الجمعة، 28 نوفمبر 2025 10:21 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب النائب المستشار/ حسين أبو العطا

مقالات الرأي

هدى صالح تكتب .. دور تقدير الرؤساء في تعزيز قيمة الموظف وزيادة إنتاجيته

بوابة المصريين

يُعدّ تقدير الموظفين أحد أبرز العناصر التي تسهم في بناء بيئة عمل إيجابية وفعّالة داخل المؤسسات الحديثة. فالشعور بالتقدير ليس مجرد مكافأة معنوية، بل هو حاجة أساسية تدفع الموظف للإبداع، وتمنحه إحساسًا عميقًا بالقيمة والانتماء. عندما يدرك الموظف أن جهوده مرئية ومحل احترام من قِبل رؤسائه، ينعكس ذلك بشكل مباشر على أدائه وإنتاجيته وتفاعله اليومي مع العمل.

التقدير… لغة تأثيرها أقوى من أي حافز مادي

قد يظن البعض أن الحافز المادي هو الوسيلة الأقوى لتحفيز الموظفين، إلا أن الدراسات والخبرات العملية تُثبت أن التقدير المعنوي له أثر طويل المدى وأكثر تأثيرًا. فكلمة شكر صادقة، أو إطراء في اجتماع، أو رسالة تقدير قصيرة قد تغيّر شعور الموظف تجاه عمله بالكامل، وتُشعره بأن جهده لم يذهب سدى.

نماذج واقعية تعكس قوة التقدير

في أحد أقسام خدمة العملاء، كان أحد الموظفين يؤدي عمله بإخلاص رغم ضغط المكالمات اليومية. لاحظ مديره هذا الجهد، فقام بتوجيه رسالة شكر أمام الفريق، مؤكدًا أن صبره ومهارته في التعامل مع العملاء ساهمت في تحسين تقييم القسم. هذه الإشادة البسيطة رفعت من معنويات الموظف بشكل كبير، ودفعت الآخرين إلى بذل المزيد من الجهد، وهو ما انعكس على جودة الخدمة بالكامل.

وفي مثال آخر، نجح فريق في إحدى الشركات في إنهاء مشروع معقد قبل الموعد المحدد. احتفل المدير بجهود الفريق في اجتماع رسمي، وقدم شهادات تقدير رمزية لكل عضو. هذا الموقف عزّز روح العمل الجماعي، ورفع مستوى الثقة بين الإدارة والموظفين، ما أدى لاحقًا إلى زيادة سرعة إنجاز المشاريع وتحسن التعاون الداخلي.

أشكال التقدير ليست واحدة

لا يقتصر التقدير على الكلمات فحسب؛ إذ يمكن أن يأخذ صورًا متعددة، مثل:

• منح الموظف فرص تدريب جديدة.

• إسناد مهام أكبر تثبت الثقة في قدراته.

• تقديم مكافآت رمزية أو معنوية.

• إتاحة مساحة أكبر للتعبير عن الأفكار والمشاركة في اتخاذ القرارات.

هذه المبادرات البسيطة تُشعر الموظف بأنه عنصر أساسي في المؤسسة، وليست مجرد رقم وظيفي.

أثر التقدير على الإنتاجية وحب العمل

عندما يشعر الموظف بقيمته، يصبح أكثر التزامًا، وأعلى إنتاجية، وأكثر رغبة في تقديم أداء متميز. كما يميل الموظفون المُقدَّرون إلى البقاء لفترات أطول في المؤسسة، مما يقلل من معدل الدوران الوظيفي ويُسهم في استقرار بيئة العمل ونجاحها.

خاتمة

إن تقدير الموظفين ليس مجرد ممارسة إدارية، بل هو ثقافة يجب أن تتبناها المؤسسات الحديثة. فالقائد الناجح هو من يعرف كيف يُعزّز روح فريقه، ويُشعر كل فرد بأنه جزء مهم من منظومة النجاح. ومع استمرار التقدير، تستمر الإنتاجية، ويزدهر العمل، ويكبر تأثير المؤسسة في مجتمعها

مقالات الرأي

آخر الأخبار