الأحد، 14 ديسمبر 2025 12:03 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب النائب المستشار/ حسين أبو العطا

تقارير ومتابعات

بعد اكتشاف أكبر معابد الشمس بها..«أبو صير» بوابة مرور ملوك الأسرة الخامسة للعالم الآخر| صور

بوابة المصريين

كشفت البعثة الأثرية الإيطالية بمنطقة أبو غراب في أبوصير، برئاسة كل من الدكتور ماسيميليانو نوتسولو والدكتور روزانا بيريللي من جامعتي تورينو ونابولي، عن بقايا معبد الوادي للمجموعة الشمسية للملك "ني أوسر رع" من عصر الأسرة الخامسة، وذلك خلال أعمال الحفائر الجارية بالموقع، وذلك بعد رحلة طويلة من تحديد موقعه فى بدايات القرن العشرين ،وعدم التمكن من الكشف عنه؛ بسبب المياه الجوفية.

أبو صير.. مثوى ملوك الأسرة الخامسة

وتقع أبو صير التابعة لمركز البدرشين بمحافظة الجيزة، جنوب الجيزة وشمال سقارة، وهي واحدة من أكثر جبانات منف ثراءً، وهي تختلف عن "أبو صير بنا" التي تقع جنوب غرب سمنود بحوالي 6 كم، وأيضاً تختلف عن "أبو صير الملق" التي تقع شمال غرب بلدة أشمنت، وإلى الشمال من ميدوم بحوالي 15 كم وتتبع مركز الواسطي بمحافظة بني سويف.

تشتهر أبو صير بما تضمه من معابد الشمس لملوك الأسرة الخامسة، وأهرامات بعض ملوك هذه الأسرة، وجبانات من عصور مختلفة، وتمثل جزءًا من سلسلة الأهرامات التي تمتد جنوبًا من أهرامات الجيزة ثم تمر بأبو صير وسقارة ودهشور.

اكتشاف معابد الشمس في أبو صير

واستخدمت الأسرة الخامسة منطقة "أبو صير" بعد أن امتلأت منطقة الجيزة بمدافن وأهرامات الأسرة الرابعة، حيث تضم المنطقة أربعة أهرامات من الأسرة الخامسة بالإضافة لمعابد الشمس.

بدوره يقول الدكتور محمود حامد الحصري، أستاذ الآثار بجامعة الوادي الجديد لـ"بوابة الأهرام"، أن اسم أبو صير مشتق من (بو أوزير)، أي: مقر الإله أوزير، وفي القبطية: عرفت باسم "بوصيري" وتعني "بيت أو معبد أوزوريس" - وباليونانية: "بوصيريس" وبها "مدينة موتى" أو منطقة مدافن ترجع إلى عصر الدولة القديمة، تقع إلى شمال منطقة سقارة بعدة كيلومترات.

اكتشاف معابد الشمس في أبو صير

ويوضح الحصري، أنه تم اكتشاف أول معبد للشمس في نهاية القرن التاسع عشر، أول هذه المعابد التي تم اكتشافها كان للملك نيو سي رع، والثاني للملك أوسركاف، وقد تم بناء معابد الشمس على الضفة الغربية للنيل مثل الأهرامات، يبدو أن لكل معبد شمس ثلاثة أقسام رئيسية: أولاً يبدو أن هناك معبد الوادي الصغير ويقع بالقرب من قناة مائية أو موقع زراعة ؛ ثانياً، جسر قصير يؤدى إلى الصحراء من معبد الوادي الصغير المذكور سابقًا إلى هضبة الصحراء حيث يوجد الجزء الثالث والأهم وهو معبد الشمس، مضيفًا أن معبد نيوسي رع المكشوف بالقرب من قرية أبو غراب يحمل بقايا مثيرة للإعجاب، ولا سيما المذبح الرئيسي الذي يضم مذبحًا تم التضحية به جيدًا ويتألف من عدد من أجزاء المرمر.

اكتشاف معابد الشمس في أبو صير

بيان وزارة السياحة والآثار

وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أهمية هذا الكشف موضحاً إن هذا المعبد أحد معبدي الشمس المعروفين في مصر القديمة حتى الآن، كما أن البعثة نجحت لأول مرة في الكشف عن أكثر من نصف المعبد، حيث ظهر كمبنى ضخم تتجاوز مساحته 1000 متر مربع يتميز بتخطيط معماري فريد يجعله من أكبر وأبرز معابد الوادي في جبانة منف.

وأشار إلى أن عالم المصريات الألماني لودفيغ بورخارت كان قد حدّد موقع المعبد عام 1901، إلا أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية آنذاك حال دون تنفيذ حفائر به.

ومن جانبه، قال محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن الحفائر كشفت عن مدخل المعبد المغطى بطبقة كثيفة من طمي النيل بلغ ارتفاعها نحو 1.20 متر، بالإضافة إلى الأرضية الأصلية للمدخل، وقاعدة عمود من الحجر الجيري، وبقايا عمود دائري من الجرانيت يُرجّح أنه كان جزءًا من الرواق الرئيسي للمدخل.

كما تم الكشف عن أجزاء من الكسوة الحجرية الأصلية لجدران الممر بين بوابة المدخل والطريق الصاعد، وعدد من العناصر المعمارية التي وُجدت في مواقعها الأصلية بالمعبد، بما في ذلك أعتاب وأبواب من الجرانيت.

وفي سياق متصل، أشار الدكتور ماسيميليانو نوتسولو إلي أنه خلال موسم الحفائر السابق اكتشفت البعثة بوابة كاملة من حجر الكوارتزيت بحالة جيدة من الحفظ، إلى جانب بقايا درج داخلي كان يؤدي إلى السطح، في الجزء الشمالي الغربي للمعبد، وهو ما يرجّح وجود مدخل ثانوي.

وأضاف أن أعمال الحفائر الحالية كشفت أيضًا عن منحدر يُعتقد أنه كان يربط المعبد بالنيل أو أحد فروعه، وأن المؤشرات الأولية تؤكد امتداد المبنى شمالًا وفق الطراز المعماري لمجموعة معابد الأسرة الخامسة، ومنها معبد الوادي الخاص بهرم الملك "ساحورع" بأبوصير.

كما عثرت البعثة على مجموعة متميزة من اللقى الأثرية، من بينها قطعتان خشبيتان من لعبة "السنت" المصرية القديمة، والتي تشبه لعبة الشطرنج الحديث.

ومن جانبها، أشارت الدكتورة روزانا بيريللي إلى اكتشاف عتبة حجرية ضخمة منقوشة بنصوص هيروغليفية تتضمن تقويمًا للاحتفالات الدينية الخاصة بالمعبد، إضافة إلى ذكر اسم الملك "ني أوسر رع". كما عُثر على شظايا حجرية منقوشة من الحجر الجيري الأبيض الفاخر، إلى جانب كميات كبيرة من الفخار تعود لفترات زمنية تمتد من أواخر الدولة القديمة وحتى بدايات الدولة الوسطى، ويعود معظمها إلى عصر الانتقال الأول.

وتشير الدراسات الأولية أن المعبد، بعد انتهاء دوره كمكان للعبادة الملكية، تحول إلى منطقة سكنية صغيرة سكنها أهالي المنطقة خلال عصر الانتقال الأول، مما يوفر مصدرًا جديدًا لفهم الحياة اليومية لسكان منطقة منف خلال هذه الفترة قليلة التوثيق من تاريخ مصر القديم.

وتستعد البعثة لاستكمال أعمالها خلال المواسم القادمة لاستكشاف المزيد من عناصر هذا الموقع الأثري المهم وإزاحة الستار عن تفاصيل جديدة تضيف الكثير إلى فهم نشأة وتطور معابد الشمس في مصر القديمة.

تقارير ومتابعات

آخر الأخبار