د. رشا محمد تكتب: الشغف أم المسؤولية؟ كيف تصبح إنساناً ناجحاً بالعمل لا بالأحلام
بوابة المصريينالشغف: بدعة الكسل وأصل الإنسان العمل والمسؤولية
في العصر الحديث، أصبحت كلمة "شغف" تتردد كثيرًا على ألسنة الشباب والمجتمع ككل. يبدو أنها كلمة ساحرة تحمل بين طياتها الأمل والطموح، ولكن هل هذا الشغف حقيقة أم أنه مجرد بدعة تبرر الكسل؟ قبل الإجابة على هذا السؤال، دعونا نتعرف على أصل كلمة "شغف" وكيف أصبحت جزءًا من قاموسنا اليومي.
أصل كلمة "شغف" وتاريخ ظهورها
كلمة "شغف" مشتقة من اللغة العربية القديمة، وتعني "حب عظيم" أو "عشق". ومع ذلك، تطورت هذه الكلمة في العصر الحديث لتشير إلى "الحماسة المتقدة" تجاه شيء ما. رغم أن الشغف قد يكون محركًا للإبداع والإنجاز في بعض الأحيان، إلا أنه يمكن أن يكون ذريعة لعدم تحمل المسؤولية الحقيقية.
في الحقيقة، من الصعب تحديد متى بدأت فكرة "الشغف" بمفهومها المعاصر، لكن يمكن القول أنها ظهرت بقوة في أوائل القرن العشرين مع تطور الصناعات الثقافية والإعلامية. بدأت هذه الفكرة في الانتشار عندما أصبح الناس يبحثون عن "شغفهم" وكأنه هو السبيل الوحيد لتحقيق الذات، مما أدى إلى تراجع قيمة العمل الجاد والمسؤولية.
المسؤولية: المعنى والأبعاد
على النقيض من الشغف، المسؤولية هي إحدى القيم الأساسية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان. المسؤولية تعني القدرة على الالتزام بواجباتنا تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين. إنها ليست مجرد عبء، بل هي التزام يُظهر مدى نضوج الفرد واستعداده للتعامل مع تحديات الحياة.
المسؤولية تتضمن عدة أبعاد، منها:
المسؤولية الشخصية: الالتزام بأهدافنا وواجباتنا اليومية.
المسؤولية الاجتماعية: الاعتراف بحقوق الآخرين والعمل على تحقيق الصالح العام.
المسؤولية العائلية: دورنا كأفراد في دعم عائلتنا وتحمل الأعباء المشتركة.
كيف نغرس المسؤولية في أبنائنا؟
لترسيخ قيمة المسؤولية في نفوس أبنائنا، يجب علينا أن نبدأ بتعليمهم منذ الصغر. يمكن تحقيق ذلك من خلال عدة طرق:
المثال الشخصي: أن نكون نحن قدوة حسنة لهم في تحمل المسؤولية.
التوجيه والتدريب: تعليمهم كيفية اتخاذ القرارات وتحمل نتائجها.
تشجيع الاستقلالية: منحهم الفرصة للقيام بمهام بسيطة بأنفسهم.
مهارات تعين على السعي والمسؤولية وحب ما تفعل
لكي يتحلى أبناؤنا بالمسؤولية، يجب أن يكتسبوا بعض المهارات التي تساعدهم على السعي نحو تحقيق أهدافهم. من هذه المهارات:
إدارة الوقت: تعلم كيفية تنظيم الوقت بين العمل والراحة.
التخطيط: وضع خطط واضحة لتحقيق الأهداف.
التحفيز الذاتي: البحث عن الدوافع الداخلية للإنجاز، وليس الاعتماد فقط على الشغف.
من الآخر
بينما يعتبر الشغف عاملاً مهماً في تحفيز الإنسان، يجب ألا يكون على حساب العمل الجاد والمسؤولية. الأصل في الإنسان هو العمل والالتزام تجاه نفسه وتجاه مجتمعه. علينا أن نغرس في أبنائنا قيم المسؤولية، ونعلمهم أن السعي نحو تحقيق الأهداف هو مفتاح النجاح، وأن حب ما نفعل يأتي من الالتزام والتفاني في العمل، وليس فقط من الحماس العابر