السبت، 20 أبريل 2024 02:54 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

سهير منير تكتب.. ”ولاء“

الكاتبة سهير منير
الكاتبة سهير منير

ما أعظمك وما أبهاك.. إذا وجدت في زمان أسرنا الهناء.. ولو تهت من خلده أصابنا الشقاء، فيك تتيسر الصعاب؛ ويزين بالضياء الضباب، وبك يرتعش القلب دفئا؛ ويهزم إعصار فراق الأحبة على خطاك حتى نصل لدربهم فتتعانق الأرواح ولا ترى السراب.. فسحقًا لحياة غبت عنها حتى ولو طال العمر بالأحباب والأصحاب.

الولاء.. متاع المهمومين.. وجبر المنكسرين.. وزاد العاشقين.. يا أيها الولاء.. إذا سكنت الأفئدة ارتقت وسكنت وسجدت وسمت وسعت.. فأول درب الولاء لله وآخره لله.. فإذا حرم منك من تاه عن الدرب واستكان لنزعاته وسوءاته ورغباته واطماعه فستجنى المجتمعات الشتات.. وتستيقظ على الفاجعات، وهذا رأيناه في حادث مأساوي منذ أيام كان صاحبه الدكتور ولاء الصيدلي الذي سمعنا به والإنسانية عن حادث مقتله، فقد توفي إثر وقوعه من الدور الخامس، فإذا بالصاعقة عبر وسائل الإعلام جميعها تثير الحادث.

الموت حق، لكن الغدر خبث قاحل، فما بالنا بالقتل غدرًا، فلا مبررات ولا تبريرات لما حرم الله إلا بالحق، فقال تعالى، بسم الله الرحمن الرحيم "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" صدق الله العظيم.

فمراتب الحق مشهودة ورتب الباطل مزهوقة، فما ذنب الدكتور ولاء أن يلقى به كما سمعنا عبر وسائل الإعلام، أن يموت بتلك البشاعة على يد أناس قد خلت قلوبهم ودروبهم من ولاء الإيمان، وسمحت لهم ضمائرهم الخربة، لن يزهقوا روح أبو حفيدهم، بل ارتضت الأم أن تقتل أبو ابنها حتى وإن كان طليقها بل أثير وللاسف الشديد أنها ما زالت زوجة للفقيد، فرحمة من الله على هذا الفقيد ونحسبه شهيدًا.

فليت رحيلك يا دكتور ولاء أن يصبح نقطة لوقوف كل فرد مع ذاته ويثقل معيار الولاء لديها ويعلم أنه لآلىء لا ينتهي بريقها أبدًا حتى بعد الرحيل، فقد ترك ذاك الدكتور طفلًا، كما قيل إنه شاهد اثبات على ما قد حدث لأبيه وما قد لاقاه قبل وفاته.

وفي اعتقادي أن هذا الطفل حركه الولاء لرصيد تركه له أبوه من الحب والإحسان، فعبر الصور التى انتشرت، تبوح صور الأب مع ابنه بكل مفردات الطمأنينة والوئام حتى فاض الابن بما رآه بالكلام ليحدث به المسؤولين عن التحقيقات، فما أعظمك يا إلهي، فقد قلت، "هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ"، فقد قدم ولاء الولاء لابنه فسيجىء حقه بولاء ابنه له.

فيا أيها الآباء، علموا أولادكم واكسبوهم الولاء حتى بالعناء، ويا كل مسؤول أد رسالتك بالولاء سيكون السخاء وإعلم أنه مهما كانت مهمتك شاقة فقد اختارك الله لها فبقدر ولائك لها سيجازيك الأجر، فقد قال فى كتابه العزيز
"وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ"، صدق الله العظيم.

ويا كل مواطن في درب الوطن الغالي مهما كابدت رحلتك الحياتية فاجعلها مكللة بالولاء فإنه سجية النبلاء وسريرة الأوفياء وابعث به رحماتك ودعواتك للدكتور ولاء.

مقالات الرأي