الجمعة، 12 ديسمبر 2025 03:14 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب النائب المستشار/ حسين أبو العطا

تقارير ومتابعات

وجوه من بلدنا.. الشيخ عبدالله منصور 60 سنة إمامًا لأقدم مساجد مطروح الأثرية| صور

بوابة المصريين

وأنت تمر بين شوارع وأزقة واحة سيوة، تسمع وقت الصلاة آذان بديع النغم في الأنحاء، حينها يتجه العشرات من الأهالي ناحية مدينة شالي القديمة التي تركوها منذ عقود عديدة، يصعدون الجبل القديم لأداء الصلوات في المسجد العتيق، أقدم المساجد الأثرية في محافظة مطروح، والذي تم افتتاحه منذ 822 عاما، لم تنقطع خلالها الصلاة مهما كانت الظروف، كما يقول الشيخ عبد الله عمرو منصور، إمام المسجد منذ عام 1970م.

لم تتغير عمارة المسجد منذ تشييده في عام 600 هـ/ 1203م، وظل باقيًا على هيئته الأولى بمساحة تصل لـ 100 متر بنيت من "الكرشيف" وجذوع النخيل، وله بابين أحدهما في الجهة الشمالية الشرقية وآخر في الجهة الجنوبية الغربية، فضلا عن مآذنة كبيرة تشبه طراز مآذن المغرب والأندلس المعروف بطراز الصوامع، حيث يتم فقط تغيير جذوع النخل عندما تتاكل بفعل النمل.

خضع المسجد العتيق لأعمال ترميم متعددة، كان أهمها أعمال الترميم التى قام بها المشروع الإيطالى بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار ومحافظة مطروح فى الفترة بين عامي ٢٠٠٨ و ٢٠٠٩م، وفي سنة 2011م قامت شركة نوعية البيئة الدولية بترميم المسجد بنفس المواد الأصلية، وبقيت الأساسات والجدران كما هي.

ورغم هجر أهالي سيوة لجبل شالي بعد سقوط أمطار غزيرة تسببت في هدم بيوتهم فى عام ١٩٢٦م، والتى استمرت لثلاثة أيام، لكنهم يعودون إليه يوميًا مع كل صلاة، ويحكى الشيخ عبد الله منصور الشهير "بعبد الله شول" أنه حضر المسجد ومدينة شالي القديمة قبل أن تُهدم.

سيدى "عبدالله شول"

الحديث مع الشيخ عبد الله شول، إمام وخطيب المسجد العتيق بشالى سيوة له سحره الخاص، فعندما تنظر إلى وجهه تلمح وجهَا أصيلاً من وجوه سيوة الطيبة، فالرجل الثمانيني، حفظ القرآن الكريم في صغره علي يد سيدى "محمد سليمان" بواحة سيوة ولكنه نسيه كله وهو لايزال غلامًا، فذهب لواحة جغبوب وهناك عمل خادمًا للزاوية السنوسية، وفي أوقات فراغه من العمل أعاد مراجعة القرآن علي يد مشايخها حتى راجعه كله بقراءة أهل الغرب برواية "ورش" وعاد إلي سيوة وعمل خادما للمسجد العتيق ومؤذنا وإماما له طيلة 60 عاما.

ورغم عدم حصوله علي شهادة رسمية، إلا أنه يحفظ القرآن بقرائتي"ورش وحفص" وهو صاحب خط ولا أروع، ولازال حتى اليوم رغم ضعف بصره وكبر سنه يصعد يوميًا سلالم جبل شالى ليُقيم الصلاة بمسجدها العتيق الذى يأتى إليه المصلين حُبًا في الصلاة خلف الشيخ عبدالله، وخاصة في صلاة التراويح وحلقات الذكر، ويحرص الشيخ الكبير علي إحياء سنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإمساكه لعصا من الزيتون، وهو يخطب علي المنبر.

لقد تعلقت قلوب الجميع بالمسجد العتيق، رغم تشييد 5 مساجد أخرى في الواحة، فالمسجد دائمًا عامرًا بالمصلين، خاصة في يوم الجمعة وشهر رمضان؛ إذ يحرص الكبار على اصطحاب أولادهم رفقتهم خلال أداء الصلاة.

في الماضي وقبل وصول الكهرباء إلى واحة سيوة، كان المصلين يضطرون إلى صعود الجبل وسط الظلام الأداء صلاتي المغرب والعشاء، يحكى الشيخ عبدالله:"كنا بنولع لمبة جاز عشان ننور في المسجد"، لم يمنعهم ذلك من حرصهم على الصلاة بالمسجد العتيق حتى وصول الكهرباء إلى الواحة عام 1985م، جميع أهل الواحة يرتاحون لصوت المؤذن ولخطبة الشيخ عبد الله، الذى يخطب بالمسجد منذ 58 عاما.

حتى عام ٢٠١٥ كان المسجد غير تابع لوزارة الأوقاف، وبعدما تم افتتاح المسجد بعد الترميم الأخير بحضور وزراء الآثار والأوقاف ومحافظ مطروح، توافق الناس على أن يظل الشيخ عبد الله إمامًا للمسجد.

يواظب الشيخ الثمانيني على الذهاب إلى المسجد يوميا على مدار 50 عاما، اعتاد فتحه في الصلوات الخمس قبل موعدها بساعة ثم المغادرة فور انتهاء الصلاة، لكن مع مرور الزمن وتقدم العمر وصعوبة الحركة أصبح يمكث في المسجد من العصرحتى العشاء، وفي رمضان من العاشرة صباحا وحتى صلاة التراويح، وحين يُسأل عن مشقة الصعود إلى المسجد، يقول الشيخ عبدالله:"ربنا بيقويني، المسجد هو أهم حاجة في حياتي، صعب أسيبه".

لا يقتصر المسجد على أداء الصلوات فقط، حيث تُقام فيه عدة مناسبات مختلفة على مدار العام، يقول الشيخ عبد الله:"نحيي ليالي للذكر في الإسراء والمعراج والمولد النبوي الشريف، حيث يزدحم أهالي سيوة داخل المكان، من جميع الأعمار، وتصدح أصوات المديح وذكر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، فيما توزع المأكولات والمشروبات؛ احتفالاً بتلك المناسبات الدينية".

لا يفرط أهالي سيوة في حضور تلك الطقوس التي لا تتكرر كثيرًا، فيما حرص الشيخ عبد الله منذ توليه الإمامة على عدم إغلاق المسجد قط حتى وقت الترميمات، فبينما كان يتم الإصلاح في مكان، كان الناس يؤدون الصلاة في مكان مجاور، يقول الشيخ عبد الله شول:"لا يجب أن يترك المسجد دون صلاة، حتى لما بسافر أو بغيب بسبب المرض لازم حد ينوب عني، لكن بيت الله يجب أن يظل مفتوحا".

الأثري عبد الله إبراهيم موسى

مدير منطقة آثار مرسى مطروح للآثار الغسلامية والقبطية

الشيخ عبد الله منصور إمام وخطيب المسجد العتيق بسيوة الشيخ عبد الله منصور إمام وخطيب المسجد العتيق بسيوة

الشيخ عبد الله منصور إمام وخطيب المسجد العتيق بسيوة الشيخ عبد الله منصور إمام وخطيب المسجد العتيق بسيوة

الشيخ عبد الله منصور إمام وخطيب المسجد العتيق بسيوة الشيخ عبد الله منصور إمام وخطيب المسجد العتيق بسيوة

االمسجد العتيق بواحة سيوة االمسجد العتيق بواحة سيوة

االمسجد العتيق بواحة سيوة االمسجد العتيق بواحة سيوة

االمسجد العتيق بواحة سيوة االمسجد العتيق بواحة سيوة

االمسجد العتيق بواحة سيوة االمسجد العتيق بواحة سيوة

االمسجد العتيق بواحة سيوة االمسجد العتيق بواحة سيوة

االمسجد العتيق بواحة سيوة االمسجد العتيق بواحة سيوة

االمسجد العتيق بواحة سيوة االمسجد العتيق بواحة سيوة

الأثري عبد الله إبراهيم موسى مع الشيخ عبد الله منصور الأثري عبد الله إبراهيم موسى مع الشيخ عبد الله منصور

تقارير ومتابعات

آخر الأخبار