هدى صالح تكتب .. أقسى دروس العلاقات: الغياب أصدق من ألف كلمة


هناك وجوه تدخل حياتك بلطف… كلمات تفتح بابًا للأمل، وملامح تلمح باهتمام، ثم فجأة تختفي كأن شيئًا لم يكن. هذا النوع من الرحيل يترك داخلك سؤالًا مؤلمًا: لماذا؟ لماذا أنا؟
ومهما اختلفت الحكايات، تظل الحقيقة واحدة: اللي يختفي من غير سبب… هو السبب نفسه.
أحيانًا يكون الاختفاء خوفًا من الالتزام.
يقترب ليشعر باهتمامك، لكنه يهرب أول ما العلاقة تطلب منه مسؤولية.
يرغب في القرب بلا رابط، وفي الحب بلا تبعات.
وهنا تذكّري يا إبنتي ! اللي عايزك… يلاقي ألف طريقة يقرب، واللي مش عايز… يلاقي ألف عذر يبعد.
فأحيانًا يدخل حياتك لأنه محتاج يشعر إنه محبوب.
يبحث عن نظرة تقدّم له ما ينقصه من الداخل، لكنه لا يملك القدرة على ردّ الحب أو استقباله.
فبمجرد ما يشبع من انتباهك… يختفي.
وكأنه يقول بلا كلام: مش كل قرب حب… ومش كل غياب خسارة.
وهناك من يدخل لعبة السيطرة.
يقربك، ثم يتركك تتعلّقين، ثم يختفي ليشعر بأنه الأقوى.
يعود عندما يشاء… ويرحل عندما يشاء.
لأنكِ بالنسبة له “تأثير”… لا علاقة.
وتذكري هنا: الوجود رسالة… والغياب جواب.
وقد يكون قلبه مشغولًا بغيرك.
أول ما غيرك يناديه… يتركك ويرجع.
كأنك محطة انتظار، لا وجهة نهائية.
ولازم تعرفي: مافيش حد بيختفي فجأة… بيختفي لما يكون وجوده أصلاً مؤقت.
وأحيانًا، نترك نسبة صغيرة جدًا لاحتمال الظرف الطارئ .
لكن الحقيقة تبقى واضحة:
99.9٪ من اللي يختفوا… عايشين عادي، بس مش عايزين يكونوا معاكي.
لا تجعلي نفسكِ مجرد وقت ضائع فمن لا يجدك وقته فهو لا يستحقك.
ثقي دائما بنفسك ..بكرامتك حافظي علي ما تبقي في داخلك من حب وارحلي بلا وداع .
ما ومين اللي يحب بجد؟
اللي يحب بجد… لا يعرف التمثيل ، ولا يعرف يختفي، ولا يقوى على التجاهل.
الحب الحقيقي يُرى قبل أن يُقال.
يبان في التفاصيل الصغيرة، في الأسئلة، في الاهتمام، في وجوده اللي يسبق حاجتك له.
فاللي يحبك…
يبقى ثابت.
يبقى واضح.
يبقى قريب.
لأنه ببساطة يؤمن بأن: من يحبك ما يختبر صبرك… بل يطمئن قلبك.
الحب الحقيقي مش كلمة… ولا وعود كبيرة.
الحب إحساس يدخل فجأة من غير ما يستأذن،
ويجعل قلبك يميل لشخص معين بدون سبب واضح.
ولو سألتِ نفسك: “ليه حبيته؟”
هتلاقي الإجابة الصادقة:
“معرفش… بس قلبي حبه .”
الحب الحقيقي ما بيحتاجش تفسير، ما يدخل بجزء ويترك جزء…
هو حضور كامل أو لا حضور على الإطلاق.
والقلب اللي يحب… يبذل، يفهم، يسند، يهتم، ويتواجد.
الخلاصة
لا تبحثي عن مبررات لغياب هو في ذاته تبرير.
ولا تلومي قلبك على حب لم يثمر… يكفي أنه أحب بصدق.
فالذي يختفي… لم يحب.
والذي يحب… لا يختفي.
والذي يحبك ..يتمني ثواني معاك فلن يتركك ليذهب لاخري فهذا دليل علي انه لم يحبك ولن يحبك انت فقط مجرد وقت لكسر الملل وحين يجد من يملاء وقته فلن يتذكرك.
اليكي يا أبنتي لا تعلقي قلبك مع من لم يقدره ومن لم يعرف قيمته فقلبك كنز لمن يقدره فقط واذا شعر قلبك ولو مره واحده بالانكسار معني ذلك إنك مع الشخص الخطأ
























