الإثنين، 29 سبتمبر 2025 04:09 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

طب وصحة

الإفراط في تناول المسكنات.. راحة عابرة تتحول إلى مخاطر تهدد حياة الملايين

بوابة المصريين

في عالم يزداد فيه إيقاع الحياة سرعة وضغطًا، أصبحت المسكنات جزءًا من الروتين اليومي لكثير من الناس. فقرص صغير من الباراسيتامول أو الإيبوبروفين كفيل بإخماد صداع مزعج أو تهدئة ألم الظهر بعد يوم عمل طويل. لكن خلف هذه الراحة السريعة تختبئ مخاطر صحية صامتة، قد تترك بصماتها على أعضاء حيوية مثل القلب والكُلى والكبد والمعدة.

مسكنات في متناول الجميع.. لكن بثمن باهظ

تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من نصف الأدوية التي تُصرف حول العالم تُستخدم دون وصفة طبية، ويأتي المُسكن على رأس القائمة. الإقبال الكبير على هذه العقاقير، وسهولة شرائها من الصيدليات أو حتى عبر الإنترنت، جعل كثيرين يعتقدون أنها آمنة تمامًا. غير أن الأطباء يحذرون: الإفراط في استخدامها يحوّلها من وسيلة مؤقتة لتخفيف الألم إلى عامل خطر يهدد الصحة العامة.

أضرار الإفراط في تناول المُسكنات

الكُلى.. الفشل الكلوي يبدأ بجرعة زائدة

تُعد الكُلى من أكثر الأعضاء تأثرًا بالمسكنات، خصوصًا مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين والديكلوفيناك. فالاستخدام المتكرر يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الكُلى، ما يضعف قدرتها على تنقية الجسم من السموم. ومع مرور الوقت قد تتطور الحالة إلى قصور كلوي مزمن أو حتى فشل كامل، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون مسبقًا من ارتفاع ضغط الدم أو السكري.

الكبد… إنذار أحمر مع الباراسيتامول

الكبد هو "المعمل الكيميائي" للجسم، والمسئول عن تكسير الأدوية. لكن تناول جرعات مرتفعة من الباراسيتامول، حتى وإن كان الدواء الأكثر شيوعًا في المنازل، قد يتسبب في تدمير خلايا الكبد. وفي حالات التسمم الحاد، قد يحتاج المريض إلى زراعة كبد لإنقاذ حياته. الأطباء يصفون ذلك بـ”الخطر الصامت”، إذ إن الأعراض لا تظهر إلا بعد تدهور الحالة.

أضرار الإفراط في تناول المُسكنات

المعدة.. من حرقة بسيطة إلى نزيف داخلي

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لا ترحم جدار المعدة. فتكرار استخدامها يزيد من إنتاج أحماض المعدة ويضعف الأغشية الواقية، ما يفتح الباب أمام الإصابة بقرحة هضمية أو نزيف داخلي. ورغم أن الأعراض تبدأ غالبًا بآلام أو حرقة في المعدة، إلا أن المضاعفات قد تتفاقم فجأة لتصبح مهددة للحياة.

القلب والأوعية الدموية.. خطر يتجاوز الألم

الدراسات الحديثة ربطت بين الاستعمال المفرط لبعض المسكنات وزيادة معدلات الإصابة بالجلطات الدموية وارتفاع ضغط الدم. فبدلًا من تسكين الألم، قد يجد المريض نفسه أمام خطر حقيقي يهدد قلبه وأوعيته الدموية، خاصة إذا كان يعاني من عوامل خطورة مثل التدخين أو السمنة.

أضرار الإفراط في تناول المُسكنات

توصيات الأطباء: الاعتدال والوعي هما الحل

ويوصي الأطباء بضرورة الاعتدال في تناول المُسكنات وعدم الاستخدام العشوائي لها لذا يجب إتباع النصائح التالية وتشمل:

- عدم تناول أي مسكن لفترة طويلة دون استشارة الطبيب.

- الالتزام بالجرعة المحددة وعدم تجاوزها حتى في حالات الألم الشديد.

- الحذر الشديد لمرضى القلب والكبد والكُلى.

- التفكير في بدائل غير دوائية مثل العلاج الطبيعي، جلسات الاسترخاء، أو النشاط البدني المنتظم.

ويؤكدن على أن المسكنات لم تُخلق لتكون حلاً دائمًا، بل وسيلة مؤقتة لتخفيف الألم حتى يُعالج سببه الحقيقي. الإفراط في تناولها قد يفتح الباب أمام أمراض أكثر خطورة من الألم ذاته. و أن الوعي الطبي واللجوء إلى الاستشارة المتخصصة يظلان خط الدفاع الأول لحماية صحتنا من مخاطر قد لا تُصلح بعد فوات الأوان.

طب وصحة

آخر الأخبار