الخميس، 25 أبريل 2024 05:42 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

هشام بيومي يكتب.. قوانين الخوف

هشام بيومي
هشام بيومي

الخوف شعور أو فعل عاطفي يصيب الإنسان عند تعرضه للخطر، وقد يكون الخوف إيجابيًا يبقيه أمنا وذلك عند الحذر من خطر حقيقي، وقد يكون الخوف سلبيَا وغير ضروري ويفقد الكثير من الفرص، الخوف أو المخافة أو الخشية هو الشعور الناجم عن الخطر أو التهديد في أنواع معينة من الكائنات الحية ويقوم بالتسبب في نهاية المطاف إلى تغيير في السلوك مثل الهروب أو الاختباء أو التجمد تجاه الأحداث المؤلمة أو يؤدى إلى المواجهة في الحالات القصوى من الخوف.

اقترح علماء النفس مثل جون واطسون، روبرت بوتشيك، ديول ويكمن، أن هناك مجموعة صغيرة من العواطف الأساسية أو الفطرية وأن الخوف إحدى هذه العواطف وتشمل المجموعة المفترضة مشاعر أخرى مثل تفاعل حاد للكرب، الغضب، القلق، الخوف، الرعب، الفرح، الذعر والحزن.

الخوف رد فعل جسدي عندما نرى أو نسمع او نشعر أو نلمس أو نتذوق أو نشم شيء ما، قد يكون ما تختبر حواسنا أمرًا حقيقيًا وموجودًا في محيطنا، وقد يكون مسألة من نسج خيالنا مهما كان أساس هذا الشعور، فإن الخوف ليس شيئا نملكه بل هو أمر نقوم به، الخوف غرفة مظلمة تتولد فيها الأفكار السلبية، ويتحكم في الخوف مجموعة من القوانين تسيطر على الخوف.

القانون الأول الخوف شعور أساسي لدى الإنسان والغاية منه حماية الأفراد، قد ينتج من هذا الشعور خفقان في القلب أو اضطراب في المعدة، يخالجنا هذا الشعور عند سماع صوت مفاجئ أثناء الليل وقد يدفعنا إلى التصرف دون تفكير مسبق.

القاعدة هي أن الخطر يؤدى إلى أعلى درجات الخوف كلما كان مفاجأة وآنيا، عندها تكون ردة الفعل سريعة للغاية، الخوف عاملان أساسيان أولها عامل موجود في البيئة المحيطة بالإنسان والثاني هو كيفية فهم الإنسان لهذا العامل والتخيلات التي تتولد في ذهنه عند اختبار لهذا العامل.

القانون الثاني: يتشكل الخوف نتيجة لحدث واقعي والمعنى الذي يترسخ في مخيلتنا من جراء هذا الحدث ولكي ندرك معنى هذا الكلام لكم هذا المثال، تخيلوا أنكم في مكان مظلم ومهجور وفي وقت متأخر من الليل، تسمعون خطوات خلفكم، تلتفتون وترون شخصًا غريبًا يرتدى معطف أسود ويلحق بكم مسرعا، لا يظهر وجهه بسبب الظلام، تسرعون ولكنه يسرع أيضًا، تبدأ الأسئلة عما دفعكم إلى التواجد في مكان مظلم ومهجور في هذا الوقت المتأخر، تراودكم الأفكار بينما تفكرون بالأحداث المحتملة، يدفعكم الخوف إلى الركض وتفضلون أن يظن الناس بأنكم أغبياء علي أن تتعرضوا للاذى، هذا الخوف الحقيقي.

القانون الثالث: أساس جميع المخاوف هو الخشية من فقدان شخص أو إحدى ذات أهمية كبرى في حياتنا، يتم تولد الخوف والقلق من خلال طريقة تفكيرنا وعبر ما نفكر به، والتفكير يعتمد على استخدام الحواس ذهنيًا، تشير البرمجة الذهنية للتجارب الحسية إلى أننا نكتسب المخاوف من جراء تجاربنا والأهل والأصدقاء والمعلومات الخاطئة التي نسمعها، من خلال أسلوب البرمجة الذهنية للتجارب الحسية يصبح بوسعنا إدراك التفاصيل الحسية ومن ثم تشكيل ردات فعل مناسبة لها.

القانون الرابع: يسيطر على الإنسان فطريان من الخوف هما الخوف من الوقوع والخوف من تخلي الآخرين عنه. أما المخاوف الأخرى فإنها مشاعر يكتسبها الفرد نتيجة لأحد العوامل الآتية، مراقبة الآخرين، الصدمات الحياتية، تكرار التجربة المثيرة للخوف، الاطلاع على معلومات عن الخوف، وإن أي شعور غير فطري هو إحساس مكتسب وتذكروا كيف تعلم الأطفال حفظ سلامتهم وهم في الطريق، إننا نكتسب الشعور بالخوف من أشياء كثيرة في حياتنا وبشكل أكثر شدة من خوفنا من الهجر أو الوقوع. أعطوا طفل عنكبوت فقد يحاول أكله ولا يبكي خوفا منه. إلا أن ردة الفعل التي قد يظهرها الراشدون أمام الطفل بسبب خوفهم من العنكبوت يؤدى إلى اكتساب الطفل لهذا الخوف، يتحرر المرء من الخوف عند التخلص من الخوف الخيالي. ووفقًا لأسلوب البرمجة الذهنية للتجارب الحسية، فإن الخوف يعود إلينا في الحاضر بعد التجارب الماضية بسبب التفاصيل الحسية التي نختبرها مجددًا، قد تكون هذه التفاصيل سمعية أو بصرية أو حسية، تؤدى هذه المسائل إلى ردة فعل أو إلى حالة نفسية معينة كالخوف مثلًا، تحيط هذه التفاصيل بنا وهي عوامل تؤدى إلى ردات فعل لا تعتمد علي العقلانية، عليك إدراك هذه التفاصيل المؤدية إلى الخوف، للتخلص من الخوف الذي تولده هذه التفاصيل الحسية. على المرء إدراك وجودها والتحكم فيها من خلال تطبيق استراتيجيات ذهنية تحول دون الشعور بالخوف.

هشام بيومي قوانين الخوف الخوف

مقالات الرأي

آخر الأخبار