السبت، 10 مايو 2025 11:43 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

ولاء مدبولي تكتب : أتاتورك

بوابة المصريين

كيف حالك يا صديق ؟

دعنا من العالم بتطوراته السلبية الجنونية، فلتحارب الهند باكستان وليصبح ترامب بابا الفاتيكان، ولتنكشف رويدا رويدا أمراض الإنسان النفسية على الملاء ... الإنسان هو الأخطر يا صديق.

مهما كانت ديانته ... التعصب عته وستار يتخفى وراءه الضعفاء .

القليل من يعرف الله حق معرفة .

العالم يتفاعل،يغضب، يسخر، ويعبر عن رأيه من خلال وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة .. بضع أيام وينتهي الأمر، حتى أن أصبح لا قيمة لما يقول .... دعهم يقولون

فنحن نفعل ما نريد ... نحن السلطة.

... أكثر ما يثير شفقتي هؤلاء المندهشون الخائفون .

لا بأس فلن نغير شيء أنا أو أنت ... دعنا نهرب قليلًا .

فلنذهب سويًا رحلةً مختلفةً، تتذكر حين أخبرتك في آخر ما كتبت أنني عدت للقراءة والآن اقرأ رواية (ماجدولين)

(لمصطفى لطفي المنفلوطي)... حينها قلت لك لم أشعر أنني أنتمي لها وندمت على شراءها ، وقتها كنت وصلت لمنتصفها تقريبا لم أندمج مع الأحداث ولم أتعاطف مع تلك القصة الكلاسيكية في الحب ... تعمقت أكثر خلال الأيام الماضية

وأقترب من نهايتها التي تبدو حزينة للغاية.

من الأول لم أقتنع بتلك العلاقة فلم يكن (أستيفن) مناسب

ل (ماجدولين) ولم تروق لي شخصية (أستيفن)

لكنني تأثرت بموقف حتى الآن من عشرات الصفحات التي قرأتها: حين مات أخو (أسيفن) الفقير في الجيش والذي قد أرسل له سابقا أنه بحاجة للمال فلو أستطاع أن يرسل له عشرون فرنك لشراء سراج للخيل، (أسيفن) حينها كان فقيرا ولا يملك إلا ذلك الرقم بالفعل ولكنه أختار أن يذهب به إلى رؤية حبيبته (ماجدولين) عن أن يرسله لأخيه المسكين، مات أخوه ساقتا من السياج المتهالك ومرت السنوات، ماجدولين خانت العهد وتزوجت من رجل غني وأصبح أسيفن مشهور ولديه الكثير من المال والكثير من الندم على ما فعله مع أخيه.

بالمناسبة (أستيفن) ليس شخص سيء وله مواقف جيدة مع آخرين في عز حاجته ووجعه، ربما أخبرك لاحقا كيف كانت النهاية حين أصل إليها.

ما جعلني أتطرق لشأن الرواية أنه فتح أمامي باب كمقدمة طويلة أعلم لعنوان غريب، العلاقة بين الرجل والمرأة السهل الممتنع لم تنجح مع ماجدولين وأستيفن ولا غيرهم بالشكل الطبيعي وهناك من غره نجاح البدايات وجنى ايضا النهاية الحزينة.

العوائق غالبا في العوامل الخارجية أهمها العامل الإقتصادي وثقافة المجتمع، لست من أنصار التحيز لأحد الطرفين ففي كلاهما السيء والإنسان، ولكن أرى إن كان الرجل رجل حقا، سوي نفسيا وسلوكيا، صلح حال العلاقة فهو الجانب الأقوى.

سأتحدث في الشأن الذي يعنيلي كأنثي ومن وجهة نظري ... لماذا ننجذب نحن الفتايات إلى الدراما التركية ؟

ما نشاهده ليس خيال، الدراما لأي بلد تظهر جوانب عديدة من ثقافته وعاداته كما أن لها جوانب أخرى تعود بالنفع أقتصاديا، فتركيا

أستفادت في مجال السياحة بشكل قوي وواضح خلال العشرون عام الماضية.

الدراما التركية تظهر الرجل التركي الذي يُعتبر من أوسم الرجال على مستوى العالم، القوي العنيد الغيور جدا على حبيبته.

الرجل التركي يُعرف بأنه عصبي للغاية لدرجة أن الأغلبية هناك لا ينتظر الدولة والشرطة في فض أي خلاف أو نزاع، يأخذون حقوقهم بأيديهم ... جريء في حبه وصاحب طريقة معاملة مميزة للنساء، يُسمعها قصائد شعرية ويُصر على إبهارها في التمسك بها (مجنون) يبدو كذلك فعلا.

البنت بطبيعتها بحاجة لرجل كهذا، يعطيها هذا الإهتمام وهذه العناية، الحب في مجتمعنا أصبح شحيح للغاية ويفتقر الوقت والراحة، السرعة والرغبة في سد الإلتزامات المادية

جعلت الحب إن وجد فهو باهت.

الوضع الإقتصادي للدولة يطفو على سطح علاقتنا، التضخم أصبح في كل شيء .

صديقتي من وسائل التواصل الإجتماعي (رهف) سورية انتقلت للعيش مع أسرتها كمعظم السوريين إلى تركيا بسبب الحرب وحكت لي الكثير عن العادات هناك وما آثار دهشتها وإعجابها وحديثها عن الأتراك لا يختلف كثيرا عن المسلسلات، لو أمتلك رفاهية الوقت لإنغمزت طوال اليوم كمعظم الفتايات في التنقل من مسلسل إلى آخر، لكنني شاهدت ربما أربع مسلسلات فقط منذ انتشار الدراما التركية في الوطن العربي، هناك العديد من المميزات في تلك الدراما فنيا، الممثلات أصحاب الملامح الطبيعية جدا ومساحيق التجميل البسيطة المناسبة للدور ، الحبكة الدرامية والتمثيل القوي وأهم نقاط القوى التي نفتقرها السيناريو المميز، الورق أساس نجاح أي عمل فني، أما ما يجذبنا كفتايات ذلك البطل صاحب الشخصية المميزة، القوي جدا، الحنون كثيرا، والمجنون في الحب ....

هل تعلمي يا عزيزتي أنه كان من الممكن أن يُصبح الوصول لفارس الأحلام التركي أكثر سهولة لولا ذلك الرجل الذي تشاهدين صورته في تلك الأعمال، معلق على الحائط وفي كل مكان داخل تركيا، فهو رمز وطني .

للأسف له معزة ومحبة كبيرة لدى الأتراك ومجرد التفكير للدخول في النقاش عنه قد تعرض حياتك للخطر.

(مصطفى كمال أتاتورك) مؤسس الجمهورية التركية الحديثة

قام بمجموعة من الإصلاحات الجذرية بعد سقوط الدولة العثمانية والتي كان لها تأثير عميق على هوية تركيا خاصة فيما يتعلق باللغة والدين، فهو سبب ضياع اللغة العربية في تركيا، قام بتغيير الأبجدية من العربية إلى اللاتينية عام 1928 م .

قلص التعليم الديني وأغلق المدارس الدينية وأصبح التعليم علمانيا بالكامل .

ألغى أتاتورك الخلافة الإسلامية عام 1924 م، ثم ألغى الشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع وأستبدلها بالقانون المدني السويسري .

حظر ارتداء الزي الإسلامي الرسمي وأستبدلها بالقبعة الغربية

فقدت تركيا جزء كبيرا من هويتها الإسلامية والعثمانية، نشأت أجيال لا تعرف العربية ولا تستطيع قراءة تراثها الديني والتاريخي.

الإنفتاح المفاجيء والمفروض على الغرب دون مراعاة الخصوصية الدينية والثقافة أثار تناقضات داخلية، لهذا السبب عزيزتي المتابعة للفنانيين الأتراك وتتعجبين حين تعلمي أنهم مسلمون ولكن لا يصومون شهر رمضان مثلنا وهناك مبالغة في العري والمشاهد الجريئة، ذلك بسبب الخلل في الهوية الذي تسبب فيه المجرم (أتاتورك) الذي وإن حقق لتركيا إزدهار إقتصادي وأستقرار فهو عدو الله.

تخلي تركيا عن اللغة العربية جعلها غريبة عن الجميع، أصبحت في عزلة عن محيطها الإسلامي ولم تندمج كما أراد هذا المعتوه بالغرب بشكل حقيقي .

مقالات الرأي

آخر الأخبار