الإثنين، 28 أكتوبر 2024 01:12 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

محمد سلطان : يكتب الفارس الشريف - يوسف صديق

محمد سلطان
محمد سلطان

ولد يوسف صديق فى 3 يناير 1910 بقرية زاوية المصلوب بمركز الواسطى ببنى سويف وكان والده اليوزباشى منصور يوسف صديق ضابط بالجيش المصرى واشترك فى حرب استرداد السودان وتوفى فى ريعان شبابه عام 1911 وكان يوسف مازال رضيعا . وجده هو يوسف صديق الأزهرى وكان ايضا ضابطا بالجيش المصري بالسودان وحاكما لاقليم كردفان عند قيام الثورة المهدية وقتل على يد الثوار هووعائلته ولم ينج منهم غير منصور والد يوسف وأخ أصغر له تمكنا من الهرب إلى مصر وهم فى سن الصبا.
حصل يوسف على البكالوريا من مدرسة بنى سويف الثانوية والتحق بالكلية الحربية سنة 1930 وتخرج سنة 1933 ملازما بالجيش المصرى وعين مدرسا بالكلية الحربية والتحق بكلية اركان حرب وتخرج منها عام 1946 وكان فى طليعة القوات التى دخلت إلى فلسطين فى 15 مايو 1948 وانضم لى تنظيم الضباط الاحرار بعد ترشيح الضابط وحيد جودة الذى كان يعمل فى منطقة العريش وتقابل مع جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر فى اكتوبر 1951
كانت وحدته العسكريه هى الكتيبة الاولى مدفعية وتعسكر فى العريش ثم صدرت له الأوامر بالإنتقال للقاهرة استعدادا لترحيلها للسودان ولدى وصوله للقاهرة فى 12 يوليو 1952 اتصل بعبد الناصر وعامر واخطراه بموعد التحرك للثورة يوم 26 يوليو ثم عادا وابلغاه بتقديم الموعد إلى 23 يوليو وبان دوره فى الخطة هو أن يكون قوة احتياطية صغيرة إلى رئاسة الجيش بعد احتلالها لتأمينها.
بعد نجاح الثورة تطورت الخلافات وتقدم باستقالته من المجلس بعد حل الدستور والاحزاب واعلان فترة ةانتقالية فى منتصف يناير 1953 اعتراضا على هذه القرارات وتم ابعادة إلى اسوان ثم إلى سويسرا بحجة العلاج ثم إلى لبنان وطلب العودة فرفض المجلس وعاد يوسف صديق سرا ومعه زوجته وأولاده إلى مصر وتوجه من المطار إلى قريته " زاوية المصلوب " بالواسطى ببنى سويف وتقرر عند ذلك تحديد اقامته فى قريته حيث ضرب حولها نطاق من قوات البوليس الحربى لعدة شهور ثم سمح له بالانتقال الى منزلة بحلمية الزيتون ورغم تحديد اقامته . شارك فى احداث مارس 1954 معبرا عن تأييده للمطالب الشعبية للعودة للديمقراطية وانهاء الحكم العسكرى وتم اعتقاله فى سجن الاجانب ثم نقل الى السجن الحربى واعتقلت زوجته واقاربة حتى افرج عنهم فى مايو 1955 مع استمرار تحديد اقامته ورغم ذلك تقدم للمشاركة فى حركة المقاومة الشعبية ضد العدوان الثلاثى وظل يعبر عن هذه الموافق بالواسائل المتاحة رغم بعده عن اى منصب رسمى
وهكذا بقى " يوسف صديق " مظلوما بعد مماته بعد أن ظل مظلوما فى حياته وفى هذه المرة يصبح التاريخ ايضا مظلوما ففى متحف القلعة توجد قاعة مخصصة لتاريخ ثورة 23 يوليو 1952 تحتوى على تماثيل نصفية لأعضاء مجلس قيادة الثورة ولايوجد تمثال لعضو مجلس قيادة الثورة البكباشى يوسف منصور صديق رغم أن الرجل كان من ابرز ابطال تلك الثورة واكبر المساهمين فى نجاحها
وظلم يوسف صديق حتى فى محافظته بنى سويف فلم تجد مدرسة ولا شارع ولا حديقة تحمل اسم هذا البطل رغم ان هناك اسماء معلقة على ميادين لايعرفها حتى ابناء حاراتها . رحم الله المناضل والشاعر والمظلوم يوسف صديق القائل عن نفسه
أنا الوفى الذى لم يثنه دمه
ينساب من صدره عن يومك الحفل
لم يكفنى شرفا ان كنت شاهده
بل كنت فيه فتى فتيانه الاول
ورحل هذا البطل فى صمت يرفع مظلمته إلى خالقه فى 31 مارس سنة 1975 على أثر نضال طويل مع المرض الذى لازمه

محمد سلطان الفارس الشريف يوسف صديق

مقالات الرأي

آخر الأخبار