هشام بيومي يكتب: ”ساليه سوكريه”.. قصة نجاح مصرية بطعم الفخامة


في زمن تكثر فيه المشاريع وتندر فيه الاستمرارية، تظل بعض القصص الاستثنائية تلهم كل من يملك الحلم والإصرار. من بين هذه القصص اللامعة، تتألق علامة "ساليه سوكريه" كواحدة من أنجح مشروعات الحلويات في مصر، والتي انطلقت برؤية طموحة من رجل الأعمال إبراهيم الرملي، واستكملت رحلتها بشغف وإبداع على يد زوجته وشريكته في الحلم سوزان الرملي.
كانت البداية بسيطة ولكنها مفعمة بالشغف. حلم "ساليه سوكريه" وُلد من مطبخ صغير، حيث آمن إبراهيم الرملي بأن الجودة والابتكار يمكن أن يصنعا الفرق، حتى في سوق مليء بالمنافسين. وبدلاً من تقليد ما هو موجود، اختار طريق التميز: تقديم حلويات راقية تمزج بين الذوق الأوروبي والفن المصري الأصيل.
وقد واجه المشروع، في خطواته الأولى، التحديات المعتادة: التمويل، التسويق، وبناء الثقة. لكن الإصرار على التميز، واختيار أفضل الخامات، والاهتمام بكل تفصيلة، كان المفتاح الذي فتح أبواب النجاح.
لم يكن المشروع مجرد محل لبيع الحلويات، بل رؤية متكاملة لبناء علامة تجارية فريدة. ومع التوسع المدروس في الفروع، بدأ اسم "ساليه سوكريه" يفرض نفسه في السوق، كوجهة مفضلة لمحبي الحلويات الفاخرة والمذاق المميز.
من الكيك والتورتات، إلى الباتيسري الفرنسي والكوكيز، مرورًا بحلويات موسمية وتصميمات خاصة للمناسبات – حافظت ساليه سوكريه على عنصر المفاجأة والتجديد، وجعلت من كل منتج تجربة لا تُنسى.
سوزان الرملي.. روح المشروع ومهندسة التطوير
بعد وفاة إبراهيم الرملي، لم تتوقف المسيرة. بل تحوّلت إلى رسالة حياة أكملتها زوجته سوزان الرملي، التي لعبت دورًا محوريًا في تطوير المشروع وإضفاء لمسة أنثوية ساحرة على كل جانب فيه. برؤيتها الفنية، وإدارتها الذكية، نجحت في ترسيخ هوية العلامة وتحويلها إلى تجربة متكاملة، تجمع بين الذوق، والرقي، والاهتمام بالتفاصيل.
تحت قيادتها، لم تكتف "ساليه سوكريه" بالحفاظ على النجاح، بل توسعت أكثر، وعززت حضورها الرقمي، وابتكرت منتجات جديدة خاطبت الأذواق الحديثة واحتياجات السوق المتجددة.
لا يُبنى النجاح على الحظ، بل على أسس واضحة. وفي حالة "ساليه سوكريه"، يمكن تلخيص هذه الأسس في:
الجودة بلا مساومة: استخدام أفضل المكونات، والالتزام بالمعايير الدقيقة في التحضير.
الابتكار المستمر: قائمة متنوعة ومتجددة من المنتجات، تلبي كل المناسبات والأذواق.
الهوية البصرية الراقية: تصميمات جذابة للمحال والتغليف، تعكس الفخامة والتميز.
العلاقة مع العملاء: خدمة راقية، استماع دائم، وتفاعل فعّال مع التعليقات والملاحظات.
فهمت إدارة "ساليه سوكريه" مبكرًا أهمية التواصل الرقمي، فكان لها حضور مميز على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تشارك الجمهور لحظات التحضير والإبداع، وتطلق حملات موسمية جذابة، وتعزز الولاء للعلامة التجارية من خلال التفاعل والمشاركة.
كما ساهمت خدمات الطلب الإلكتروني والتوصيل في الوصول إلى شريحة أوسع من الجمهور، خاصة الشباب والعائلات الباحثة عن الحلويات الراقية في مناسباتهم الخاصة.
قصة "ساليه سوكريه" هي أكثر من مجرد مشروع تجاري، إنها قصة إصرار وشغف وعائلة. بدأت برؤية رجل طموح هو إبراهيم الرملي، واستكملتها امرأة قوية ومبدعة هي سوزان الرملي، لتصبح مثالًا ملهمًا لكل من يحلم بالنجاح.
إنها دعوة مفتوحة لكل شاب وشابة: الحلم ممكن، والنجاح ليس حكرًا على الكبار. كل ما تحتاجه هو شغف حقيقي، وإيمان بالفكرة، وجرأة في التنفيذ.
























