د. نرمين سعد الدين تكتب: رسائل هرميس الرسالة الثالثة عديل الروح
بوابة المصريين
استيقظت نور في غير موعدها، قبل الصبح بكثير تشعر بغصة وانقباضه في قلبها، استعاذت بالله من الشيطان وحاولت مرار أن تعود للنوم مرة أخرى ولكنها كانت محاولات فاشلة، نفضت القلق عن نفسها وقامت استعدت للذهاب للعمل، ولكنها عندما وصلت شعرت بطاقة غريبة في المكان، سكون رهيب وكأن لا يوجد به أحد، فدلفت داخل مكتبها، مرت على سكرتارية رئيسها ووجدت حجرته مغلقة والجميع غارق في صمت عجيب، فأشارت بأصبعها وقالت لها: مجاش ؟ أجابتها السكرتيره في وجوم، جه من بدري قبلنا كلنا وقافل على نفسه رافض أي حد يدخل عليه!! استدارت نور لتطرق الباب فعاجلتها السكرتيره: لا لا لا متتعبيش نفسك مش هيفتح، وبالفعل طرقت نور مرة وأثنين وثلاث لا يجيب، قالت لنفسها أطرق مره أخيره وأعلمه أني أتيت أن أصر لن أثقل عليه
طرقت نور للمرة الأخيره وهي تقول له أنا .. وقبل أن تكمل فوجئت به يفتح الباب ويشدها من ذراعها للداخل ويعود لغلق الباب مرة أخرى، نظرت نور في وجهه الشاحب وملامحة الحزينة وعينيه الدامعتين وأنخلع قلبها من بين ضلوعها لمرآه هكذا
ألقى بنفسه على أقرب أريكه بجوار الباب لم يهتم أن يجلس على مكتبه وأخذ يحملق في سقف الحجرة، جلست نور بجواره وسألته : مالك فيه أيه؟ حصل أيه لكل ده؟ لم يجيبها عن تساؤلاتها ولكنه فاجأها بسؤال لم تكن تتوقع أن تسمعه منه يوم ما أبدا رغم صداقتهم القوية ورغم أنها المقربة لقلبه المدلله: بتحبيني ؟؟
صمتت نور برهه ولكنها استجمعت شجاعتها وقالت له وهي تضع براح كفها على وجنته وتنظر في عينيه: مكنتش متخيله يجي يوم وتسألني السؤال ده لدرجة أني مفكرتش أبدا هجاوبك بأيه، المشاعر اللي بينا ملهاش وصف، كل الناس عارفه أني عاشقه لتفاصيلك الا أنت، اللي جوايا أكبر واعمق من أي كلمة حب تتقال حتى لو محتاجها، ملامحك موشومة في روحي، حضنك أماني حتى لو مكنتش جواه حرفيا مجرد وجودك في حياتي هو الأمان بعينه، بتجري جوايا مجرى الدم ، الحب والحنان والراحة هي أنت ، وجودك وحده يكفيني
رفع بهي كفه ومسح دمعة غافلتها وانسكبت من عينيها وقالها : قد كده بتحبيني؟ سحبت نور يدها من على وجنته واستدارت أشاحت بنظرها بعيد عنه وصمتت، ولكنه فاجأها وقال كنت فاكر أني دميم محدش ممكن يحبني، استعادت نور وضعها مواجهته أياه مره أخرى وقالت : " هي قالت لك كده" ؟ ، أرتبك بهي ولم يجب، تنهدت نور وأكملت الحب مش بجمال الشكل كم جميلة أحببتها ووجعتك؟؟ أنت في عيني الأجمل شكلا والأروع روحا والأحن قلبا، ومع ذلك عيونك السودة الواسعة بتملك فيها كل جاذبية العالم بمجرد ما ببص فيهم بتخطفني جواك زي المغناطيس، ثم مررت يدها بين خصلات شعره فأغمض عينه منتشيا وأكملت : وخصلات شعرك الفاحم السواد حلمت كتير ألمسهم وأحس بنعوتهم بين صوابعي، مرت دقائق ولا تتحدث نور فيها وبهي مطرق مغرق عينيه وكأنه يحلم والا يريد أن يصحو من هذا الحلم أبدا، وعندما فتح عينيه تفاجيء أنها ليست موجوده والمكان مظلم، ذهبت نور وتركته مع أحلامه
تناول موبايله في أضطراب وأرسل لها: مشيتي ليه أنا كنت لسه هقولك الكلمه اللي أكيد نفسك تسمعيها من زمان: نور أنا بحبك
رأت نور الرسالة ولم تجب، تركته في حيره ، يفعل أتصال خلف الأخر ولا تجيب حتى يأس، وبعد مرور ما يقرب من الساعه أجابته
ذهبت حتى لا تفعل وتقول ما تقوله الآن، لا أريد منك كلمة حب تحت تأثير مشاعر رفض من الأخرين أو أعتراف مني لم أكن انتويه، لقد أسمعتك ما تريد لأني شعرت أنك تحتاجها الآن، ولكني فضحت مكنون ذاتي، لن أستطيع مواجهتك بعد اليوم، ولكني دائما بجوارك، عندما تحتاجني تعلم أين وكيف تجدني
دون وداعا يا عديل الروح