الثلاثاء، 23 أبريل 2024 08:08 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

هشام بيومي يكتب.. السجينان

بوابة المصريين

عندما يكون التفكير واضحًا يصبح لدينا القدرة علي اتخاذ القرار الصحيح والسليم. وفن التعامل مع كل مشكلة تواجهنا ورؤية كل المواضيع بالشكل السليم، الحفاظ علي التفكير يجب أن يكون بطريقة صحيحة عندما نكون واقعين ونضع كل أمر في نصابه، ويجب أن نتجنب أي أمر قد يضلل تفكيرنا الصحيح، لا بد من عدم التسرع في الحكم علي الأشياء، خاصة إذا كان مبنيا على افتراض غير علمي، عدم تجاهل المعلومات عند تحليل أي موضوع لاتخاذ قرار معين، وأيضًا عدم إخفاء أي معلومة قد تساعد في إيضاح التحليل المنطقي.

لا بد من استخدام الأساليب العلمية في التحليل المنطقي لاتخاذ القرار السليم، عدم التسرع في التفكير وأخذ وقت في ترتيب الأشياء والتروي والدقة في اتخاذ القرار. استشارة الآخرين والسماع إلى أي رأي آخر يساعد علي التفكير بطريقة صحيحة.

عرض الموضوع يحتاج إلى مهارة ودقة وإبداع حتى ناثر في الآخرين، ونأخذ كل الحذر من الكذب والخداع، وتعلم أن تقيم الأمر يحتاج إلى عقل متفتح.
عليك أن تعرف ظروفك وأن تعمل على تبديلها بدلا من الخضوع إليها، عندها سوف يغمرك شعور من السعادة والرضا بالنفس، عليك أن تثق في نفسك وفي قدراتك حتى تستطيع تحقيق أهدافك، كون صورة إيجابية ذهنية عن نفسك كرجل ناجح واعمل تقديرا حقيقيا لقدراتك وارفعه 20٪.

المليء عقلك بالأفكار الإيجابية والسلام النفسي والاجتماعي، فهذا كفيل بخلق قوة دفع جبارة.

علم النفس والاجتماع والعلوم السياسية مكرسة لدراسة السلوك البشري، وفي كثير من الحالات التعامل مع الأشخاص فرادى لفهم سلوك الفرد وتفكيره.

في نظرية الألعاب للعالم جون نيومان يشرح كيف يتم اتخاذ القرار، يفترض أن الأفراد عقلانيون ولهم أهداف واستراتيجية متاحة لمتابعة هذه الأهداف. في معضلة السجينين وهي اللعبة الأكثر شهرة، تدور القصة حول القبض على فردين من إحدى العصابات، يعلم المدعي العام أنهما مذنبان في جريمة، لكن لا يستطيع أن يتهم أيا منهما إلا إذا اعترف أحدهما، وضع كل متهم في زنزانة منفصلة وعرض عليهما الصفقة التالية.

إذا اعترف علي شريكك سوف يطلق سراحك ويحكم عليه بقضاء ست سنوات في السجن، وإذا اعترفتما أنتما الاثنان فسوف تثبت أدانتكما ويحكم عليكم بثلاث سنوات سجن وإذا لم يعترف أي منكما فسوف يحكم عليكما بالسجن سنة واحدة، ما هو أفضل قرار؟ الاعتراف ولا يعترف الآخر ويطلق سراحه، أو عدم الاعتراف كليهما، وارد أن يكون في اتصالات خفية داخل السجن لا يعلم عنها المدعي العام ومن الممكن أن يتفق السجينان علي عدم الاعتراف، لكن في عالم الجريمة والعصابات لا تضمن أحدا، الخيانة واردة على كل ناصية، ولا يضمن السجين الأول غدرا شريكه وبالتالي يلجأ إلى اختيار الخيانة قبل أن يتعرض الغدر. اختيار الاعتراف هو الأقرب لكلا الطرفين، أما إطلاق السراح أو السجن مدة وسط.

التحليل المنطقي لمعضلة السجينين يدرب علي التفكير واتخاذ القرار السليم، مهارة التحليل العلمي والعقلانية يعطي الفرد القدرة اتخاذ القرارات الصحيحة، هذا ما يحتاجه كل فرد منا في حياته العملية.

هشام بيومي السجينان

مقالات الرأي

آخر الأخبار