السبت، 27 يوليو 2024 01:25 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

ليلي حسين تكتب: صقيع

ليلي حسين
ليلي حسين

الحجرة باردة
بينما تعلن الأرصاد
ارتفاع الحرارة و اللزوجة
الجدران و الأسقف باهتة
المقاعد التي كانت من قبل تحاورني
فقدت رغبة الجدل
الليل قامات رمادية فارعة
تصطف في صدأ المرايا
باكفانها المزمومة المحكمة
أطرافي متبلدة
الليل ينشب أسنته في الجسد
شظايا القلب لا تلتئم و الأوردة
قصاصات الورق الوردية
في علبة الذكريات تلومني
ابتسامة الحروف السوداء اللينة مني ساخرة
كيف تتحدث الحروف عن عشق
عن أمن .. عن حلم
كيف تثير وجدي الشغوف
كيف و لماذا توحدت بها ؟!
لم أدرك حنظل العمر
حين تتعرى الكلمات ..
حين تصطدم بزيف الصوت
بقلب قسي .. و أعين جامدة
الهواء متخم بالسيد الصمت
يحاصرني .. !
الهاتف الجوال فقد رنينه
بينما أشتاق إلى الهمس الكذوب
كي أبدد غربتي
البناية مظلمة خاوية
إلا من رائحة الموت الفقد
كيف أموت بهذا الصمت وحدي ؟!
لا أم تبكيني
لا أب يطبع على الجبين قبلة
و لا إبن في اللحد يوسدني
الحبيب قاطع بائع الورد
لا أمل في زهرة ندية تبث عطرا
على قبري الحجري
بعدما سن قانون الغياب ببنود محكمة
كذب هي الحياة
لا عشق ، لا ود و لا سند
حائل ضبابي يحول بين عيني
و بين النور
مخالب الوقت الموت تراوغني
تصب في فتات الروح كآبة
مازال فيض العبير يوثق غيابه ..

ليلي حسين صقيع 

مقالات الرأي