ا.د. خالد الشرقاوي يكتب: النظرة الرسمية والعلمية للتعليم التكنولوجي


لا أتفهم، صراحةً، وجهة نظر الدولة المصرية ومؤسساتها التعليمية العليا في التعامل مع خريجي التعليم التكنولوجي حتى الآن. وأود أن أسأل السيد الأستاذ الدكتور المحترم، معالي وزير التعليم العالي، والرجل الذي كان عميدًا في هندسة عين شمس يومًا ما: ما هو المسمى الرسمي لخريج الجامعات التكنولوجية الجديدة، أو كلية التكنولوجيا والتعليم بجامعة العاصمة (حلوان سابقًا)؟
هل يُسمّى "تكنولوجي"؟ وما طبيعة عمله بعد التخرج؟ وما هي النقابة التي ينتمي إليها؟
بالله عليكم؛ هذا الطالب في هذه الجامعات يدرس الكثير من المواد العلمية التي يدرسها طالب الهندسة، وبنفس القدر من التعمق تقريبًا، بل ويزيد عليها بدراسة التطبيقات العملية لهذه المواد بدرجة أكبر مما يتم تدريسه داخل كلية الهندسة. ويتعلم كيف يستفيد من هذه التطبيقات داخل معامل الحاسب الآلي وداخل الورش. وقد أصبحت الجامعات التكنولوجية تمتلك عدة تخصصات مثل الطاقة، والميكاترونيك، والحاسب، والأطراف الصناعية، والبترول، وغيرها. كما باتت تجذب إليها خيرة أعضاء هيئة التدريس في مصر، سواء بنظام التعيين أو الإعارة (وأنا واحد منهم وفي منصب قيادي، أي أن كلامي عن تجربة ورؤية)، أو بنظام الندب، بالإضافة إلى العشرات من المعيدين ذوي الكفاءة من الجامعات المصرية المختلفة.
إن النداء الآن موجَّه إلى الدولة المصرية، ممثلة في وزارة التعليم العالي والمجلس التكنولوجي: ماذا ينقص هؤلاء الطلبة ليتم الاعتراف بهم مهندسين تكنولوجيين، ويكون هذا هو مسماهم الرسمي باحترام، ويُذكر في شهادة تخرجهم؟
ومن بعد هذا النداء، نداء آخر إلى نقابة المهندسين؛ أن يكون لهؤلاء نصيب في عضوية النقابة، وأن يُذكر داخل كارنيه العضوية أنه "مهندس تكنولوجي"، ويتمتع بكافة المميزات والخدمات المختلفة التي توفرها النقابة.
وأجزم أن هذا سيُحدث فارقًا كبيرًا في نفوس هؤلاء الطلاب، وسيرفع من مستوى اهتمامهم بالتعليم. كما ستجد إدارات الجامعات التكنولوجية، بعد هذا الاعتراف، مبررًا موضوعيًا لإجراء اختبارات قدرات قبل التحاق الطلبة، حتى لا تُقبل إلا الكفاءات التي تستحق
























