فيفيان سمير تكتب: افرحوا وفرحوا أولادكم
بوابة المصريينمع موسم ظهور نتائج الامتحانات وخاصة الثانوية العامة، التي يعتبرها المصريون السنة الفارقة في حياة أبنائهم والتي تحدد مستقبلهم، يغيب عنا في كثير من الأحيان مشاعر أبناءنا أنفسهم، المضطربة والخائفة في مواجهة تلك التجربة ومواجهة اختيارات صعبة، يترتب عليها مسار حياتهم بالكامل، بل ونُسقط عليهم دون وعي أحلامنا وأمنياتنا وربما مرارة إخفاقاتنا، ونحملهم مسؤولية تحقيق ما عجزنا نحن عن تحقيقه أو ما نحلم لهم به كجزء من إنجازاتنا، مما يشكل ضغوطا إضافية على عاتقهم المثقل بالفعل، بأحلامهم هم وطموحاتهم وحدود قدراتهم التي قد نغفلها في غمرة اندفاعنا المحموم في ذلك السباق الذي لا يتوقف. ومع ظهور النتائج قد تخيب أمالنا بفشلهم في تحقيق ما ننتظر منهم، فتثور ثائرتنا وننهال بعصاة غضبنا وإحباطنا على مشاعرهم وأعصابهم المنهارة، دون الانتباه لاحتياجاتهم في تلك اللحظات بالذات. عندما يواجه ابنك الفشل أو يكون نجاحه متواضعا، يكون دوركم كوالدين هو مساندته ودعمه خلال تلك اللحظات الصعبة. يجب علينا أن نتذكر أن الأهم هو دعم وتشجيع أبنائنا بدلا من إظهار الإحباط أو الغضب أمامهم. يجب أن نوضح لهم أن ما بذلوه من مجهود هو موضع تقدير مننا، وأننا هنا لدعمهم وتقديم النصائح والتوجيه بشكل هادئ وبناء، يجب أن نكون قدوة إيجابية لهم ونوفر لهم بيئة آمنة تحتويهم وتساندهم وتشجعهم على التعلم من تلك التجربة والاستفادة منها. كما يجب أن نساعد أبنائنا على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتشجيعهم على الاستمرار في المحاولة، يمكننا أن نذكرهم بأن الفشل ليس نهاية العالم وأنه يمكنهم النهوض من جديد وتحقيق النجاح في المستقبل، كما يجب أن نحذر العبارات السلبية التي قد تؤدي إلى نقص الثقة بالنفس والاعتقاد بأنهم غير قادرين على تحقيق النجاح، وهذا بدوره يمكن أن يعطل أدائهم ويقيدهم من السعي نحو تحقيق أهدافهم، بل قد يصل بهم إلى أبعد من ذلك، فتسود الدنيا بوجوههم ويشعرون أن حياتهم انتهت بالفعل، وقد يسوقهم اليأس والخوف إلى التخلص من حياتهم، وكم من نماذج سمعنا عنها انتهت تلك النهاية المأساوية.
يجب أن نكون داعمين لأبنائنا ونحفزهم على التعامل مع الفشل بشكل إيجابي. يجب أن نكون هناك لهم في كل خطوة من الطريق ونشجعهم على الاستمرار في سعيهم نحو تحقيق أهدافهم، مهما كانت التحديات التي تواجههم. إن الفشل جزء من قصة كل إنسان، ويمكن أن يكون درسًا قيمًا يساعده على النمو والتطور، بشرط أن يكون محاطًا بالدعم والتشجيع الصحيح، عليك أن تبحث مع ابنك عن الدروس التي يمكن أن يستفيد منها من تلك التجربة. ساعده على تحليل الأسباب التي أدت إلى الفشل وما يمكن تحسينه في المستقبل. عليك أن تشجعه على الاستمرار في المحاولة وعدم الاستسلام أمام الصعوبات.
والأهم من كل شيء أن تظهر لابنك أنك تقف إلى جانبه بغض النظر عن النتيجة، أن تعبر له عن مشاعرك بصدق مع التأكيد أن حبك له لن يتأثر، ونظرتك له لن تختلف وثقتك في قدراته لن تهتز، كن متواجدًا بجانبه واستمع إليه بفهم وتفهم، لتساعده في العثور على طريق للتعامل مع الفشل والاستفادة منه، فإن الدعم العاطفي والتشجيع الإيجابي من الوالدين يمكن أن يكون العامل المحفز لابنك لينهض من الفشل بقوة ويعود ليحقق النجاح في المستقبل.
أفرحوا وفرحوا أولادكم بإنجازهم مهما كان النجاح متواضعا أو ليس بحجم أمنياتكم، أصنعوا منه ذكرى تسند وتقوي وتدفع للأمام، احترموا رغباتهم وأحلامهم وادعموا اختياراتهم وطموحاتهم؛ فمهما بلغنا من نجاح قد تهزمه كلمة فيتحول إلى غصة لا تغادرنا بل تبقى لتعرقلنا مع كل اختبار.
ألف مبروك لكل أولادنا ويا رب دايما النجاح والفرح.