الأحد، 19 مايو 2024 05:49 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د.علا المفتي تكتب: ”عندما قابلت آدم صدفة”

د.علا المفتي
د.علا المفتي

"آدم" طفل مسلم في العاشرة من عمره، ولد ونشأ في الولايات المتحدة الأمريكية. يتمتع "آدم" بالذكاء وهو طفل فضولي لديه رغبة قوية في معرفة كل ما يدور حوله، كما أنه يعشق المغامرة التي قد تجعله أحيانا يقع في الكثير من المشاكل.
ولنتعرف على عائلة "آدم"، فقد ولد "آدم" لوالدين نشآ في بيئات ثقافية مختلفة، فهم ممن يطلق عليهم متعددي الثقافات، فوالدته "سيلينا" امريكية المولد والنشأة، تعمل ممرضة وتهتم بالتربية والقيم الأخلاقية، وتقدس الحياة العائلية، ولها نشاطات في الحفاظ على البيئة. أما والده "أحمد" فهو مهاجر استقر بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل مهندسا لتكنولوجيا المعلومات.
"آدم" هو الطفل الأول لعائلته وله أختان تصغرانه، هما "ياسمين" ذات السبع سنوات تلك الشيطانة الصغيرة في ثوب ملائكي، و"شمس" الرضيعة اللطيفة ذات العامين.
يبقى فرد واحد في العائلة لم نتحدث عنه وهو الجد "مسعود"، ذلك الرجل المسن الحكيم الطيب الذي لا يؤذي أحدا.
تعيش عائلة "آدم" حياة سعيدة كأسرة متوسطة أمريكية مسلمة، لكن بطبيعة الحال تتخلل حياة العائلة بعض المواقف والصراعات والمنغصات، التي قد تبدو أحيانا مثيرة للضحك والسخرية، لكنها تحمل معان وأفكارا وقيما عميقة نظرا لكونها عائلة من أصول ثقافية مختلفة العقيدة وتنتمي للأقلية المسلمة، فلها عاداتها وتقاليدها وشعائرها ومظهر أفرادها المختلف، والتي تجعلهم أحيانا غامضون، فالبعض يعتقد أنهم يقومون بطقوس شيطانية، عندما يرونهم وهم يؤدون الصلوات الخمس المفروضة مثلا، أو يعاملون على أنهم أجانب نظرا لارتداء الأم الحجاب، إلى آخر ذلك من مواقف قد تبدوا طريفة، لكنها في واقع الأمر تعبر عن الاغتراب الثقافي لأفراد هذه العائلة في الوطن الذي يعيشون فيه وينتمون إليه، كما تشير إلى عدة قضايا شائكة يعاني منها المهاجرون المسلمون في المجتمعات الغربية، كعدم تقبل الآخر المختلف والتعصب والعنصرية وخلافه من قضايا الصراع الثقافي.
وبالرغم مما تتعرض له هذه العائلة من مشكلات فإنها تتناولها بقدر من السخرية والكوميديا، ويصر الوالدان على حسن تربية أبنائهما، وغرس القيم الإنسانية الحميدة فيهم، في محاولة منهم للتكيف مع مجتمعهم المختلف عنهم في كثير من الأمور.
لكن كيف ومتى قابلت "آدم"؟!
لا أذكر متى قابلته بالظبط، ولكن ذلك حدث بالصدفة منذ أسابيع قليلة عندما كنت أتصفح مواقع الإنترنت، عندما لمحته في إحدى مغامراته الشيقة، التي جعلتني انتبه إليه وأبحث عمن يكون. لأكتشف أن "آدم" ما هو إلا الطفل "شارلز جون ويلسون"، اما أخته "ياسمين" فهي الطفلة "زهرة مصلح"، والصغيرة "شمس" هي "شمس صافي بايزيد"، والأب "أحمد" هو "لوريدان كيرج"، أما الأم "سيلينا" فهي "جاكلين جينسن"، والجد "مسعود" ما هو إلا "نيكولاس سيلفا"، وكلهم وبدون استثناء أبدعوا في تجسيد أدوارهم في المسلسل الكوميدي "سوبر آدم" الذي يعرض على قناة اليوتيوب التي تحمل نفس اسم المسلسل.
هذا العمل الفني الناطق بالإنجليزية، يعد محاولة جيدة لتعريف المجتمع الغربي بالمسلمين، وتصحيح الأفكار المغلوطة عنهم وعن معتقداتهم وثقافتهم، ويعبرعن واقع مشاكلهم ومعاناتهم كمهاجرين في المجتمعات الغريبة مثل كندا وامريكا، وذلك في قالب كوميدي محبب. والعمل من إنتاج وإخراج المخرجة الأردنية "سماح صافي بايزيد" وزوجها المخرج السوري "محمد بايزيد" والمقيمان بالولايات المتحدة الأمريكية.
حقا إنها لمحاولة فنية فريدة تستحق التشجيع، وتخاطب الغرب من قلب مجتمعه وباللغة التي يفهمها وبطريقة جذابة مسلية، فشكروتحية تقدير لصانعي هذا العمل وكل المشاركين فيه، وأنصح القارئ العزيز بمشاهدته، فهو عمل فني يليق بمتابعة جميع أفراد العائلة.
مدرس أدب وثقافة الطفل
بكلية البنات جامعة عين شمس

د.علا المفتي

مقالات الرأي