السبت، 27 يوليو 2024 04:41 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

ولاء مدبولي تكتب: التريند الهندي هندي

ولاء مدبولي
ولاء مدبولي

شهدت وسائل التواصل الإجتماعي مؤخرا تحديدا داخل تطبيق (التيك توك) الشهير

تريند هندي شارك من خلاله مشاهير كثيرين حول العالم وبالطبع كان هناك نصيب كبير من مشاركة المشاهير العرب
وهو عبارة عن تحدي يعتمد علي رقص المشاركين علي أنغام أغنية هندية شهيرة تسمي (كوكو كو ) للمغنية (يوسو ميرا)
مع وضع مستحضرات التجميل لتبدو (الإنفلونسر)في النهاية بالمظهر الهندي التقليدي والمتعارف عليه مع بالطبع أرتداء الزي الهندي الشعبي (الساري الهندي) .
ولا تنصدم حين أخبرك ان تلك الدقائق التي تراها تستغرق ما يفوق العشر ساعات من التصوير وهناك من يلجأ لمصور محترف وخبير تجميل.... يبدو الامر انه سذاجة يا صديقي أليس كذلك؟
لا بأس لا بأس ... الامر ليس بالجديد علينا
ولكنها فرصه لأخبرك انه بالتزامن مع هذا التريند، هناك شئ آخر يخص الهند في الشأن الفلسطيني الإسرائيلي .
بعد مرور أكثر من سبعة اشهر والاحتلال مازال (يمارس حقه في الدفاع عن النفس !!) بقتل اهالي غزة العُزل بأبشع الطرق دون رحمة أو انسانية، أكثرهم ما بين اطفال ونساء
تشريد الالاف من المواطنين اصحاب الارض داخل بلادهم
انعدام كل فرص الحياه وانتشار الامراض والجوع والجميع يشاهد ويعلم، ومازال الإحتلال الغاشم القبيح لم يحقق أي انتصار عسكري ويتعامل بندالة مدعومة بكل الصامتين وأصحاب القرار والقوة في هذا العالم المخادع القذر .
تجد ان دولة الهند ما بين الماضي والحاضر شتان
من حيث الموقف تجاه القضية الفلسطنية
قديما كانت تخشي الغضب العربي وتحديدا تنظر لابعد من ذلك فالتخوف الحقيقي من ان غضب العرب يدفعهم للوقوف بجانب دولة باكستان التي علي حدودها والامور منذ الامد ملتهبة وعلي المحك بخصوص اقليم كشمير.
الان الوضع مختلف يا صديق .... فليس هناك شئ يثير مخاوف أحد .
ما بين الماضي والحاضر تغيرت السياسة الهندية تجاه القضية الفلسطنية من النقيض للنقيض، وتحول الدعم إلي خيانة مفزعة لم يكتف بأبعاد سياسة وإقتصادية فقط بل وعسكرية أيضا .
ففي 1947 صوّتت الهند ضد تقسيم فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكانت أول دولة غير عربية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطنية ممثلا وحيدا وشرعيا للشعب الفلسطيني في 1974، كما كانت من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين في 1988، ورغم أن الهند اعترفت بإسرائيل في 1950، فإنها لم تقم علاقات دبلوماسية معها حتى 1992.
ولكن بعد تنفيذ عملية طوفان الاقصي من قبل المقاومة الفلسطنية في السابع من أكتوبر من العام الماضي سارعت الهند إلي تقديم دعم سياسي سريع وكبير لإسرائيل
وبعد ساعات فقط كان رئيس الوزراء الهندي( ناريندرا) من أوائل زعماء العالم الذين أدانوا هذا الهجوم.
وامتنعت الهند عن التصويت لصالح وقف إنساني لإطلاق النار في غزة في الامم المتحدة في 27 من أكتوبر .
كما سمحت السلطات الهندية بالتظاهرات الداعمة لإسرائيل في مختلف أنحاء البلاد، في مقابل قمع الاحتجاجات الداعمة للفلسطينيين.
الهند الان شريك اساسي لما يقوم به الكيان الصهيوني في غزة ومدافع عنه .. يقدم كل انواع الدعم واخطرهم الدعم العسكري من خلال ثفقات السلاح
الهندود استفادوا كثيرا من الخبرات الاسرائيلية في اضطهاد ومحاصرة الفلسطنيين، في اضطهاد ومحاصرة المسلمين سواء داخل الهند أو في إقليم كشمير المتنازع عليه مع دولة باكستان .
بلد بها فئة ليست بالقليلة تعبد البقر تسيطر علي تريند عالمي لاشباه البشر ..... سخرية الواقع يا صديق .

ولاء مدبولي التريند الهندي هندي

مقالات الرأي