الجمعة، 29 مارس 2024 04:34 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

سلمى سرور تكتب.. «الجهل في عصر العولمة»

بوابة المصريين

هناك مشاعر لا نستطيع وصفها أو تركها لنضرب بها عرض الحائط، المشاعر الدخيلة التي تجتاح مشاعرنا الحقيقية فتحولها إلي ستائر مظلمة لا نري منها سوي القسوة أو الرغبة في الإنتقام فالعلاقات بين البشر أصبحت غير سوية.

الكلمات مثل الرصاص الذي يخترق القلب السلوكيات مثل النيران التي تلتهم صاحبها، حينما أتجول في كل مكان لا أري في عيون البشر سوي شرار متطاير يحمل في طياته النفاق والكذب وزيف المشاعر، فبدلًا من العطاء بلا حدود ينتظرون المقابل قبل العطاء الأنانية تجعلهم يهدمون كل شئ، الظلم يجعلهم يحطمون قلوب كل من حولهم، الأفكار مشوشة، العقول شاردة، القلوب ضائعة، الرجال فارغة حتي الأجساد أصبحت هاوية، العيب يعترينا ونعيب الأخرين.

طرق البحث عن الفريسة ونبش العظام لدي الحيوانات أرقي كثيرًا من طرق البشر في أكل بعضهم البعض دون رحمة أو شفقه، إنني لا أعلم كيف سيكون حال الأجيال القادمة في ظل هذا الجهل؟ كيف سنواجه النشئ بتلك الأخلاق؟ كيف سيكون حال الوطن في المستقبل والنشئ أصبح طالح؟ أحيانًا أشعر من كثرة الجرائم والفساد أن الزمن لم يتقدم إنما نعود إلي الخلف حيث عصر الجهل وفساد المعتقدات وأن الذي ينقصنا هو عبادة الأصنام!، لماذا أصبحنا ضعفاء مهزومين إلي هذا الحد؟ ما الذي جعلنا نصل إلي هذا الحد من التخلف والجهل؟، لماذا دائمًا يعترينا الكبرياء وندور مع ترس الزمن فكلما نتلوي نتلون ألف لون ويصبح لدينا بدل الوجه ألف وجه، ونقنع أنفسنا بأننا مثل الجبال لا تهزنا الرياح وعلي الرغم من ذلك لا نعترف بأخطائنا ولا نستطيع إيقاف ترس الزمن فنتعلم ولازلنا أميون ولم لا؟ فشراء الشهادات الفخرية أصبح مباحًا، ولا يكلفنا سوي موت ضمائرنا ولا عزاء للجامعات!.

نعمل ولسنا منتجون وفي وطننا نعيش مغتربون، إنتماء بلا وطنية، شباب فاقد الهوية، مفتقد للقدرة فيعيش بلا مسئولية، أطفال فاقدة لمعني الحياة عقولهم يخططها من هم بداخل التروس قلوبهم البريئة يعبث بها الصالح والطالح فكيف نري مساؤنا ونحن غافلون؟، أيها الجاهلون لماذا تنسون ربكم في تصرفاتكم وأخلاقكم حتي أصبحتم فارغين ظالمين لأنفسكم ولغيركم لهذا الحد؟، أيها الغافلون تذكروا كيف فعل ربكم بزعماء طاغون فأصبحوا لا يمتلكون ما يأكلون أفيقوا إنكم الأن لديكم قلب وجسد فتستطيعون تنقية قلوبكم وتطهير أجسادكم مما يعتريكم، أفيقوا أيها الجاهلون قبل أن يأتي يومًا يتوقف فيه نبض قلوبكم ولن يتبقي منكم سوي أجسادكم التي ستدفن تحت التراب وأعمالكم التي ستواجهون بها العادل القهار.

الجهل في عصر العولمه عصر العولمه سلمى سرور بوابه المصريين العولمه

مقالات الرأي

آخر الأخبار