الأربعاء، 24 أبريل 2024 12:05 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

الحراكى يكتب.. الوجه الأخر للحياة

نور الحراكي
نور الحراكي

كنت أري دائمًا أن حياة جميلة وطويلة وفي بعض الأحيان مملة، كنت لم أتجاوز الرابعة عشر من عمري ولكن لدي قناعة أن عقلي بالخامسة والعشرين حينما سمعت خبر وفاة خالتي وزوجها في حادث سيارة، وقتها بدت لي الكثير من الأسئلة عن الموت هل هو حقيقة؟! هل يستطيع أحد أن ينجى من موت؟ هل يستطيع انسان أن يٌخلد؟ وبدت رحلة نفسية مرضية لدي وهي فوبيا الموت واننى لا أريد الذهاب الي المدرسة لانني أريد الموت علي فراشي.

أخذتني والدتي الي كثير من الأطباء وبدأ ظهور أعراض غريبة علي جسدي، ألم في المعدة وارتجاع بالمرئ وغيره من الأمور التي كانت بسبب الخوف الزائد، الي أن استطعت تجاوز هذه المرحلة بالالتجاء بالله وفهم الكثير من الأمور الغيبة التي لم استطيع فهما، وبعد مرور عشرة سنوات توفي والدي ولم استطيع أن أراه، وذلك بسبب تواجدي ببلد وهو في بلد أخري، يومها حاولت أن أسافر لكي ألقي عليه النظرة الاخيرة، ولكنني لم استطيع وبعد مرور الوقت رجعت لي أعراض الحالة القديمة، وهي فوبيا الموت ولكنني قررت الانتصار علي هذه الحالة بالذهاب الي مكة المكرمة لفترة.

ورجعت للحياة مرة أخري ولكن كان يتراود لي من مرة الي أخري فكرة الموت، الي أن حان الوقت الحاسم وهو عندما واجهني الطبيب بأنني مريض بسرطان الدم ويجب عليّ العلاج السريع، وقتها شعرت ان النهاية قريبه وانني سوف أفارق الحياة عما قريب، ولكن استطعت الانتصار علي المرض بالايمان بالله وهو اصل الوجه الأخر للحياة، مع انتشار فيروس كورونا وترددي الدائم علي المستشفي لتلقي جرعات العلاج في سويسرا، في كل زيارة كنت أرى الكثير من الوفيات والكثير من المرضي علي أجهزة التنفس الصناعي، صراخ النساء وبكاء الأطفال، كنت أري كل شي وتسجل ذاكرتي الحسية كل ما رأيت.

حمد لله علي نعمة الحياة، وعلمت أن الحياة ما هي الا لحظة وذكري يمكن ان تنتهي سريعًا، تمنيت أن يعلم الطغاه والظالمين في هذه الأرض أن العمر قصيرًا جدًا، الي اصحاب الضغائن والفتن الحياة قصيرًا جدًا، لعلها عبره لمن يعتبر.

نور الحراكي الوجه الأخر للحياة

مقالات الرأي

آخر الأخبار