شيماء خيري تكتب: الابن ليس سندًا.. وهمُ السندِ الموروث!


في مجتمعاتنا إعتدنا فكرة الإبن سند، تورث هذه الفكرة من جيل لجيل كأنها حقيقة مطلقة غير قابلة للشك أو النقاش، نلاحظ إقبال ورغبة الأسر في إنجاب الذكور ليس بأي دافع غير دافع الأمان المستقبلي وكأنه سوف يأتي ويولد بعقد الأمان المستقبلي وضمان حتي الكبر، لكننا في الواقع نجد شيئًا آخر، نجد الإبن ليس دائمًا سند، بالعكس أحيانًا يكون عبء نفسى أو خيبة أمل.
"الطفوله المؤجله والحب مقابل الواجب"
منذ لحظه الولادة يلقى على عاتق الطفل توقعات غير واقعيى، فقد يجبر على تأجيل طفولته، فيعيش طفولته على استحياء محاولًا تلبية توقعات الوالدين، فقد لا يختار اللعب ولا يتعلم بحرية، حين ينظر للابن كسند، يحرم من الضعف الطبيعي، التعب، والخطأ، ويزرع فيه الاعتقاد بأن أي فشل شخصي سيؤثر على أمان العائلة، ما يعيق نموه النفسي والاجتماعي، كل ذلك يترك أثر نفسي تراكمي طويل المدى، كل هذه الأعباء تسلبه طفولته وتحمله ذنب اذا لم يستطيع تلبية هذه المتطلبات.
عندما تتحول العلاقة بين الأبناء والأهل إلى معادلة مشروطة، فالحب بينهما مرتبط بالآداء وولاء وعطاء الأبناء لوالديهم، ذلك الذي يخلق شعورًا عند الأبناء أن قيمتهم مرتبطة فيما يقدمونه.
"الأمومة والرهان العاطفي"
الأم هي من يتأثر أكثر إذا ارتبط أمانها النفسي بالإبن، وقد يزداد الأمر ألم وصدمة حين تكتشف أنه خذلان مؤلم عندما لا يلبي الإبن التوقعات والأحلام إذا إنشغل بحياته الخاصة، فهي تعتبر كل تقصير وتعتبره فشل في التربية، الأمر الذي يصل بها أحيانًا أن تندم على الخلف من الأساس.
"كذبة السند"
وهم السند فكرة متوارثة بين الأجيال، نكبر ونحن نعلم أن الإبن هو سند العائلة، وأن وجوده أمان خصوصًا الذكر "الولد" والفكرة السائدة أنه الأكثر أمانًا وسندًا، بينما تهمش البنات وينظر لهم كعبء، الأبناء الذين يحملون أدوار السند قد يعيشون دورًا خفيًا لا يعمله أحد، فهذه الفكرة ما هي إلا ضغط على الطرفين سواء الإبن أو الوالدين.
في النهاية، الأبناء ليسوا سندا بالفطرة، ولا ضمانًا للمستقبل، السند الحقيقي يبنى داخل العلاقة، بالحب غير المشروط، وبمساحة آمنة تسمح للضعف قبل القوة، حين نربّي أبناءنا ليكونوا أصحاء نفسيًا، يأتي الدعم وحده… دون طلب أو ضغط.
الابن ليس سندًا، والبنت ليست عبئًا، هذه مجرد أوهام اجتماعية صنعناها لنطمئن خوفنا من الوحدة، الأمان لا يورث، ولا يُنجب، بل يصنع بعلاقات إنسانية سليمة، تحترم الإنسان قبل الدور.
























