السبت، 27 ديسمبر 2025 07:12 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب النائب المستشار/ حسين أبو العطا

مقالات الرأي

هدى صالح تكتب .. عندما لا ينفع الندم

هدى صالح
هدى صالح

في مجتمعٍ سريع الإيقاع مثل مجتمعنا، ينشغل الإنسان بتدبير المعيشة، ومواجهة الضغوط اليومية، حتى يمر العمر دون أن ينتبه لما يضيع منه. وعند لحظات الصدق الأخيرة، يكتشف كثيرون أن ما أرهقهم لم يكن دائمًا هو ما يستحق، وأن الندم الحقيقي لا يتعلق بما فاتهم من مال، بل بما أهملوه من معنى. ومن أبرز خمس أمور يندم عليها الفرد:-

أولًا: عمر بلا هدف واضح
كثير من الناس يعيشون وفق ما تفرضه الظروف، لا ما يختارونه عن وعي. يمضون سنوات طويلة في العمل والالتزامات، دون سؤال جوهري عن القيمة الحقيقية لما يفعلون، فيتحول العمر إلى سباق مرهق بلا بوصلة.

ثانيًا: خسارة العلاقات الإنسانية
في زحام الحياة، تتآكل العلاقات بهدوء. خلافات تتراكم، وقطيعة تطول، وكلمات قاسية تُقال بلا تفكير. وعند النهاية، يدرك الإنسان أن الأهل والأصدقاء كانوا السند الحقيقي، وأن التقصير في حقهم كان خسارة لا تعوَّض.

ثالثًا: الخوف الذي قتل الأحلام
كم من حلم تراجع أمام الخوف من الفشل أو نظرة الناس؟ اختار كثيرون الطريق الآمن، لا الطريق الذي يشبههم، ثم اكتشفوا متأخرين أن الشجاعة المؤجلة ثمنها عمر كامل.

رابعًا: اللهاث وراء الماديات
السعي لتحسين مستوى المعيشة حق مشروع، لكن تحوله إلى هاجس دائم يسلب الإنسان راحته. ومع ضعف الجسد، تتضح الحقيقة: الطمأنينة لا تُشترى، والرضا لا يأتي مع الأرقام.

خامسًا: تأجيل الإصلاح والتغيير
يؤجل البعض الاعتذار، والتصالح مع النفس، وفعل الخير، ظنًا أن الفرصة لا تزال قائمة. لكن الزمن لا يمنح إشعارات أخيرة، وعندما تنتهي المهلة، يصبح الندم هو الصوت الوحيد.

في الختام
هذا المقال ليس دعوة للتشاؤم، بل للتأمل. فالحياة في جوهرها فرصة، ومن يدرك ذلك مبكرًا، يستطيع أن يصنع عمرًا لا يحتاج فيه إلى الاعتذار عند نهايته.

مقالات الرأي

آخر الأخبار