قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وذكرٍ لله).. (صحيح مسلم).
أيام التشريق:- هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، وفي الحديث يقول صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هي (أيَّامُ أكْلٍ وشُربٍ)، فليأكل الناس ويشربوا،و يذكروا الله ويدعوه ويشكروه على ما رزقهم وعلى ما هداهم.
ونهى صلى الله عليه وسلم عن صيام أيام التشريق، فقد جاء عن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم، أنهما قالا (لم يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشرِيقِ أنْ يُصَمْنَ إلَّا لِمَن لم يَجِدِ الهَدْيَ) (صحيح البخاري)، أي: إلا لحاج مُتمتِّع أو قارِن لم يَقدِر على هَدي النُّسُك، وهذا من التوسيع على الناس.
وفي النهي عن صيام هذه الأيام رحمة بالعباد، فالله تعالى يعلم ما يلاقيه الوافدون إلى بيته من مشاق السفر، وتعب الإحرام، وجهاد النفوس على قضاء المناسك، فشرع لهم الاستراحة عقب ذلك بالإقامة بمِنى يوم النحر وثلاثة أيام بعده، وأمرهم بالأكل فيها من لحوم الأضاحي، فهم في ضيافة الرحمن، لطفًا منه عز وجل بهم ورحمة، وشاركهم في ذلك أهل الأمْصار، لأنهم شاركوهم في الاجتهاد لله تعالى، في عشر ذي الحجة بالصوم والذكر، العبادات، والتقربِ إلى الله بإراقة دماء الأضاحي، للحصول على المغفرة، فاشترك الجميع في الراحة بالأكل والشرب، فصار المسلمون كلهم في ضيافة الرحمن في هذه الأيام، يأكلون من رزقه، ويشكرونه على فضله.