نها النجار تكتب: لقطة ( ٥٠ )
بوابة المصريينكانت لحظة انفراط سبحة الزاهد ذاك المعروف بتركه كل مظاهر الحياة وراءه وكأنه اكتفي بحبات الكهرمان المفصولة بفواصل مرجانية محفور عليها اسماء الله الحسني عن كل ملذات الحياة ،
انفرطت سبحته كما انفرطت دموع الشاب مكتمل الفتوة بين يديه .
توقفت الدموع وتحجرت في أحداق الشاب حين لمح تلك النظرة في عين الزاهد والتي لم تتحرك حتي لمتابعة حبات المسبحة المنفرطة .
كل علامات التعجب والإستفهام هجرت الأسطر واحتلت قسمات الشاب .
سليمان ، اسمك سليمان ، تمتم الزاهد .
وأمك زاهية بنت شيخ البلد ؟
نعم مولانا رد الشاب .
ولكني لا أعرف لي أب سوي عمي الشيخ عثمان والذي منحني اسمه وشرفه ونسبه كما أخبرتني أمي علي فراش مرقدها في المشفي .
وأخبرتني أن آتي لزاويتك وأعتكف وإن أراد الله سيرسل لي من يخبرني أنه أبي .
رد الزاهد والله قد أُوتيت سؤلك
فأنت سليمان بن محمد الزاهد
بهت الشاب كيف يا مولانا
عشت مكفرا عن ذنبي سنوات ولم أكن أعرف أن ذنبي ينمو وتفتل عضلاته وينبت شاربه ، لم أكن أعرف أن لذنبي اسم ، لم أكن أعرف أن ذنبي ينمو .
لملم سليمان سبحة الزاهد في حجر جلبابة ، ولملم الزاهد حبات دموع سليمان في كفوفه ، ذهبوا معا للمشفي ولكن لم يصبحوا ثلاثة قط ، خرجوا اثنان وجثمان ، خرج سليمان باسم أب وجسد أب أخر وجثمان أم ، وخرج الزاهد بذنب يمشي بجواره وجثمان وسبحة منفرطة .