السبت، 20 أبريل 2024 04:40 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

محمد جعفر يكتب .. الديمقراطية الأمريكية تقف ”عارية” على حافة الطريق

بوابة المصريين

ظلت الولايات المتحدة الأمريكية تباهى العالم بديمقراطيتها الفريدة طوال عقود طويلة من الزمان وكم نصبت من نفسها الحارس الرسمى للديمقراطية في العالم فتدخلت في شئون دول وأسقطت أنظمة وخاضت حروب تحت مزاعم حماية المبادىء الديمقراطية حتى جاء اليوم الذى تقف فيه الديمقراطية الأمريكية عارية على حافة الطريق .

فها هو العالم يقف متوجسًا من تطورات أزمة إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية التى جرت قبل أيام في ظل تصريحات نارية واتهامات متبادلة بين المعسكرين الديموقراطى والجمهورى .

ها هو "بايدن" يحتفل بفوزه في الانتخابات وذاك "ترامب" يسخر من تلك الاحتفالات زاعمًا أن هناك ثمة تزوير فاضح طال العملية الانتخابية وأن النتيجة التى أعلنتها وسائل الإعلام لن يتم الاعتداد بها كونها ضربًا من الهراء ولم يكتفى ترامب بذلك بل أقال وزير الدفاع "مارك أسبر " دون أسباب واضحة وأرسل رسالة شديدة اللهجة لوزير العدل الأمريكى " بيل بار " بضرورة بحث كافة الشكاوى المتعلقة بتزوير الانتخابات وفتح تحقيقات موسعة بشانها وهو ما استجاب له الأخير مما دفع مسئول الجرائم الانتخابية بتقديم استقالته على الفور.

والحق أنه منذ تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية عام 1776 ربما لم تمر الدولة بهذا النوع من الأزمات السياسية بل كان الأمريكيون يتباهون دوما بالديمقراطية والتداول السلمى للسلطة على مر الزمان لتأتى الأزمة الراهنة لتُعرى تلك المزاعم وتضع الديمقراطية الأمريكية التى طالما أزعجوا بها العالم على المحك في اختبار هو الأعنف والأقوى منذ عهد " جورج واشنطن " أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية .

فالانتقال المنظم القانوني السلمي للسلطة كان أحد السمات المميزة للديمقراطية الأمريكية ولهذا السبب أدى إعلان الرئيس "دونالد ترامب" عدم قبوله الهزيمة أمام "جو بايدن" إلى خلق موقف جديد ومثير للقلق في طول البلاد وعرضها كما أنه وضع المحللين أمام تحدي دراسة سيناريوهات لم يسبق التفكير فيها من قبل خاصة وأن نص الدستور الأمريكي يؤكد بوضوح على أن الولاية الرئاسية الحالية تنتهي " ظهر يوم 20 يناير المقبل".. ليبقى السؤال الأهم مطروحًا .. ماذا لو رفض ترامب الاعتراف بالهزيمة ومغادرة البيت الأبيض ..؟

لقد قام أحد الصحفيين بتوجيه هذا السؤال قبل أيام إلى بايدن فأجاب " نعم فكرت في ذلك " مضيفًا أنه مقتنع بأنه في موقف كهذا سيكون الجيش مسؤولًا عن منع ترامب من الاستمرار في المنصب وسيقوم ببساطة بإخراجه بالقوة من البيت الأبيض وقال في بيان نشرته حملته مؤخرًا أن " الشعب الأمريكي سيقرر نتيجة هذه الانتخابات وأن حكومة الولايات المتحدة قادرة تمامًا على إخراج المتسللين من البيت الأبيض مضيفًا أنه يقع على عاتق الشرطة القضائية أو جهاز الخدمة السرية مهمة اصطحاب ترامب إلى خارج المقر الرئاسي في الوقت الذى يؤكد فيه خبراء عسكريون أن صدور أوامر للجيش بمواصلة أداء التحية العسكرية للرئيس بعد انتهاء ولايته ظهر يوم 20 يناير المقبل سيضع الجيش في موقف مستحيل.

وبغض النظر عن السيناريو المتطرف الذي تتعرض فيه استقلالية القوات المسلحة الأمريكية للخطر بسبب خلافات سياسية حزبية يحذر آخرون من أن الوضع السياسي الراهن يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعمال عنف في مناطق أخرى ولعل الوضع الذي شهدته مدن أمريكية عدة في الأشهر الأخيرة من متظاهرين مسلحين يعبرون عن دعمهم للرئيس بالإضافة إلى ظهور جماعات معارضة " راديكالية " في الشوارع بعضها مسلح أيضا يعد بمثابة تذكير بالعنف المحتمل الذي يحمله التوتر السياسي الراهن في الولايات المتحدة .. ويبقى السؤال المهم .. هل تكون تلك الأزمة هى بداية النهاية للديمقراطية الأمريكية " المزعومة " أم تنجح الأخيرة في ترميم ما أفسده الدهر والعبور من تلك الأزمة بسلام وتأجيل إعلان الانهيار لإشعار آخر..؟

أعتقد أن قادم الأيام يحمل لنا الإجابة الشافية عن السؤال المطروح .

الديمقراطيه الامريكيه مصر محمد جعفر الانتخابات الامريكيه ترامب بايدن امريكا بوابه المصريين

مقالات الرأي