الخميس، 28 مارس 2024 10:25 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

محمود دياب يكتب.. «اغتيال أم إطاحة» .. مصير ترامب معلق بين اختيارين

بوابة المصريين

في رأيي أن ظهور اتهامات إلى روسيا مؤخرًا، بتمويل الوحدة 29155 داخل المخابرات الروسية KGB، مجموعات المقاتلين في تنظيم طالبان الإرهابي، بهدف الهجوم على القواعد الأمريكية في أفغانستان وقتل جنود أمريكان أمر سياسي ليس له أي أساس من الصحة، وتم نشره في صحف أمريكية موالية ومملوكة لعائلة روتشيلد وروكفلر أو العائلات الماسونية عموما التي تحكم العالم منذ أربعة قرون من خلف الستار، بهدف تقويض فرص وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجددًا .

كلامي ليس دفاعًا عن ترامب، لكن الرجل الذي يبدو مهرجًا في بعض الأحيان، متهورًا ومجنونًا في أحيان أخرى، لكنه في النهاية رجلا يتبنى الفكر القومي القائم على أساس مصلحة أمريكا ولعله كان واضحًا في شعاره: "أمريكا أولا"، كما أنه ليس من العائلة الواحدة التي حكمت أمريكا منذ تأسيسها على يد جورج واشنطن والآباء المؤسسين، وارتكب أخطاء في نظر الماسونية تعتبر جرائم، عقابها إما الطرد من البيت الأبيض مثلما حدث مع جيمي كارتر، أو القتل مثلما حدث مع جون كيندي.

لذلك وفقًا للمعطيات الموجودة فإن مصير ترامب يتأرجح بين هذين الاختيارين، إما الإطاحة به والإتيان برئيس جديد يوالي الماسونية وينفذ أجندتها القذرة في تخريب العالم والتدخل في شئون الدول وقتل أبنائها الأبرياء بحروب تدر دخلا على أصحاب شركات "وول ستريت" في السلاح والأدوية والتبغ والبترول وخلافه، فيما تضر بمصالح أمريكا نفسها، ولعل جرائم من سبقوه لا تزال واضحة للعيان ولم ينسها حتى جيلي من الشباب، فمثلا جورج بوش الأب تبنى استراتيجية جديدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بالسيطرة على دول العالم ونشر القواعد العسكرية بهدف تقويض نهوض أي دولة عظمى باستثناء الصين التي نهضت في غفوة منه، وساعد على السيطرة على منطقة آسيا الوسطى باختلاق حروب قذرة في أذربيجان مع أرمينيا بمساندة الأداة التركية، وفي الشيشان وداغستان حتى نجح فلاديمير بوتين قيصر روسيا الجديد في استعادة زمام الأمور مجددًا.

ثم انتقل خليفته بيل كلينتون إلى مهمة أخرى في أوروبا الشرقية لتفكيك دول الاتحاد اليوغوسلافي وشيطنة سلوبيدان ميلوسوفيتش، وساعده فتح الله جولن في تركيا في نقل الإرهابيين من الشيشان وداغستان إلى مكانهم الجديد من خلال طائرات تابعة لشركة أوميجاأويل الأمريكية، لكي يبقوا حتى الآن ومنهم من شارك مؤخرًا في حرب سوريا بفرقة كاملة انضوت تحت لواء جبهة النصرة، وجاء خليفته جورج بوش الابن لكي يحمل لواء الحرب المقدسة باسم الرب كما قال في زلة لسان ويعيث في الأرض فسادا مخربا أفغانستان مرة بحجة تورط طالبان في تدمير برجي التجارة العالمية، ثم العراق الحبيب بحجة استهداف صدام حسين للولايات المتحدة بالجمرة الخبيثة وادعاءات امتلاكه أسلحة كيماوية، وخرج من العراق بعدما نهبه وسرق نفطه وتركه مهلهل مدمرة بنيته التحتية، تركه وختم فترة حكمه وحذاء الصحفي الشريف الحر منتظر الزيدي يلاحقه بحذائه قذفا في وجهه الطفولي بعد اعترافه بعدم وجود أسلحة كيماوية في العراق وأن الحرب المقدسة لم يكن لها سبب وجيه يستدعيها.

حاولنا تنفس الصعداء مع تولي باراك أوباما المسئولية، وهو الرجل الأسود الذي جاء بـ«فيرجن» جديد مقررًا اللعب على وتر الدين أفيونة الشعوب، وخاطب العالم الإسلامي من القاهرة محاولا أن يستدر عطف المسلمين، وذهب إلى الأزهر وتخيلنا أن أصله الإفريقي وأجداده المسلمون سيجعلانه رحيمًا بنا ويختلف عن سابقيه بأن يوقف سلسال المؤامرات الدنيئة ضد العرب والمسلمين والشعوب المستضعفة عمومًا، لكننا اكتشفنا أننا «شربنا أكبر مقلب»، فلم يمر عام على بدء حكمه حتى شرع في تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير واعترفت وزيرة خارجيته كونداليزا رايس بنفسها بالمخطط الذي يستهدف تدمير دول الشرق الأوسط وتقسيم الدول التي قسمها الاستعمار من قبل باتفاقية سايكس بيكو اللعينة عام 1916، بحيث تكتمل الخطة قبل مرور 100 عام وحلول عام 2016.

وليس خافيًا على أحد تمويل ودعم وتأجيج الوضع بالدول العربية في مشاهد الربيع العربي مطلع عام 2011، حتى تعرضت دولا للخراب مثل ليبيا وسوريا واليمن والعراق سيطر عليها التنظيمات الإرهابية وخربوا في مفاصلها وباعوا نفطها للخليفة العثمانلي الجديد رجب طيب أردوغان، حتى جاءت ثورة 30 يونيو في مصر لكي تقصي جماعات الإسلام السياسي من المشهد تمامًا وتعلن انتهاء اللعبة الأوبامية، ولعل خير دليل على ذلك مشهد اللقاء الذي جمع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع مع وزير خارجية أمريكا جون كيري في الأمانة العامة للقوات المسلحة بوزارة الدفاع في العباسية، عندما قال له السيسي وهو يودعه: «Game Over»، وهو المشهد الذي نقله الصحفي الزميل ياسر رزق المطلع على الأحداث وقتها مؤخرًا في إحدى مقالاته، وبعدما تحدى المصريون بجرأة الرغبات الأمريكية الخبيثة، تجرأ السوريون والروس في سوريا ودكا حصون الإرهابيين، واستفاقت تونس قليلا وتنفست الصعداء، وأصبح لليبيا جيش وطني قوي ولاءه للوطن أولا وأخيرا يدافع عن مصالحها ضد المحتل الغازي العثمانلي وجماعات ومليشيات المرتزقة، وفي العراق نجح العراقي رغمًا عن رغبات قوات التحالف في القضاء على دولة داعش ومطاردة فلولهم بفضل الحشد الشعبي وقوات الجيش والخبراء الإيرانيون ، رغم ان الرواية العراقية الرسمية تنسب الفضل لدعم قوات التحالف الدولي .

حتى جاء ترامب للمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بمفاهيم جديدة قائمة على عدم التدخل في شئون الدول وهي الخطيئة الكبرى التي ضربت مخططات الماسونية، وخطايا أخرى مثل محاولة سحب قواته المنتشرة حول العالم، والسعي إلى إبرام اتفاق صلح مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون، وسحب بلاده من جميع الاتفاقيات المكبلة لتحركاتها مثل اتفاقية المناخ واتفاقية الحد من التسلح النووي مع روسيا واتفاقية التجارة عبر المحيط الهادئ، واتفاقية أمريكا الشمالية مع كندا والمكسيك وأبرم اتفاقات ثنائية مع كل دولة من الدول الأعضاء في تلك الاتفاقات، كما قرر إغلاق بلاده على نفسها أمام الغزو التجاري الصيني من السلع والخدمات المتنوعة.

خطايا ترامب هي تحركات قد يراها البعض أنها ضد العولمة وحرية التجارة وخلافه، لكن المواطن الأمريكي يراها محاولة لأن تنكفئ الولايات المتحدة على نفسها وتعيد بناء اقتصادها من الداخل بحيث يصبح قوي في مواجهة العملاق الصيني، فالصين على مدار سنوات أصبحت مصنع العالم برغبة أمريكية من الحكام السابقين، وانتقلت إليها كل شركات التكنولوجيا الأمريكية وتصنيع الهواتف المحمولة والرقائق التكنولوجية مثل أبل وإسوس ومايكروسوفت وغيرها، مستغلة رخص العمالة ورغبة الصينيون في التفوق والازدهار حتى أصبح اقتصادها الثاني على مستوى العالم، وأصبحت تصدر للمواطن الأمريكي منتجات الشركات الأمريكية، ما منح بكين أوراق ضغط هائلة تضاف إلى الورقة الأقوى وهي امتلاكها قرابة ما يزيد عن تريليون دولار في سندات الخزانة الأمريكية.

قد تكون روسيا ساعدت ترامب حتى يصل إلى سدة الحكم بالبيت الأبيض، وفقًا لما نشر حول واقعة اختراق البريد الإليكتروني لمنافسته هيلاري كلينتون، ويبدو أنها قرأت المشهد كما قرأته وقرأه الرئيس السيسي رجل المخابرات المحنك قبل أربعة سنوات عندما استبشر خيرًا بقدومه، لكنها بريئة من التهمة الأخيرة بمساعدة مقاتلي طالبان الإرهابيين في قتل والهجوم على الجنود الأمريكان في قواعد واشنطن بأفغانستان، لأنها ببساطة ليس لها مصلحة في الإقدام على خطوة مثل تلك وأمريكا نفسها تستعد للرحيل من ذلك البلد مطلع العام المقبل بناء على اتفاق ثنائي عقد في العاصمة القطرية الدوحة، ما يجعل روسيا تتنفس السعداء من تخفيف أثر تواجد أمريكا في محيطها الإقليمي.

إذن فإن تلك الخطوة هي ضد مصالح موسكو بكل المقاييس والقيصر الجالس في الكريملين رجل مخابرات محنك ويجيد قراءة المشاهد، لكن الماسونية قررت استدعاء ورقة روسيا مجددًا على صفحات صحف العائلة الحاكمة لتثبيت تواجد أمريكا في أفغانستان بما يضج مضاجع الدب الروسي، ويوجه ضربة قوية تنال من حظوظ ترامب الانتخابية في الوقت نفسه.

ولا أنسى أيضًا أن أكبر خطيئة لترامب سببت ألما وجرحًا غائرًا في صدورنا جميعا كعرب ومسلمين أو حتى مؤمنين بالإنسانية، اعترافه بالقدس الشريف عاصمة الكيان الصهيوني ومباركة تحركات الصهاينة ضد الفلسطينيين، فضلا عن ترك الفرصة لزوج ابنته اليهودي المتصهين جاريد كوشنر في إدارة هذا الملف بالكامل، وإن كان غير راضي عنه بدليل عدم حضوره احتفالية تدشين السفارة الأمريكية الجديدة بالقدس المحتلة، ولكنه يبدو أن أقدم على هكذا خطوات بهدف كسب ود الماسونية، إلا أن ذلك لم يغفر له، فلا معنى عندهم أن تخدم الكيان الصهيوني، وتضرب الصهيونية في باقي دول العالم في مقتل، إلا أنك خائن يجب قتلك أو استبعادك.

يا سادة إن ترامب ليس شيطانًا ولا ملاكًا هو مجرد رجل حاول أن يجتهد ولكنه على كل أفضل من سابقيه ويعلم الله من سيكون خليفته، وهل سيجدد تعميم الخراب والفوضى في العالم أم لا.. وحتى إذا استمر في منصبه لولاية جديدة، فسوف يتخذ قرارات وتحركات تغضبهم حتى تمر السنوات الأربعة ويعودون بشخص جديد ينفذ طلباتهم ومخططاتهم، ووقتها سيكون الآوان قد فات وقويت شوكة الصين وروسيا وكوريا الشمالية أو بالأحرى حلف الشرق، ويتشكل العالم من جديد.

وفي النهاية يبقى التساؤل: هل يكون مصير دونالد ترامب هو الاغتيال؟.. خصوصًا وأنه يسير فاتحا صدره غير عابئًا بأي شيء في شوارع دولة يعتبر شراء السلاح فيها أسهل من شراء علبة حلوى للأطفال، أو يتم إقصاءه من المشهد بافتعال الأزمات والحشد ضده حتى يخسر في النهاية؟ ... حقيقة أنا أعترف أنه جاء بمباركة من أحد أجنحة الماسونية وهي عائلة روكفلر صاحبة إمبارطورية النفط العملاقة "وعن هذا سيكون هناك مقال أخر بأمر الله"، لكن هل تساعده تلك العائلة مجددًا في مواجهة باقي العائلات؟، أم أنها تخلت عنه بعد خطاياه في نظر الماسونيين؟ .. دعونا ننتظر ونرى ماذا تقول الأيام المقبلة والأحداث المتلاحقة.

ملحوظة: أنا لا أحب أمريكا ولا أي دولة غير بلدي مصر ووجهة نظري مجرد قراءة للأحداث دون مجاملة لأي طرف أو دولة.

ترامب بيل كلينتون

مقالات الرأي