هدى صالح تكتب : براءة المرأة.. بين الاحترام والاستغلال


في مجتمعاتنا، كثيراً ما نرى نساء يتصفن بالبراءة والصدق الداخلي، لكن المفارقة أن هذه الصفات التي يُفترض أن تكون موضع احترام وتقدير، تتحول أحياناً إلى سببٍ في استغلالهن من قِبل بعض الرجال. وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا قد تتحول البراءة إلى نقطة ضعف في نظر البعض؟
أولاً، لأن بعض الرجال يظنون أن المرأة البريئة يسهل خداعها، فهي تمنح ثقتها بصفاء نية وتفترض الخير في الآخرين، فيستغل ضعاف النفوس هذه الثقة لتحقيق مآرب شخصية.
ثانياً، هناك من يرى في البراءة “تحدياً” يجب التغلب عليه، فيتعامل معها بدافع غرور أو رغبة في كسر صورة الطهارة والنظافة التي تحملها المرأة، وكأنها غنيمة يود تلويثها.
ثالثاً، غياب الوازع الديني والأخلاقي عند هؤلاء يجعلهم ينظرون إلى المرأة على أنها وسيلة للمتعة فقط، لا كإنسانة كاملة الحقوق تستحق الاحترام والتقدير.
ولعل أبسط مثال على ذلك، أن كثيراً من الفتيات اللاتي تربّين في بيئة محافظة وبريئة، عندما يخرجن إلى الحياة العملية أو الجامعة، يجدن من يحاول استغلال طيبتهن في وعود كاذبة أو علاقات وهمية، فقط لأنه رأى في براءتهن فرصة سهلة. وهنا تتحول لحظة الثقة إلى جرح عميق قد يترك أثراً طويل المدى في نفسها.
لكن، الحقيقة أن براءة المرأة ليست ضعفاً بل قوة، لأنها تعكس صفاء روحها ونقاء نيتها. ومن يطمع في هذه البراءة إنما يكشف عن ضعفه هو، وعجزه عن أن يرتقي إلى مستوى الإنسانية التي أمامه.
إن المجتمع بحاجة إلى إعادة ترسيخ قيم الاحترام المتبادل، وتعليم أن براءة المرأة يجب أن تكون سبباً في الحفاظ عليها، لا ذريعةً لاستغلالها. فالبراءة قوة نورانية، لا نقطة ضعف.
رسالتي في الختام:
إلى الرجال: تذكّروا أن براءة المرأة أمانة في أعناقكم لا فرصة لاستغلالها.
وإلى النساء: لا تسمحوا لأحد أن يجعل من براءتكن ضعفاً، فهي أعظم ما يميزكن، وهي درعكم لا ثغرتكم.