السبت، 5 أكتوبر 2024 02:04 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

فيفيان سمير تكتب: ماذا لو

فيفيان سمير
فيفيان سمير

استكمالا لمحاولة تعلم مهارات اتخاذ القرار نأتي للمهارة التالية، فبعد ضبط عواطفك واتزانك النفسي،
قم بتحديد المشكلة التي تحتاج إلى قرار، اجمع كل المعلومات المتعلقة بالمشكلة في حدود المتاح لك، ثم فكر في جميع الحلول الممكنة. قيم كل بديل بناء على المعايير التي تحددها ورؤيتك للنتائج المحتملة، واختر الحل الذي يقدم أكبر قدر من الإيجابيات مع أقل قدر من السلبيات. خذ وقتك بالتفكير الدقيق ثم اتخذ قرارك، واعلم أن في كثير من الأحيان، سيكون عليك اتخاذ قرارات دون أن تكون على ثقة كاملة من تحقيق النتائج المرجوة، لكن من المهم أن تتحلى بالثقة في قراراتك وأن تتعلم من التجارب مهما كانت نتائجها، دون التفكير في "ماذا لو"؛ ففي كتابها "استشعر الخوف وأقدم على ما تخاف" ترى الكاتبة الأمريكية سوزان جيفرز أن معظم الناس تعودوا على التفكير بطريقة خاطئة عند المفاضلة بين خيارين، وهي ما أطلقت عليه عقلية ال "لا مكسب" التي نسأل خلالها أنفسنا باستمرار "ماذا لو؟"، فنتردد، ثم نظل خائفين من أن القرار الذي اتخذناه ربما كان خاطئًا، وأن الخيار الآخر كان الأصح، كما أننا نحاول التحكم في الظروف الخارجة عن سيطرتنا، ونأمل حدوث كل شيء في المستقبل كما توقعناه، وهو بالتأكيد أمر مستحيل، وتنصح جيفرز بتغيير طريقة تفكيرنا لما أسمته عقلية ال “لا خسارة”، وهي أن نختار أحد الخيارين، ونحن على ثقة من أنه مهما كان اختيارنا لن يكون هناك ما نخسره، حتى لو كانت الفائدة الوحيدة هي مجرد خوض تجربة حياتية جديدة، أو اكتساب خبرة أو معرفة، أو اكتشاف جوانب جديدة في ذواتنا. إذا آمنت أن هناك فرص لتحقيق شيء جيد في كل خيار أمامك ستفكر بطريقة أفضل، فالعقلية الأولى ستدفعك للتفكير في السلبيات وتعيق نموك وتطورك، أما الثانية فستجعلك أكثر قوة واستعدادًا لمواجهة أي تحدٍ أو إخفاق بدون خوف.
فنحن لا يمكنا التحكم فيما سيحدث مستقبلًا أو حتى التنبؤ به، وقد تتأثر قراراتنا بأمور خارجة عن سيطرتنا، إن الرغبة في التحكم بالمستقبل والتفكير الدائم فيما حدث في الماضي يفقدنا التركيز ويستنفذ طاقتنا، كما يبقينا محاصرين داخل دائرة التردد والتفكير المفرط. إن أي قرارات خاطئة اتخذتها وسارت الأمو على غير ما كنت تأمل، وأدت لنتائج غير مرجوة، لا تعني أنك إنسان فاشل غير قادر على اتخاذ قرارات صحيحة، بل إنها مجرد تجارب استفدت منها وتعلمت منها ما يجب تجنبه وما يجب القيام به لاتخاذ قرارات أفضل مستقبلًا؛ فاحذر أن يفترسك اليأس نتيجة قرار خاطئ؛ فليس كل سقوط نهاية بل قد يكون الخطوة الأولى لأروع بداية.
هذا يساعد على تطوير مهارات اتخاذ القرار لديك ويقلل من الشعور بالندم في المستقبل.

فيفيان سمير ماذا لو

مقالات الرأي

آخر الأخبار