لماذا لُقب الملك أمنحتب الثالث بـ«باشا مصر القديمة»؟| صور


لُقب الملك أمنحتب الثالث بـ «باشا الحضارة المصرية»؛ لأنه عاش عيشة رغد وبذخ ورفاهية نتيجة مجهودات أجداده، وأبرزهم تحتمس الثالث وأمنحتب الثانى الذين تركوا له أمبراطورية مترامية الأطراف، وهو تاسع ملوك الأسرة ١٨.
بدوره يقول الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار فى تصريح لـ"بوابة الأهرام"، إن أمنحتب الثالث حكم فى سن الثانية عشر لمدة ٣٨عاما ، وتوفى نتيجة مرض غامض فى سن الواحد والخمسين، وهو زوج الملكة "تي"، ووالد أمنحتب الرابع "أختاتون" وجد الفرعون الذهبي "توت عنج أمون"، وقد أكتشفت مقبرته رقم ٢٢ فى وادى الملوك عام ١٧٩٩م.
أما أشهر أثاره، فبقايا معبده فى كوم الحيتان فى البر الغربى بالأقصر، وأشهر ما بقى منه ما يُسمى "تمثالى ممنون"، وبعض بقايا التماثيل.
وعاشت مصر في عهد الملك أمنحتب الثالث حالة من الاسترخاء العسـكري، على الرغم من تلقُبه بـ "قاهـرالأسيويين"، وقد نعمت بالثراء والرفاهيـة، وتمثل ذلك في ازدهـار نمط السياسة المصرية التي تركزت في الزيجات السياسة بين الملك امنحتب الثالث وأميرات من بابل وميتاني، في حين كانت الإمبراطورية الخيتية في أوج قوتها العسكرية.
تمثال الملك امنحتب الثالث وزوجته الملكة تي بالمتحف المصري
أرشيف تل العمارنة
ويعكس ارشيف رسائل تل العمارنة العلاقات الدولية في عهد الملك أمنحتب الثالث، فتشير الرسالة التي أرسلها الملك الميتاني "توشراتا" إلى أمنحتب الثالث، إلى إنتصــار الملك الميتاني على خاتي وإرساله بعض الغنائم، وهي عربة وحصانان وأسير وأسيرة ويوضح هذا رغبة الملك الميتاني في التقرب من حليف قوي مثل مصر، ولم يتردد الملك البابلي كدشمان إنليل في مراسـلة ملك مصر أمنحتب الثالث، طلبًا لـوده كقوه عظمى، وسعيًا للتحالف في ظل المتغيرات الدولية
ويضيف شاكر، أن فى عصرنا عندما زار وزير الخارجية المصرى تركيا أعلن اعتزام مصر إهداء تركيا (نسخة) من تمثال للملك أمنحتب الثالث، لماذا؟، ربما لأن أمنحتب الثالث لم يكن ملكًا عاديًا، بل كان رجل سلام من طراز فريد، حتى قيل إنه لم يشارك في حملة طيلة عهده!!، وخلال حكمه قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة، كانت لأمنحتب الثالث علاقات مميزة مع بلاد الأناضول (تركيا حاليا) وبلاد الشام.
تمثال الملك امنحتب الثالث وزوجته الملكة تي بالمتحف المصري
أقام أمنحتب الثالث تحالفات من خلال الزواج حيث تزوج من بلاد الشام كثيرات، كما ارتبطت أسر ملكية من مصر ببلاد الأناضول لضمان الصداقة، وحماية الحدود
كان أمنحتب الثالث يرسل الهدايا والرسائل للملوك والحكام هناك، للتأكيد على الاحترام والمودة المتبادلة، كما جرت في عهده تبادلات تجارية كثيرة؛ فمصر كانت تستورد الأخشاب والمعادن النفيسة من هناك.
تزوج من الملكة (تى أو تيا) وأنجب منها الملك أمنحتب الرابع (إخناتون)، ومن المعروف عنه بأنه كان يعشق اللهو، وهذا مما لا شك فيه أثر على حياته العائلية والنفسية أيضا سواء بالنسبة لزوجته الملكة "تى" أو أبنه ووريث عرشه الأمير أمنحتب الرابع، والذى كان يسير على نهج أبيه في اللهو والمتعة قبل أن يتصوف ويدعو إلى عبادة الإله الواحد وينتقل إلى عاصمته الجديدة في المنيا، ويتسمى باسم "أخناتون".
تمثال الملك امنحتب الثالث
وقد تزوج أمنحتب الثالث كثيرا من الزيجات الدبلوماسية من أميرات أجانب، فقد تزوج بأخت ملك (ميتانى) وكانت مملكة في شمال سوريا، وكانت تدعى (جلوخبيا)، ثم طالب هذه المملكة بأن ترسل له بنات حسان وأجمل بنات المنطقة، وقيل أنهن بلغن ثلاثمائة فتاة، وكن عذارى أيضا من أجل متعته الشخصية.
وفى نقش يقول الملك بنفسه بأن هذا كان أسعد أيامه، وخلد هذه الذكرى في نقوش عديدة، فمثل هذه الأفعال من ناحية أخرى دفعته بإشراك ابنه ووريث عرشه أمنحتب الرابع معه في الحكم على الأقل 8 أو 12 عامًا وأُصيب بمرض غريب.
ورغم كثرة زيجاته سواء الأجنبية أو من المصريات فقد تزوج من أيزيس، ومن ست أمون التى أنجب منها ست أولاد، إلا أن أشهر زوجاته الملكة "تى" التى عاش معها أشهر قصص الحب، وكاد يفقد عرشه بسببها؛ لأنها لا تحمل الدماء الملكى فهى من عامة الشعب، إلا أنها كانت ابنة "يويا وتويا"، حيث كان أبيها مستشار زوجها الملك، وتويا مغنية الإلهة حتحور ورئيسة احتفالات كل من الإلهين مين وآمون.
تمثالا ممنون للملك أمنحتب الثالث
ويشير علماء كثر أن هذه العائلة كانت من إخميم بسوهاج، والبعض يقول أن العائلة لها جذور أجنبية، وهذا واضح من اسمائهما، ولقد تزوجها الملك أمنحتب الثالث في العام الثانى من حكمه، وعاصرت تى كل الأحداث منذ ولاية زوجها الملك حتى ولاية الكاهن أي الملك، ولها تمثال بنفس حجم زوجها من أضخم تماثيل الحضارة المصرية فى المتحف المصرى، توجد فى مواجهة الداخل مباشرة.
الجدير بالذكر أن بعثة الأتحاد الأرووبى العاملة في الموقع منذ سنوات، تمكنت من أعادة تجميع وأقامة عدد من التماثيل له أبرزها أخيرا تمثال من الألبستر جاوز 60 طنا، والذي تمت إقامته فى محافظة الأقصر، وهو تمثال من المرمر المصري، وقد جُلبت أحجاره من محاجر المنيا آنذاك للعاصمة طيبة.
























