الجمعة، 29 مارس 2024 10:28 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

تهاني عناني تكتب.. العدو الحقيقي

بوابة المصريين

يلقي البعض منا كل ذنوبه على وساوس الشيطان، فهل كل ذنوبنا تأتي فقط بسبب وسوسته؟ إذا كان هذا صحيح، فالشيطان عندما عصى الله، من كان شيطانه؟ وحين رفض إبليس السجود لآدم فمن وسوس له؟.

ذكرت كلمة (نفس) في القرآن الكريم في آيات كثيرة، وهى كلمة في منتهى الخطورة، قال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (ق:16).

فنحن نؤمن بالله عز وجل، ونذكره ونصلي ونقرأ القرآن، ونتصدق.. وغيره، وبالرغم من ذلك نقع فى المعاصى والذنوب.. فلماذا؟.

السبب هو أننا تركنا العدو الحقيقى وركنا إلى عدو ضعيف، يقول الله تعالى(إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)(النساء:76).

فالعدو الحقيقي هو (النفس)، هي القنبلة الموقوتة، واللغم داخل الإنسان قال تعالى (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) (الاسراء:14)
وقوله(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ) (النازعات:40)
الآيات السابقه تدور حول كلمة (النفس)، فما هي النفس؟ يقول العلماء:- أن الآلهة التي كانت تعبد من دون الله (اللات، والعزى، ومناة، وسواع، وود، ويغوث، ويعوق، ونسرى) كل هذه الأصنام هدمت ما عدا إلـه مازال يعبد من دون الله.

قال تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ)(الجاثية:23).

ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغى لشرع ولا لوازع ديني، لذلك تجده يفعل ما يريد، يقول الإمام البصري في بردته:- "وخالف النفس والشيطان واعصيهُما"

وفي جريمة (قتل قابيل لأخيه هابيل) قال تعالى(فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ)(المائدة:30).

فعندما تسأل إنسانًا وقع في معصية ما، وبعد ذلك ندم وتاب، ما الذي دعاك لفعل هذا يقول:- أغواني الشيطان، وكلامه هذا يعني أن كل فعل محرم وراءه شيطان، فالسبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان، وإما من النفس الأمارة بالسوء، فالشيطان خطر.
ولكن النفس أخطر بكثييييييير..

فمدخل الشيطان على الإنسان هو النسيان فهو ينسيك الثواب والعقاب فتقع في المحظور قال تعالى(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوء)(يوسف:53).

فعندما نلهى عن ذكر الله هناك هرمون في الجسم يفرز خلايا على القلب، ومن ثم يكون غشاء عليه، يسمى( الران ) ويسبب اكتئاب حاد، وحزن، وضيق شديد قال تعالى(كلا بل ران على قلوبهم (المطففين:14).

فالنفس بطبعها تحب الملذّات والرّاحة، تريد أن تلهو كثيرًا، تشجعك لتتبع هواك، فكلّما طاوعناها، أصبحت (النفس الأمارة بالسوء)، وحينها سيزداد طمعها وجشعها ويصبح من الصعب التخلص منها.

اللَّهم إني أستهديك لأرشد أمري، وأعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان ياارحم الراحمين).

تهاني عناني العدو الحقيقي

مقالات الرأي

آخر الأخبار