ممّا لا شكّ فيه أن كلمة "شغف" أضحت أكثر شيوعًا بين جيل الشباب في الآونة الأخيرة، وازدادت الدعوة لاتّباع الشغف وتحقيقه والعثور عليه، فما هو الشغف؟ كيف تعيشه؟ وكيف تعثر عليه؟

تمّ تعريف الشغف في قاموس أوكسفورد بأنه شعور قويّ للغاية بالكاد تستطيع السيطرة عليه. ووصفته أوبرا وينفري قائلة: "الشغف هو طاقة، وشعور بالقوة نابع من التركيز على ما يثير حماسك".

حينما تحبّ ما تفعله - سواءً كان ذلك وظيفة أو دراسة أو غيرها- سيحفّزك شغفك لهذا الأمر لتنهض في كلّ صباح بكامل نشاطك، وستجد أنّك في كلّ يوم متشوّق للمستقبل. بالنسبة لك، "العمل" ليس عملاً وإنّما متعة، و"الدراسة" ليس دراسة وإنّما إثارة و "الوظيفة" ليست وظيفة بعد الآن وإنما "شغف".

العيش بشغف يعني امتلاك الشجاعة الكافية للتعبير عن أفكارك وآرائك وقناعتك بلا خوف، إنه وسيلتك للتعبير عن حبّك للحياة. ويأتي حبك هذا من واقع أنّك تعيش حياة أنت اخترتها وليس حياة أجبرت على عيشها.

خذ ورقة وقلمًا وابدأ بالإجابة عن الأسئلة التالية: ما هي مهاراتك، مواهبك، مميزاتك كفرد؟ ونقصد بهذه الأمور كلّ ما تبرع فيه بالفطرة وتستمتع بالقيام به.

عد بذاكرتك إلى الماضي، حينما كنت أصغر سنًّا وفكّر بالوظائف، المشاريع، أو الهوايات التي قمت بها. ربما تكون قد نسيت لكن لعلّك كنت دائمًا كاتبًا بارعًا، رسّامًا ماهرًا، معلّمًا جيّدًا أو غيرها. رتّب إجاباتك في قائمة وفكّر بما كتبته، ستكتشف شغفك لا محالة!

إن كنت تريد سلوك طريق أسرع للعثور على شغفك، فقد يكون اختبار تحليل الشخصية، خيارًا مناسبًا لك. حيث يتيح لك هذا الاختبار ومن خلال مجموعة من الأسئلة المدروسة والمجهّزة من قبل عدد من المختصّين، يتيح لك معرفة المزيد عن نفسك، اهتماماتك، نقاط قوّتك ومواطن الضعف فيها، ويقترح لك مجموعة من التخصصات التي يمكنك أن تدرسها أو على الأقل أن تتوسّع فيها.

يدرس علماء النفس الشغف عن طريق نموذج ثنائي يقسّم الشغف إلى نوعين أساسيين، وهما كالآتي:

شغفٌ متناغمُ يتشكل الشغف المتناغم (بالإنجليزية: Harmonious Passion) عند اختيار الإنسان لنشاط ما يحبّ القيام به بشدة مع التركيز على الجوانب الأخرى من حياته أو مع قيامه بالأنشطة الأخرى التي عليه القيام بها.

شغفٌ استحواذي أو الوسواسي (بالإنجليزية: Obsessive Passion) فيتشكل عند عدم قدرة الإنسان على منع نفسه من القيام بالأنشطة التي يحبها وبالتالي ينغمس فيها للدرجة التي قد تؤثر على حياته.

يتمتع الأشخاص الشغوفون بمزايا كثيرة تميّز أعمالهم عن غيرهم في كل المجالات، سواء أكانت في العلوم أو الفنون المتنوعة. فالشخص الشغوف يملك مزايا عديدة، أهمها

١ يشعر بالحماس والبهجة دائمًا
٢ . يكرس حياته لأحلامه
٣ .يحيط نفسه بأعماله
٤ يفكر بإيجابية
٥ مستعد لتحمل المخاطر
٦ .تقبل العواقب
٧ .يلهم الآخرين
٨ يضع خارطة طريق لأحلامه
٩ غاضبة و عاطفية أكثر من الأشخاص العاديين
١٠ تبدأ يومها باكراً

الشخصية الشغوفة هي شخصية مؤمنة بنفسها وذات صفات تجعلها تحقق أحلامها وتسعي دائماً نحو السعادة و تحقيق الإنجازات . فهي لا تخشي الفشل لعلمها التام أن الذي يبدأ من الفشل يبدأ ورصيده خبره .

تخلص من كل شئ يمتص طاقتك ويأخذ منك شغفك ، فلا يمكن تحقيق أي شئ عظيم بدون شغف .
لا ترضي بأقل مما تستحق ، وتذكر جيداً أن الشغف نابع منك ولن يصحو إلا إذا أيقظته