انتهى الماراثون الانتخابى للبرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ، وأعلنت الهيئة العليا النتائج النهائية ليسدل الستار عن الانتخابات البرلمانية لعام 2020 .

لكن فى الواقع فقد كشفت هذه الانتخابات عن العديد من النقاط المهمة التى يجب دراستها جيدًا إذا كان لدينا الرغبة في بدء إصلاح سياسى حقيقى إلى جانب الإصلاح الاقتصادى الذى تشهده الدولة المصرية حاليًا.

لعل من أهم النقاط التى كشفت عنها هذه الانتخابات "سقوط" شخصيات برلمانية كنا نظن أنهم "مقررين" على الشعب المصرى كالمقرر الدراسى خاصة وأن هؤلاء نجحوا في توصيل صورة إلى الناس بأنهم "مسنودين" من النظام حتى كان بعضهم يوجه السباب واللعان لكافة المسئولين فى الدولة وآخرون نصبوا من أنفسهم أبواقًا للنظام تدافع عنه فى السراء والضراء فأساؤا إليه أى إساءة.

جاءت نتائج الانتخابات لتعلن أن النظام برىء من كل تلك الوجوه التى إعتادت الأكل على كل الموائد فلا دين لهم ليحكم ولا عقيدة لديهم لتزجر.

ومن الأمور التى تعد غاية في الغرابة والتى كشفت عنها نتائج الانتخابات البرلمانية أيضا "سقوط " عدد من الرموز البرلمانية التى حملت على عاتقها طوال الدورة المنقضية هموم الناس وأوجاعهم وقاتلوا بصدق وإخلاص تحت القبة من أجل القضايا الوطنية المهمة فكانوا خير ممثلين للأمة وخير داعمين للعملية الديمقراطية التى ننشدها جميعًا ليكون فشلهم فى الفوز في الانتخابات علامة استفهام كبرى تحتاج إلى تحليل وتفسير.

أفرزت نتائج الانتخابات البرلمانية أيضا العديد من جوانب النقص في النصوص التشريعية المتعلقة بالعملية الانتخابية فلم تكن هناك أى مراقبة حقيقية لتمويل الحملات الانتخابية للمرشحين فظهرت الانتخابات في بعض الدوائر وكأنها صراع بين رؤوس أموال مجنونة تسعى إلى الوصول للبرلمان بأى سعر وأى تكلفة كما أن فتح باب الترشح أمام الجميع -بهذا الشكل- يحتاج أيضا إلى إعادة نظر أو حتى حوار مجتمعى فليس من المنطقى أن نضع شروطًا وقواعد لمن يريد أن يلتحق بأى وظيفة فى الدولة ونترك الباب مفتوحًا على مصرعيه أمام الجميع للتقدم لشغل وظيفة ربما هى الأهم بين الوظائف جميعها وهى وظيفة تمثيل الأمة وتشريع القوانين دون أدنى ضوابط أو قواعد.

أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية أننا فى حاجة إلى تشريعات خاصة بالعملية الانتخابية وحدها تضمن بكل شفافية حرية الناخب وتكفل بكل أمانة مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المرشحين حتى يكون لدينا مؤسسات تشريعية قادرة على تحمل المسئولية والنهوض بالدولة فى ظل التحديات التى تواجهنا يومًا بعد يوم .