هشام بيومي يكتب : ابن زفتى


انهيار أو تآكل مؤسسات الدولة المركزية، وفقدان السلطة على أراضيها وسكانها. يشير إلى نهاية فعالة لكيان الدولة كما نعرفه، سواء بشكل كلي أو جزئي، وغالبًا ما يرتبط بالفوضى، نتيجة التدخلات الخارجية والتي تكون عن طريق املاءات سياسية او سيطرة اقتصادية او حرب ثقافية او تشكيك في القيم الدينية والاخلاقية والاجتماعية وهذا ما يسمي تفكيك الدولة.
المواجهة علي كافة الاصعدة ومنها تعزيز الوحدة الوطنية والهوية الجامعة، اعلاء روح الانتماء ومحاربة الجهل والتمسك بالترابط الاجتماعي والتعلم من سيرة العلماء في كفاحهم العلمي واستمرار انتمائهم للوطن، من هؤلاء العالم المصري القدير ابن زفتي.
الدكتور مصطفى السيد و هو أحد أبرز العلماء المصريين في مجال الكيمياء والنانوتكنولوجيا، وقد حقق إنجازات علمية متميزة جعلته من الرواد العالميين في هذا المجال.
وُلد الدكتور مصطفى عمرو السيد في 8 مايو 1933 بمدينة زفتى بمحافظة الغربية، مصر. تخرج من كلية العلوم بجامعة عين شمس عام 1953، وكان الأول على دفعته، مما أهّله للعمل كمعيد بالكلية. في عام 1954، حصل على منحة دراسية من جامعة ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث نال درجة الدكتوراه في الكيمياء عام 1958. عقب ذلك، أجرى أبحاثًا ما بعد الدكتوراه في جامعات ييل وهارفارد ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا.
شغل الدكتور مصطفى السيد عدة مناصب أكاديمية مرموقة، منها أستاذ الكيمياء في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، ورئيس كرسي "جوليوس براون" في معهد جورجيا للتكنولوجيا، حيث قاد مختبر ديناميكيات الليزر. كما تولى رئاسة تحرير مجلة "Journal of Physical Chemistry" لمدة 24 عامًا.
يُعرف في الأوساط العلمية بـ"قاعدة السيد" في علم المطيافية، وهي قاعدة أساسية لفهم انتقالات الطاقة في الجزيئات.
بعد إصابة زوجته بمرض السرطان، توجه الدكتور مصطفى السيد إلى أبحاث النانوتكنولوجيا، حيث استخدم جسيمات الذهب النانوية في علاج السرطان. تعتمد هذه التقنية على توجيه جسيمات الذهب إلى الخلايا السرطانية، ثم تسليط أشعة ليزر منخفضة الطاقة عليها، مما يؤدي إلى تدمير الخلايا المريضة دون التأثير على الخلايا السليمة. وقد أظهرت التجارب على الحيوانات نتائج واعدة، مع عدم وجود آثار جانبية سامة.
حصل الدكتور مصطفى السيد على العديد من الجوائز والأوسمة، منها:
قلادة العلوم الوطنية الأمريكية عام 2007، وهي أعلى وسام علمي في الولايات المتحدة، تقديرًا لإنجازاته في مجال النانوتكنولوجيا.
جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم عام 1990.
وسام الجمهورية من الطبقة الأولى في مصر عام 2009.
ميدالية بريستلي من الجمعية الكيميائية الأمريكية عام 2016.
بالإضافة إلى عمله في الولايات المتحدة، ساهم الدكتور مصطفى السيد في دعم البحث العلمي في مصر. فقد شغل منصب رئيس مجلس إدارة مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وساهم في تطوير برامج بحثية في مجال النانوتكنولوجيا، خاصة في تطبيقاتها الطبية.
يُعتبر الدكتور مصطفى السيد مثالًا للعالم الذي يجمع بين التميز العلمي والالتزام الإنساني، حيث كرّس حياته لخدمة العلم والإنسانية، وساهم في تدريب أجيال من العلماء، وفتح آفاقًا جديدة في علاج الأمراض المستعصية باستخدام تقنيات النانو.
وهذا نموذج يجب تذكره وتعليم سيرته للشباب والأجيال القادمة.