ولاء مدبولي تكتب : الصوت الباكي
بوابة المصريينكيف حالك يا صديق ؟
لست بخير اعلم ... تحاول كثيرا ولا تستطيع الحصول علي السعادة وتتذكر كم كنت سعيدا وانت صغير وانت لا تعلم شئ عن هذا العالم القاسي .
ازدادت اوجاعنا خاصة بعد ليلة قاسية، ليلة الأحد الموافق السادس والعشرين من أيار ، حيث الغارة الاسرائيلية الغادرة علي مخيم النازحين الفلسطنيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مشاهد قاسية لأطفال تحترق بالطبع المشهد ليس بالجديد ومعاناة اهل غزة منذ اشهر ولكن مع كل جرم وحشي جديد يزداد الوجع والغضب بداخلنا ونرجو ان لا يهدأ، نحن بحاجه لهذا الغضب فربما يحدث ما نتمناه قريبا .
لم استطع النوم في تلك الليلة وانت ايضا ... فالانسان الحقيقي الذي يشعر بالاخرين كيف ينام ؟
اعلم اننا لسنا بالكثير علي هذا الكوكب .
صدفة في تلك الليلة، اثلجت قلبي كي يهدأ
مع سكوت الليل وعلي بعد دقائق من أذان الفجر مع دقات الساعة الواضحة ... يزداد تركيزي مع القارئ الذي اجده هو
هو من يخطف قلبي دوما الي الاطمئنان، انها سورة (طه) بصوت الشيخ (محمد صديق المنشاوي)
وهنا اخذت افكر .. لماذا يستطيع هذا الرجل بصوته الباكي ان يخطفني الي الامان المفقود !!
محمد صديق المنشاوي : مواليد 20 يناير عام 1920 م وتوفي 20 يونيو عام 1969م
ابرز قارئ للقرآن الكريم في الوطن العربي والإسلامي
روّاد تلاوة القرآن المتميزين بتلاوته المرتلة والمجوّدة. سجل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم ، وكان قارئًا في الإذاعة المصرية.
من مواليد مدينة المنشاة بمحافظة سوهاج جنوب مصر
له بصمة خاصة في التلاوة يمتاز بصوت خاشع ذي مسحة من الحزن، فكان لقبه(( الصوت الباكي ))
توفي مبكرا اثر اصابته بمرض دوالي المرئ، ورغم مرضه وتحذير الاطباء له من خطورة عدم الالتزام بالحفاظ علي صوته وتجنب قرأة القرآن بصوت واضح، إلا انه ظل يقرأ القرآن الكريم حتي رحل عن الدنيا يوم الجمعة الخامس من ربيع الثاني 1389 ه
وفي تلك الليلة الحزين المليئة بأوجاع الفلسطنيين كان يقرأ الشيخ محمد صديق المنشاوي سورة (طه)
ذهبت مع اثناء تلاوة الايات وكأنني لاول مره استمع اليها
تبدأ السورة بقول الله عز وجل : بسم الله الرحمن الرحيم
طه (1) مَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لِتَشۡقَىٰٓ (2) إِلَّا تَذۡكِرَةٗ لِّمَن يَخۡشَىٰ .
كان يخاطب الله عز وجل سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وكم واجه من مصاعب لنشر عبادة الله الواحد الاحد ... الرسول الكريم هو احب خلق الله الي الله عز وجل
وكان يتيما وواجه الكثير من الصعوبات والمكائد من المشركين
الحياة يا صديق ليست دار للراحة لاي مخلوق
هناك حكمة من كل شئ في هذه الدنيا ويعلمها الله عز وجل
وما يحرق قلبنا التخاذل والظلم وعدم نصرة الحق
وسؤال اين المسلمين !
انطلقت روحي مع الايات التي ذكر فيها سيدنا موسي، جدير بالذكر ان سيدنا موسي عليه السلام هو أكثر الانبياء الذي ذكره بأسمه مباشر في القرآن الكريم، حيث ذكر 136 مرة
وطلب الله عز وجل في سورة (طه) من سيدنا موسي ان يذهب إلي فرعون في قوله تعالي
ٱذۡهَبۡ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ (24) قَالَ رَبِّ ٱشۡرَحۡ لِي صَدۡرِي (25) وَيَسِّرۡ لِيٓ أَمۡرِي (26) وَٱحۡلُلۡ عُقۡدَةٗ مِّن لِّسَانِي.
صدق الله العظيم .
اللهم إني أسألك أن تنصر أهل غزة وارزقهم يا الله القوة والصبر واربط على قلوبهم يا رحمن، وأنزل عليهم من رحماتك يا رحمن. يا رب داو جرحاهم، وتقبل موتاهم، واشف مرضاهم يا الله.
لابد من ملجأ يا صديق للهروب من بشاعة هذا العالم ... ولا ملجأ لنا إلا الله .... وفي كتاب الله نجد السكينة.