الإثنين، 8 ديسمبر 2025 09:20 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب النائب المستشار/ حسين أبو العطا

مقالات الرأي

هشام بيومي يكتب: اطفالنا تحت القصف!!

بوابة المصريين

«إبني كان في مدرسة دولية في زايد… فوجئت إنهم بيدرسوا إن مصر لم تنتصر في حرب أكتوبر… وإن ربنا وعد أحفاد إبراهيم بإقامة دولتهم من النيل إلى الفرات… ولقيت ابني بيلقي شعر بيمجد في إسرائيل… والبنات لابسين فساتين أزرق في أبيض زي العلم… جن جنوني… ورحت وقلبت الدنيا…».
هذا ليس مشهدًا من فيلم سياسي، ولا جزءًا من رواية خيالية سوداوية… بل واقعة حقيقية روتها على الملأ الفنانة المعتزلة عبير الشرقاوي. واقعة تكشف حجم الكارثة التي تجري تحت سقف بعض المدارس الدولية؛ تلك المؤسسات التي يُفترض أن تُعَلّم أبناءنا، فإذا بها تُعيد صياغة عقولهم وهويتهم.
ما الذي يحدث داخل بعض هذه المدارس؟
وأين الرقابة؟
ولماذا يتم استهداف وعي أطفالنا قبل أن تنبت فيهم جذور الهوية؟
أولًا: حين يتحول الفصل المدرسي إلى غرفة غسيل أدمغة
أن يُدرَّس لطفل مصري أن «مصر لم تنتصر في حرب أكتوبر» ليس خطأ أكاديميًا… إنه جريمة وعي.
إن يُزرع في عقل طفل أن «إسرائيل من النيل إلى الفرات وعد إلهي» ليس منهجًا… بل رسالة مدسوسة.
وأن تُرتدى الفتيات أزياء بألوان علم دولة ما تزال في حالة صراع مع منطقتنا… فهذا ليس فنًا… بل رمز سياسي موجه.
إنها ليست حوادث فردية. إنها نمط يتكرر.
نمط يشير إلى أن بعض المدارس الدولية تعمل خارج الرقابة، وخارج حدود المسؤولية، بل وربما خارج حدود الانتماء.
ثانيًا: الغياب الكامل للرقابة… ووجود كامل للمال
كثير من المدارس الدولية تعمل كـ"جزر مستقلة"؛
قواعدها… مناهجها… موظفوها… تصرفاتها…
ولا رقيب إلا ميزانياتها الهائلة التي تُسكت الألسنة كما قالت الراوية في شهادتها.
المال يشتري الصمت…
لكن لا يشتري الضمير.
ولا يشتري تاريخًا كُتِب بدماء شهداء 1973.
ولا يشتري انتماء طفل يتشكل وجدانه اليوم ليكون مواطن الغد.
ثالثًا: الاعتداء ليس جسديًا فقط… بل فكريًا وثقافيًا ودينيًا
الاعتداءات في بعض المدارس الدولية ليست فقط فضائح التحرش أو الإساءة الجسدية…
بل هناك اعتداء أخطر وأكثر خفاءً:
الاعتداء على الهوية.
حين تُقنع طفلًا أن نصر بلده «خرافة»،
وحين تُقدّم له تاريخًا مقلوبًا،
وحين تُجمّل له صورة عدو سياسي،
فأنت ترتكب أسوأ أنواع العنف:
تقتل داخله الانتماء قبل أن يكتمل نضجه.
رابعًا: وزارة التعليم… أين أنتِ؟
كيف تُعطى مدارس تراخيص دون متابعة؟
كيف تُوضع مناهج سياسية ودينية دون مراجعة؟
كيف يسمح لأي جهة أجنبية بأن تبث رسائل مباشرة داخل فصول أطفال مصريين؟
هذا ليس «تعليمًا دوليًا»…
هذا اختراق ثقافي ممنهج.
الدول القوية تفتح أبواب التعليم العالمي،
لكنها لا تسمح لأي مؤسسة أن تعبث بتاريخها أو قيمها.
لماذا يحدث هذا عندنا؟
خامسًا: رسالة إلى أولياء الأمور
أطفالكم ليسوا «زبائن» في مؤسسة تجارية…
أطفالكم مشروع وطن.
راقبوا المناهج.
اقرأوا الكتب.
اسألوا عن الأنشطة.
تأكدوا من المحتوى الفني والثقافي.
لا تتركوا أبناءكم معروضين أمام أجندات لا تعرفون مصادرها.
إن أخطر ما قد يُسلب من طفل ليس المال… بل الهوية.

كلمة أخيرة: مصر أقوى من هذه الألعاب… لكن الصمت خيانة
أعداؤنا لم يعودوا يدخلون بالدبابات…
بل بمناهج ملونة… وكتب "دولية"… ومسرحيات "لطيفة"…
وفساتين بريئة بألوان غير بريئة.
مصر التي أسقطت أساطير 1973
لن يعجزها أن تُسقط محاولات اختراق تعليمية بائسة.
لكن ذلك لن يحدث إلا إذا تكلم الناس…
وقفوا…
وواجهوا…
ورفضوا.
فالصمت هنا ليس حيادًا…
الصمت خيانة.

مقالات الرأي

آخر الأخبار