د. اميرة محمد تكتب: الحلوى الأكثر إفادة
بوابة المصريينمن منا لا يحب الحلوى؟، من منا لم يشعر بسعادة متى تناول قطعة من الحلوى؟، فالحلوى وإن كانت لها اضرار، إلا أنها مصدر سرور وبهجة للكثيرين صغاراً كانوا أم كباراً.
لكن هناك حلوى ليست مصنوعة من السكر أو الشوكولاتة، حلوى مصدرها أقل تكلفة، بل ربما لا يحتاج لتكلفة مادية، مثل تلك الحلوى التي تصنع بمختلف اشكالها وألوانها، ورغم قلة تكلفة ذلك النوع من الحلوى ، إلا أن فوائدها جمة بل وربما تنعدم بها الأضرار ، إنها الكلمة الطيبة، تلك التي ربما تشفي مريض وتبني مهدوم، ولم ابالغ لو قلت أن الكلمة الطيبة ربما تنجي شخص من دمار كان محدقا به لا محالة، فالكلمة هي اشبه ما يكون بالطلق الناري الذي يصوب ناحية هدف ما، فهي تخرج دون عودة، لكن الفرق بينهما هو أن الطلق الناري يحدث دمار دائم إما بإنهاء حياة ما صوب نحوه أو على الأقل جرحه للهدف الذي صوب تجاهه، بينما الكلمة لو كانت خبيثة فهي لا تقل دمار عن الطلق الناري، رغم أنها لا تترك أثر ملحوظ بالعين المجردة كجرح أو ندب....؛ بل أن أثر الكلمة الخبيثة يمتد ويدوم مسبباً أذى بالغ وعميق، فكلما تذكر الانسان تلك الكلمة الخبيثة كلما شعر بالضيق والحزن والألم.
لكن الكلمة الطيبة تلك التي هي بمثابة أجمل قطعة حلوى تذوقها الانسان، فهي أشبه بالمضاد حيوي الذي يستخدمه الأطباء لعلاج المريض بسرعة وقد وصفها الله سبحانه وتعالى في كتابة العزيز، في قوله تعالى “وكلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء".
فالكلمة الطيبة هي الأداة الفعالة لكسب قلوب البشر، وبالقراءة في كتب السيرة النبوية الشريفة، نجد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان أكثر البشر حرصا على التعامل بالكلمة الطيبة مع الجميع صغارا كانوا أم كبارا حتى مع اعدائه بالكلمة الطيبة؛ فأسر القلوب والعقول بأقل مجهود.
فما اشد حاجتنا اليوم لمثل ذلك النوع من الحلوى، خاصة لأبنائنا الذين باتو اليوم لا يعرفون شيء عن هذه الحلوى ومكتفين بما لديهم من وسائل ترفيه متطورة، حتى بات معظمهم لا يستطيع قول الكلمة الطيبة حتى لأقرب الناس إليه وهم والديه الذين ربيانه صغيراً، بل والأسوء من ذلك باتت الكلمة الطيبة لدى البعض دليل على ضعف الشخص؛ لذا أحجم الكثيرين عن الكلم الطيب.
فمن الواجب علينا تربية أبنائنا وتنشئتهم على استخدام الكلمة الطيبة في شتى تعاملاتهم فهي في نظري أجمل حلوى لابد أن يسعى الجميع لتذوقها.
وحقاً صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حينما قال "من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت".