هشام بيومي يكتب .. دعوة للاستيقاظ


قال الحكيم البرازيلي كارلوس كاستاتيد أننا أما أن نجعل أنفسنا بائسين أو أقوياء، فمقدار العمل هو ذاته. المأساة المحزنة هى أن الطاقة التي من الممكن أن تدخل في حل المشكلة هي الطاقة ذاتها التي تستخدمها للتهرب من المشكلة. يتطلب الأمر جهدا ذهنيا مستمر لإبعاد المشكلة عن الذهن، انه لعمل جاد حقا حيث يتم باستمرار إعادة توجيه أضواء الوعي بعيداً عن الحياة بحيث تضيء فقط علي ما يصرف الإنتباه.
من المؤسف أنك تنظر إلي نفسك ضحية ويصبح شغلك الشاغل تجنب الأمور وبذلك تخلق شقاء اكبر من ذاك الذي تتخاشاه.
ليست المشاكل في حد ذاتها هي التي تجعلك بائس إنما سلوك التجنب المتعمد هو الذي يجعل تقديرك لذاتك ينخفض ويدمر احترام الذات لديك.
الأمر الأول الذي تعتقد الضحايا بوجوب اجتنابه هو الإحراج ( ما الذي يظنه الناس ) إن إعادة تجنب الإحراج والقلق المزمن الذي يصاحبها ايزاء أحكام الآخرين، نبدأ عادى من الصفر منذ أيام المراهقة حينذاك يتم حفر المسارات العصبية وتعميقها لاحقا الأمر الذي يعني أن معظم الناس يشكلون هواياتهم الدائمة في فترة المراهقة.
إن الأشخاص الذين يشعرون أنهم عالقون داخل شخص ما لا يدركون أنهم يملكون نفسا ذات روح قوية عميقا في الداخل.
عندما كان شابا محبطا في نهاية سنوات مراهقته، قرر قتل نفسه لقد ابتاع زجاجة سيانيد وكان مستعد للانتحار، سمع صوت عميقا في داخله يقول.. ماذا تفعل؟ صوت يصدر من أعماق نفسه، فقام بأبعاد زجاجة السم وانتهت افكاره السوداء، أنه الكاتب البريطاني " كولن وبلسن" لقد افسحت نفسه العميقة المجال لتلك النسخة الخفية الأقوى في الدقيقة الأخيرة.
لم يسمع كثير من الناس ذلك الصوت الاقوى الآتي من داخلهم، ذلك الصوت بعمق المحيط وأوسع من الكون.
إن الصوت اليومي ما هو إلا الصورة الاعتيادية للشخص، النفس السطحية المتعبة، وفي سلم الوعي المزيد من الأنفس المتعبة.
تستطيع في وقت الازمات مساعدتك علي رؤية جمال الحياة، إن قلت لنفسك انك تمتلك شخصية واحدة.. فأنت تحد من حيز العمل عندما تصنف نفسك علي انك خجول أو كسول أو جبان أو فوضوي فأنت تغلق الطريق أمام قدرتك علي القيام بمبادرة عظيمة، تستبعد بذلك كونك عظيما، قد تصلي من أجل أن يحدث ظرفا ما يحررك، إلا أن المشكلة هي انك ببساطة لا تدرك أين تكمن قوتك.. أن القوة ليست هناك في الخارج، انها في داخلك.
ضوء المصباح لا يجعل الزهور تتفتح، تحتاج الزهور الي ضوء الشمس لكي تشرق، وانت مثل هذه الزهور تحتاج لضوء الشمس الي الامل والثقة والتعرف علي مناطق قواك وقدراتك لكي تطلق طاقتك الداخلية لتفعل في داخلك كما تفعل أشعة الشمس في الزهرة.