السبت، 27 أبريل 2024 09:16 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

هشام بيومي يكتب .. الموت الصامت

هشام بيومي
هشام بيومي

يوسف مات!!!، نام أمس ولم يستيقظ، أصيب ساكته قلبية أو ذبحة صدرية أنهت حياته. لقد خسر كل أمواله ودمرت حياته وتركته زوجته وأولاده، بعد مغامرته المجنونة بالمراهنة من خلال شركات الرهانات المنتشرة علي الويب. لقد حلم يوسف بالثراء السريع، حلم بالفيلا المحاطة بحديقة الفواكه وحمام السباحة والسيارة احدث موديل والمصنع ومزرعة المواشي وغيرها من المشروعات الناجحة. لقد حلم كثيرا ولكنه لم يتحرك لتحقيق حلمه، لقد غامر بالمراهنة في مباريات الكرة وسباق السيارات وغيرها من المراهنات التي تجعلك تربح في البداية حتي تدمن اللعب ثم تسحب كل أموالك. عديد من الأسر المصرية قد دمرت بسبب هذه الألعاب، أنه الموت الصامت. لقد سمح القانون المصري المراهنات الرياضيه ومعها اليانصيب لكل مقيم في البلاد بمن فيهم حاملي الجنسية المصرية، لكن المراهنات في الكازينوهات وما شابهها محظورة علي المصريين ما عدا الأجانب القادمين للعمل أو السياحة أو غيرها. لماذا لا يتم حظر المراهنات الرياضيه على المصريين مثل الحظر الذي تم علي المراهنات في الكازينوهات، فكلاهما خراب علي البيوت المصرية.
قال رب القدرة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
المائدة 90 وفي المسيحية القمار محرم يقول الكتاب المقدس "غني البطل يقل، والجامع بيديه يزداد" ( امثال 13: 11) ومعلوم أن الجامع بيديه هو الذي يعمل ويجتهد ويشفي من أجل النجاح ومواقع مثل.... 1X وغيرها هي أكل أموال الناس وباب القمار حرمته الأديان السماوية والعقل.
سوف يقال لك أن هذا الموقع موثوق فيه ولا يمكن اختراقه، ومرخص، رسمي وكل ما يطمئنك من أجل اللعب والمراهنة وعندما تضع قدمك في الفخ، تخسر كل أموالك؛ تستيقظ علي الكارثة التي أصابتك وقد لا تستيقظ وتنام طويلا مثل يوسف.
سوف اذكر لك قصة أمينه تلك السيدة الفاضلة التي صنعت المستحيل، تخرجت من كلية الإعلام و سافرت الي باريس مع زوجها، عملت في جريدة فرنسية وكل شيء يبتسم لها، رزقت بطفل جميل وأصبحت حياتها البيت والعمل، الزوج والطفل وشغلها، أثناء فترة الغداء كانت تحب أن تأكل الكسكسي بالخضار وهي أكلة مشهورة في بلاد المغرب، وكانت باريس بها العديد من سكان شمال إفريقيا. فكرت أمينه وسألت نفسها لماذا يوجد الكسكسي ولا يوجد أكل مصري؟ وخلال شهر كانت استأجرت مكان وفتحت مطعم صغير يقدم الوجبات المصرية. باريس مثل كل أوروبا؛ الوجبات محددة المواعيد، وكانت تشتري مستلزمات المطعم كل يوم في المساء من أجل اليوم التالي. وأثناء شراء مستلزمات المطعم، شاهدت قطعة لحم عبارة عن عرق تريبيانكو وجاء في ذهنها فكرت وعلي الفور شرعة في تنفيذها. وكان اشهر سندوتش في باريس تقدمه ايمي علي الفطار في الصباح، طبعا لن اذكر تفاصيل عمل عرق اللحم في الفرن والتوابل وغيره ولكن سوف اذكر لكم أن هذا السندوتش كان وراء إقامة مطعم كليوباترا للوجبات المصرية في باريس، بعد عمل 18 ساعة في اليوم وجهد وتحديات استطاعة أن تحقق النجاح العظيم. أنه نموذج للشباب نضعه أمام العين ونحتزي به افضل من المراهنات.

هشام بيومي الموت الصامت

مقالات الرأي