عندما تبدأ الحلول بسيطة وسيلة، ومع ذلك يبدوا السير لإنجازها مستحيل. رغم علمك بما تريد أن تفعل، ولك خطة وهدف وتعرق كيف تمضي بحياتك قدمآ ولكنك مع ذلك تجد نفسك عاجزآ.
لم يعد الأمر يتعلق بعدد الأيام التي أردت فيها حقآ الذهاب إلي صالة الألعاب الرياضية، أو بعدد الجرامات التي ترغب في إزالتها من وزنك في برنامج التخسيس الذي تنفذه. الأمر تخطي ما تريد إلي ما قمت به فعلا، أصبح السؤال عن عدد الأيام التي ذهبت فيها فعلا إلي صالة الألعاب الرياضية، لم يعد الأمر يتعلق بالأفكار العظيمة التي كانت لديك حول كيفية خفض وزنك أو كيفية تغيير عملك، بل يتعلق بما إذا كنت قد فعلت ام لا. توقف عن قبول أعذارك الخاصة ومبرراتك وأبدا تقييم أيامك من خلال عدد الأمور الصحيحة التي انجزتها وسوف تري مدي السرعة التي تبدأ فيها بإنجاز تقدم.
بهذه الطريقة تستطيع تحقيق الحلم، الخطة، التي تسعي إليها. إذا بدأت السير خطوة خطوة الصعود إلي قمة جبل فأنت قادر غلي أن تجلس فوق أعلي قمة.
مهما كانت الصعاب أو العقبات التي علقت بها، لا تصاب بالإخفاق وكن من أولئك الذين أرادوا شئ كان ممكنا، فإنجاز الأشياء والتفوق هما نتاج عمل.
قد تري شاب بسيط يسير في شوارع مدينة المنيا بالصعيد، يقع ويقف، يتعسر ولا يستسلم، يواجه صعوبات كثيرة في الحياة، لكن النجاح بعد كفاح والتعب لذة خاصة يعلم جيدا بها كل من سار في طريق تحقيق الأهداف ذلك الطريق المحفوف بالمشقات.
قصة هذا الشاب ليست من نسج الخيال، فهي من واقع الحياة ونموذج لكفاح شاب اخلص لعمله وأجتهد، صاحب همة عالية وفيها عبرة لمن يرغب في سير طريق النجاح.
في عام 1986 ولد هذا الشاب في مدينة المنيا، في أسرة تقدر العلم والتفوق، درس بكلية الصيدلة عام 2009 وحصل علي درجة الماجستير في الكيمياء الحيوية. سافر الي جامعة نيوكاسل في إنجلترا عام 2015 التي ساعدته كثيرآ في تطوير أبحاثه عن محرك سرطان الخلايا الكبدية وأبتكار وسائل لتقليل إنتشار سرطان الكبد.
ماركو يوسف زكي ذلك الشاب الحالم بمجتمع خالي من مرض السرطان، حياة بلا مرض أو معاناة، إنه الشاب الذي يهدف مشروعه الي إنقاذ 8 مليون أنسان سنويا من الوفاة بسبب مرض سرطان الكبد.
في عام 2020 حصل ماركو علي جائزة نيوتن بعد إكتشاف الجين المسئول عن سرطان الكبد بعد حصوله علي درجة الدكتوراة من جامعة نيوكاسل في إنجلترا.
يقول الدكتور ماركو يوسف أن اكتشاف الجين المسؤول عن مرض سرطان الكبد لا تدعم فقط الوقاية بمنع المرض من الحدوث، بل تتعلق أيضا بإنشاء بيئة بحثية أقوي يمكنها أن تدعم بشكل فعال الجهود للتغلب علي المرض.
وقد قرر الدكتور ماركو دعم المكان الذي تربي فيه بالتبرع بنصف الجائزة وقدرها 100 الف جنيه استرليني لتطوير معمل كلية الصيدلة بجامعة المنيا.
الدكتور ماركو اول عربي يحصل علي جائزة نيوتن وقد كرمه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقد أدرج اسمه في قائمة الشرف الوطني المصري، باب العلماء أعتبارآ من 30 سبتمبر بعد منحه قلادة تاميكوم من الطبقة الفضية. القلادة شرفية تمنح لكل من أسهم في خدمة الوطن وهي لتحفيز كل مصري أن يضع نصب اعينه أن يكون متفوقا وناجح.
هذا هو العبقري المصري ابن الصعيد.