من يمسك بيدك هم كثيرون، ففي مقتبل حياتك تمسك بيد أمك الحنون، التي من خلالها تتعرف على الكون، والتي بيدها تشعر بقوة وفتون، متبسما لما تراه محدقة فيه العيون، ثم ما تلبث أن تمسك بيد أبيك، التي لطالما تساندك وتبنيك، لطالما تسعدك وتغنيك، لطالما تحرصك وتحميك، لطالما تكد وتتعب لتوفر لك ما يليق.. فما أجمل أن تحسن اختيار اليد التي تستحق أن تتعلق بها وتستطيع أن تمسكك بقوة؛ كي لا تسقط ويطاح بك.

وما أشد حاجتنا اليوم لليد الحنون القوية الفتية الأبية، التي من خلالها تتماسك وتتجمع أمتنا العربية؛ فيعود مجدها، سنينها الماضية، حين كنا، نتغنى بالحضارة العربية، منيرين ظلمة أوروبا الحالية، التي باتت تبث في نفوس بنينا احتقار اللغة العربية، إذ بات، اليوم التحضر هو التحدث بالإنجليزية أو مثيلاتها من اللغات الغربية باعتبار أن ذلك تقدمٌ وعالمية، وهذا حقا يدعو للسخرية، في زمن باتت فيه الكلمة حيية متى نطقت بالعربية، وهذا هو ما يريدونه لضياع الهوية وخسارة القضية وإبادة أمتنا العربية؛ وبذلك يتسنى لهم، ممارسة ما يطمحون له من استرقاق وعبودية للمجتمعات والأراضي العربية في وقت غفل أو تغافل القادة والمنوط بهم الأمر، عن المحاولات التي لا تنتهي لمحو الهوية.

فحقا الوضع صعب لكن ما زال قابلا، للعلاج، وذلك عن طريق البث في نفوس بنينا مكانة اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، ولهجة سيد المرسلين سيدنا محمد الكامل المكمل الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

فمتى تماسك العرب بأيديهم ومتى اعتزوا بلغتهم العربية؛ حُل جزء كبير من مشاكلهم، وبات حل باقي المشاكل أمرًا حتمي الحدوث لا محالة!.