أن انتشار المرض بسهولة عبر الرذاذ التنفسي واللعاب والبراز والسوائل الموجودة داخل البثور، إضافة إلى الأسطح الملوثة والألعاب، وتبدأ الأعراض عادةً بحمى والتهاب حلق وسيلان الأنف، ثم تتطور إلى قروح مؤلمة داخل الفم وطفح جلدي أو بثور على اليدين والقدمين، وقد تتقشر أثناء الشفاء، في حالات نادرة، قد تظهر مضاعفات عصبية لدى الأطفال الصغار جدًا، ما يستدعي رعاية طبية عاجلة.
ويرجح الخبراء أن عدة عوامل ساهمت في انتشار الفيروس بهذه السرعة، منها التجمعات في المخيمات وحمامات السباحة والحدائق المائية وعودة الأطفال إلى المدارس، إضافة إلى الطقس الدافئ والرطب الذي يساعد الفيروس على البقاء لفترات أطول على الأسطح، وكانت إحدى الحدائق المائية في فيلادلفيا قد أُغلقت مؤقتًا في يوليو بعد رصد إصابة مؤكدة لطفل زار المنشأة.
مسكنات الألم والحفاظ على الترطيب
ولعدم وجود لقاح أو علاج مضاد للفيروسات، يتركز التعامل مع المرض على تخفيف الأعراض، من خلال مسكنات الألم والحفاظ على الترطيب، خصوصًا لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبة في البلع، ونصح الأطباء بضرورة التوجه للرعاية الطبية عند استمرار الحمى أو عدم القدرة على الأكل والشرب أو ظهور علامات إجهاد شديد.
وشدد المتخصصون على أن الوقاية هي الأساس في الحد من انتشار المرض، وذلك عبر غسل اليدين بانتظام، وتجنب لمس الوجه، وتعقيم الأسطح المشتركة، والابتعاد عن المصابين، كما يُنصح ببقاء الطفل المصاب في المنزل لمدة لا تقل عن سبعة أيام لمنع انتقال العدوى إلى الآخرين، في ظل الارتفاع المستمر للحالات في مختلف أنحاء البلاد.
























