الأحد، 14 ديسمبر 2025 02:21 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب النائب المستشار/ حسين أبو العطا

مقالات الرأي

ولاء مدبولي تكتب.. تلك الليلة

ولاء مدبولي
ولاء مدبولي

لو أننا نعلم ما بداخل نفوس كل من حولنا، لأصبحت الوحدة خير رفيق .. الجحيم هم الآخرون.

يوم الخميس الساعة 12:15 صباحا
الثاني من ديسمبر 2020 م
ليلة قارسة البرودة، شارع فاضي
كنت باخد نفسي بالعافيه لابسه جاكت اسود، ايدي ف جيبي من البرد، ماشية بسرعة، بتلفت حواليا وأنا خايفه اوي.
لقيت سوبر ماركت قدامي اخيرا
دخلت طلبت منه اعمل مكالمة تليفون واديته كل الفلوس اللي لقيتها في جيبي وأنا ايدي بتترعش.
الو يا (ممدوح) الحقني .....( ببكاء بعد نفس عميق)
قلتلك بلاش .

ليلة الثاني من ديسمبر 2019
داخل بيت ممدوح ويمني
بوجود الاقارب والاصدقاء وحفل عيد ميلاد (يمني)
اجواء مبهجة .
الجميع :
Happy Birthday to You

cha, cha, cha

Happy Birthday to You

cha, cha, cha

Happy Birthday (yomna)

Happy Birthday to You.

الزوج (ممدوح) يركع أمام الجميع مقدما هديته لزوجته قائلا: النهاردة عيد جوازنا التاسع وعيد ميلاد حبيبتي وصحبتي وعشرة عمري أحلا وأطيب زوجة في الدنيا (يمني) .
بدموع الفرحة تستقبل (يمني) هديتها ويتعانقان أمام الجميع مع التصفيق.
بنظرات مليئة بالغيرة وابتسامة صفراء يقدم كل من
صديقتها (يارا) هديتها .
قائلة:
كل سنه وانتي طيبة يا (يمني)وربنا يخليكم لبعض، ويكرمكم بنونو يطفشكم في حياتكم زينا كدا(مشيرة لابنها (آدم) خمسة سنوات)
يمني:( بأرتباك وعيون لامعة بحزن) تسلميلي يا صحبتي وهو في احلا من( آدومه) بزمتك (تحضنه بحب) .
عزت : زوج يارا وأصدقاء كل من (يارا وممدوح وعزت ويمني ) في العمل داخل المستشفي.
يقدم هديته سريعا ليمني : كل سنه وانتي طيبة يا دكتورة (يمني) ... ويضع يده علي كتف صديقه قائلا (ربنا يكرمكم بالذرية الصالحة يا دكتور).
يمني: شكرا يا دكتور عزت .
ممدوح : تعيش يا أبو الصحاب .
رامي: (اخو يمني الوحيد والاصغر) (يبدو عليه عدم الاتزان (شارب كحول)) ... مقدما هديته قائلا : كل سنه وانتي طيبة يا دوووووووك .
يمني : (بأرتباك شديد) تأخذ الهدية وتتمايل علي أذنه قائلة: أنت معندكش دم وبرد مفيش فايده فيك، في كلام تاني بعدين .
ميرفت : (أخت ممدوح) وهي تحمل رضيع وأمامها طفلين آخرين ... تذهب إلي يمني بنظرات مليئة بالغيرة والحقد تقدم هديتها قائلة : كل سنه وانتي طيبة يا مرات أخويا ...(تلتفت سريعا لممدوح دون اعطاء فرصة ليمني أن تشكرها) معلش يا ممدوح، انت عارف شغل (أسامة) كله سفر، فمقدرش يجي.
الام :(والدة يمني)تتقدم بكرسي متحرك تقدم هديتها وأثناء ذلك ... يطرق الباب.
ممدوح : هروح اشوف مين .. يفتح ويجد صندوق خشبي اسود به رسومات محفورة غريبة اعلاه بالون هليوم سوداء مكتوب عليها ( ستتحقق الامنية) وايموجي مبتسم ....
يمني وسط الدوشه منادية تستعجلة .... مين يا ممدوح يلاااا هنطفي الشمع وهنأكل الجاتو من غيرك.
ممدوح :بتعجب يدخل الصندوق :جاي اهو.
اكتملت احتفالات اليوم والصندوق داخل الشقة أمامهم.

داخل منزل دكتور عزت.
يارا : (بعصبية) ادخل يا آدم يلا بسرعة اتشطف ونام فورا.
آدم: يا ماما مش عايز انام دلوقتي ... هلعب مع بابا شوية.
يارا:( بعصبية شديدة وصوت عالي) .. قلت تدخل تنام دلوقتي حالا ... في حضانه بكرا.
عزت: ما براحة شوية يا يارا علي الولد مش كدا.
يارا : ما أنت مش شايل هم حاجه يا دكتور .. كل حاجه فوق رأسي أنا وياريت عاجب .
عزت : مش وقت الاسطوانة خالص... أنا تعبان وعندي شغل الصبح .
يارا : دا علي أساس أنا هروح دريم بارك الصبح ... ما أنا معاك يا دكتور في نفس الشغل، ولا حضرتك مش بتاخد بالك .. نظرك مش بيجيب غير زملائك في القسم دكتور( يمني).
عزت : (بصوت عالي) ... مالك يا يارا النهارده ... ايه الجنان اللي بتقوليه دا !
يارا: أنا بقول الحقيقة يا دكتور ... كفاية اعمل عبيطة لحد كدا .... من أيام الجامعة وأنا حاسة انك بتحب( يمني) وبكدب نفسي بس المواقف مع الوقت والسنين بتزود الشك جوايا، لما اتقدمتلي فرحت قلت اكيد في مشاعر ناحيتي ... بس أكتشفت ان كنت مغفلة وأنت اتقدمتلي تاني يوم خطوبة يمني وممدوح، وكأنه انتقام .
عزت : لا أنتي اتجننتي خالص ... أنا هروح أنام برا .
يارا : متجننتش أنا بقول الحقيقة .... الحقيقة اللي مخبياها جوايا سنين .... تقدر تقولي عيد جوازنا امتي؟ ولا مره فكرت تحتفل بيه ... ولا مره فجأتني بهدية أو بحاجه مش هتوقعاها ..... احنا اتنين اغراب معانا ولد يا دكتور.
يارا :متحدثة لنفسها بصوت منخفض .. بس أنا هتصرف.

داخل منزل ميرفت اخت دكتور ممدوح.

تتحدث ميرفت مع زوجها تليفونيا : أموت وافهم يا أسامه أخويا بيحبها علي ايه !... لو شفت حفلة عيد ميلادها النهاردة تقول أتنين حبيبة صغيرين .. مش تسع سنين جواز ، وهموت وأشوف لاخويا اللي مليش غيره دلوقتي في الدنيا (حيث توفي الاب والام والاخت في حادث سيارة منذ خمسة اعوام) حتت عيل، وكل ما اقوله يا حبيبي اتجوز ، الشرع محلل أربعة، من حقك تشوف عيال من دمك حواليك، تبقا دكتور اطفال اد الدنيا يا ممدوح ومش معاك عيل يشيل اسمك، قال ايه يقولي (يمني) حب عمري و مستحيل اجرحها أو اتجوز عليها، أنا راضي وهي عندي بالدنيا ..... كلام مجايبش همه ..... سحراله يا أخويا دي ولا ايه مش عارفه ..... هيجنني .
أسامه .... أسامه، انت معايا!
أسامه: (يعمل محامي حر .... متزوج عليها دون علم احد في محافظة أخري ويتردد علي زوجته من حين لاخر بحجة سفر عمل) معاكي معاكي يا ميرفت .... يا حبيبتي هو حر سبيه علي راحته .
ميرفت : هو دا اللي قدرك عليه ربنا يا اسامه ... هو حر وسبيه براحته .
أسامه : معلش يا حبيبتي مضطر اقفل عندي مرافعه الصبح ... لما ارجع نتكلم .... سلام .
ميرفت :متحدثة لنفسها بصوت منخفض .. أنا هتصرف.

داخل منزل والدة يمني

رامي : (خريج كلية علوم ويعمل في معمل تحاليل شراكة مع اصدقاءه ) قائلا لوالدته ... هي بنتك هتفضل عامله عليا الواصي الشرعي لحد امتي.. !! مش كفاية موقفه بيع البيت .
الام : يا ابني اختك بتحبك ويهمها مصلحتك، انتوا ملكمش غير بعض.
رامي: بتحبني .. !! ضحكتيني .... بأمارة ايه بتحبني ... بنتك مبتحبش غير نفسها، البنت اللي حبتها هي السبب انها تبعدها عني، هي مالها ابوها تاجر مخدرات ولا زفت .. انا حبيتها هي و اخترتها وانا اللي هتجوز مش دكتورة (يمني) هانم ... لكن ازاااااااي ... الدكتورة العظيمه تخليها في نفسها، لازم تحافظ علي الصورة المثالية ليها طول الوقت، وكلام الناس وشكلها هو دا بس اللي يفرق معاها لكن انا حاسس بايه مش مهم ...
رامي: متحدث لنفسها بصوت منخفض .. بس معلش أنا هتصرف واعرف أخد حقي كويس.

داخل منزل يمني وممدوح
الساعة 3 صباحا بغرفة النوم
يمني : بتعجب ... ايه الصنوق دا يا ممدوح
ممدوح : معرفش انا فتحت الباب لقيته في وشي
يمني: يمكن حد من الزملاء في المستشفي عارف ان النهاردة عيد ميلادي وبعته .. تعالي نفتحه .
(فتحا الصندوق داخل غطاء الصندوق مرآه عجيبة اول ما نظرا لها (ممدوح )و(يمني) ظهرت صورتهما بشكل غريب ووسطهما طفل مع موسيقي مخيفة.
بصدمه علي وجههما اغلقا الصندوق بسرعة ...
يمني: مين اللي بيهزر معانا الهزار البايخ دا !
ممدوح : فتح الصندوق مره أخري ليري ماذا بالداخل ... وجد كتاب باللغه الانجليزية لونه اسود محفور عليه رسومات عجيبة تشبه ما بخارج الصندوق عنوانه (من هنا ستتحقق الامنيه)
ممدوح : مفيش كرت ولا ايه حاجه تقول مين اللي باعته .. مفيش غير الكتاب الغريب دا .
يمني : بانزعاج ... ارمي كل دا برا دا جنون .
ممدوح : خلينا نتسلي .. يمكن فيه فكرة الكتاب دا او لعبة .
يمني : بتقول ايه يا ممدوح .. كل دا مريب بالنسبالي ... ارجوك خرج الهبل والجنان دا برا وخلينا ننام عندنا شغل الصبح .
ممدوح : (وهو يضع الكتاب ويغلق الصندوق متجه لباب الغرفة ) اوك .
لم يستطع كلاهما النوم .....
قام ممدوح بحجة دخول الحمام وخرج من الغرفة
تأخر ... مما دفع يمني للذهاب خلفه وتفاجئت بوجوده
في الصالة بوجه غريب ونظرات لا تعرفها،
زوجها شكلا ولكن شخص آخر امامها وليس هو .
يمني: ممدوح انت بتعمل ايه !... ليه فتحت الكتاب !.
ممدوح : بهدوء مريب ... حبيبتي تعالي ... هنا الحل.
يمني: حل ايه مش فاهمه !
ممدوح : هيبقا معانا ابن اخيرا
يمني: انت كويس يا ممدوح ! ابن ايه اللي يجي من الكتاب !
دا حد سخيف عارف وضعنا وبيحاول يلعب معانا.
ممدوح: بنظرات شريرة ونبرة صوت غريبة ... بقولك تعالي وهتنفذي كل الطلبات .

يوم الاربعاء 2020
الساعة ال10 صباحا
داخل المستشفي
مر عام عجيب ملئ بالمواقف الغريبة والطلبات التي كانت تُنفذ كانت تزيد من شر وبُعد كلاهما عن الآخر .. امتلاء الطرفان شكوك لبعضهما واصبحت حياتهما مريبة، واثار ذلك تعجب من حولهم لتغيرهم المفاجئ.. حتي الطلب الاخير ليلة عيد الميلاد (الكتاب تجربته عام كامل حتي تتحقق الامنية وإن لم تنفذ كل الطلبات خلال العام تحدث اللعنه )
الصفحة الاخيرة في الكتاب .... (اهلا اصدقائي ... لقد وصلنا إلي نهاية المطاف والطلب الاخير من (يمني) ... ستأتي لكي اليوم في المستشفي سيدة تعاني من آلام في بطنها ومعها طفلة، ستقتلي هذه الطفلة وتأتي لي بقلبها هنا في الصندوق ......... إلي لقاء الامنية أو إلي اللعنة .
(بعد انتهاء قراءة كل طلب يوميا يختفي الكلام وتصبح الصفحات فارغة، وعلي مدار العام كانت الطلبات مريبة،خداع اخذ اشياء من الاصداقاء والاقارب، شراء اشياء، طقوس عجيبة .... واليوم قتل )
يمني : ترفض ممسكة بعنق ممدوح بعصبية... احنا ازاي وصلنا لهنا يا ممدوح رد عليا !
ممدوح: مفيش حل لازم تنفذي.
يمني: انت عارف بتقول ايه ... !!!
ممدوح : مهمسا لاذنها هتنفذي .

داخل المستشفي يوم الاربعاء
الساعة 11مساءا
دكتور (يمني) في توتر شديد خلال اليوم داخل المستشفي
تترقب كل المرضي وتخشي دخول تلك المريضه.
يمني بغرفتها داخل المستشفي متحدثه للممرضه في الهاتف:
لسه فاضل حالات عندك تاني؟.
الممرضة: اه يا دكتور حالة وحده بس .
يمني: مجيبة بعد ثواني عديدة ... خليه يدخل .
( يُفتح الباب وتجد سيدة ومعها طفلة ... تشعر بارتباك شديد وخوف )
يمني: اتفضلي .... بتشتكي من ايه ؟
السيدة: بطني يا دكتور بتتقطع ... وفجأة تشاهد تغير ملامح السيدة وتصبح مخيفة ونبرة صوت مرعبة ..... بطني بتتقطع بتتقطع ..... ثم تتحول لسيدة عادية مره اخري .
السيدة : يا دكتورة ... يا دكتورة ... انتي معايا !!
يمني: اتفضلي اكشف عليكي .... تتجه نظراتها إلي الطفلة ... بنتك ؟
السيدة : اه بنتي .
يمني : وهي تكشف علي معدة السيدة .. النور قطع .
يمني: فجأة وهي متعجلة ... ممسكة بيد السيدة والبنت وترتدي جاكتها الاسود بسرعة، تترك كل شئ، قائلة : تعالوا معايا بسرعة .
تجري عبر ممرات المستشفي لتصل إلي الباب ولكن كل الابواب مغلقة ولا أحد بالمستشفي ... تشعر بصدمة وخوف، تحاول الاتصال بالهاتف ولكنه فصل شحن.
السيدة: بنبرة مخيفة وصوت مخيف ... اللعنة أو لقاء الامنية.
يمني: تخطف البنت من السيدة مسرعة إلي الاتجاه الاخر، حيث طريق الطوارئ ..... الابواب مغلقة ايضا ... تحاول كسره ناظرة للبنت بقوة وللخلف خوفا من لحاق السيدة بهم،
صوت عالي ... اللعنة أو لقاء الامنية، اللعنة أو لقاء الامنية.
تصرخ امنية : ببكاء شديد (كفااااااااااايه) .
يارب ساعدني .... سامحني أن مشيت معمية في الطريق الاسود دا، أنا مش هقدر اقتل ... مستحيل اعمل كدا.
(ظلت ما يقرب من نصف الساعة تحاول كسر الباب الخارجي وهي تصرخ لتجد من يساعدها، مغلقه الباب الداخلي خوفا من السيدة بكل ما هو متاح، تقترب السيدة من كسر الباب وتقترب يمني من فتح الباب الخارجي، تخرج يمني مسرعه محاولة انقاذ الطفلة معها ولكن اخذتها السيدة وقتلتها بفمها بطريقة وحشية أمامها ظلت تجري وتصرخ حتي ابتعدت عن طريق المستشفي، تنظر للوراء لا تجد شئ .. عبرت الكثير من الطرقات ولا يوجد ناس او محلات مفتوحه، حتي وجدت سوبر ماركت).

ولاء مدبولي

مقالات الرأي

آخر الأخبار